هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شددت هيئة تحرير الشام، قبضتها على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بعد اتفاق توصلت إليه مع فصائل مقاتلة، أنهى تسعة أيام من المعارك بينهما، ونص على "تبعية جميع المناطق" في إدلب ومحيطها لـ"حكومة الإنقاذ" التابعة للهيئة.
وجاء في بيان نشر على حسابات هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على مواقع التواصل الاجتماعي: "وقع اتفاق صباح اليوم (الخميس) بين كل من هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير (تضم عددا من الفصائل) ينهي النزاع والاقتتال الدائر في المناطق المحررة ويفضي بتبعية جميع المناطق لحكومة الإنقاذ السورية".
واتهم ناشطون، هيئة تحرير الشام بمساعدة روسيا، والنظام السوري في تسريع عملية دخول إدلب، عبر تهجيرهم الثوار، وإساءتهم المتكررة إلى الثورة.
وصباح الأحد، قامت فصائل نور الدين زنكي، ومجموعات أخرى، بترك أسلحتها الثقيلة، والخروج إلى عفرين، بعد اتفاق "هزيمة" وقعته مع هيئة تحرير الشام.
وقدرت مصادر أعداد الخارجين إلى عفرين بين مقاتلين وعائلاتهم من المدنيين، بنحو خمسة آلاف شخص، بينهم مطلوبون لهيئة تحرير الشام.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أن الاتفاق "على وقف إطلاق النار بين الطرفين يجعل المنطقة برمتها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام إدارياً".
اقرأ أيضا : وقف لإطلاق النار بين "تحرير الشام" وفصائل المعارضة بإدلب
ومحافظة إدلب هي المحافظة الوحيدة، بالإضافة إلى مناطق سيطرة الأكراد، التي لا تزال خارجة عن سيطرة الحكومة السورية.
وكانت تتقاسم السيطرة عليها، إلى جانب مناطق عند أطراف محافظتي حلب (شمال) وحماه (وسط)، هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة إسلامية وغير إسلامية تجمعت بمعظمها تحت مسمى "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تتلقى دعما من تركيا.
وشنّ الجهاديون خلال الأيام الماضية هجوما على الفصائل أتاح لهم التقدم كثيرا على الأرض.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء أن الهيئة باتت تسيطر على 75 في المئة من إدلب والجوار بعد اتفاق مع حركة أحرار الشام، إحدى أبرز المجموعات في الجبهة الوطنية للتحرير.
وأكد البيان الذي نشر اليوم التوصل إلى "وقف فوري لإطلاق النار بين الطرفين مع إزالة جميع المظاهر العسكرية والحشودات والسواتر والحواجز وفتح الطرقات بشكل طبيعي".
كما تم الاتفاق على "إطلاق الموقوفين من الجانبين على خلفية الأحداث الأخيرة"، و"تتبيع المنطقة بشكل كامل من الناحية الإدارية والخدمية لحكومة الإنقاذ".
وكانت أنقرة الداعمة لفصائل مقاتلة معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، وموسكو الداعمة للنظام، توصلتا في أيلول/سبتمبر الى اتفاق في سوتشي ينص على أن تتولى تركيا العمل على انسحاب هيئة تحرير الشام والسلاح من المنطقة الفاصلة بين إدلب ومناطق النظام، بهدف تجنب عملية عسكرية لقوات النظام في المنطقة. إلا أن الاتفاق لم ينفذ.
وبموجب الاتفاق الموقع اليوم، باتت المناطق التي كانت تسيطر عليها "حركة أحرار الشام" و"صقور الشام"، أبرز مكونات الجبهة الوطنية للتحرير، تحت السيطرة الإدارية لهيئة تحرير الشام. وبين هذه المناطق معرة النعمان وأريحا.
محاور رئيسي
ورأى ناصر هزبر (29 عاما) من معرة النعمان، وهو ناشط في المجال الإنساني، أن "الاتفاق سيؤثر على حياتنا بشكل كبير جدا".
وأضاف: "لقد أعطى ذريعة للنظام لدخول المنطقة. الاتفاق هو خيانة لنا، خيانة لدماء الشهداء، خيانة للناس الذين قدموا روحهم لهذا الثورة".
وتحتفظ مجموعات جهادية أخرى مثل حراس الدين والحزب التركستاني الإسلامي بوجود في منطقة إدلب، لكنها متحالفة مع هيئة تحرير الشام.
ويرى سام هيللر من مجموعة الأزمات الدولية أن التطورات الأخيرة ستمكن هيئة تحرير الشام "من تقديم نفسها لتركيا وللآخرين، على أنها المحاور الرئيسي في كل حلّ غير عسكري لإدلب".
أعذار سخيفة
ويقول هيللر: "ليس واضحا ما إذا كان نجاح اتفاق سوتشي واستمرار هدنة إدلب (بين النظام والفصائل في إدلب) مرتبطين بتطبيق اتفاق" اليوم.
على جبهة أخرى، تهدد أنقرة بشن هجوم على الأكراد في شمال غرب سوريا.
وأثار إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخيرا سحب جنوده من سوريا، مخاوف من أن يصبح الأكراد المدعومين من واشنطن، معرضين لكل الأخطار.
وكرر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم من القاهرة تأكيده ان الانسحاب سيتم من دون أن يحدد جدولا زمنيا.
وحذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الخميس من أن أنقرة ستشن هجوما في شمال سوريا إذا تأخر الانسحاب الأميركي.
وقال في مقابلة مع شبكة "ان تي في": "إذا تأخر (الانسحاب) مع أعذار سخيفة لا تعكس الواقع مثل الأتراك سيقتلون الأكراد، فسننفذ قرارنا" شن عملية في شمال سوريا.