قالت صحيفة واشنطن بوست، إن حضور عدد كبير من
الأوكرانيين لاحتفالية تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثار شكوك المحقق الخاص
بقضية التدخل الروسي، في الانتخابات الرئاسة روبرت مولر.
وأشارت الصحيفة إلى أن مولر راجع سجلات
احتفالية التنصيب، وبرز أمامه أن عددا كبيرا من الشخصيات الأوكرانية التي شاركت في
التنصيب حضرت لواشنطن من أجل الترويج لصفقات كبرى أو "خطط سلام"، تتماشى
مع مصالح
روسيا، بما في ذلك رفع العقوبات عنها.
ولفتت إلى أن انتقال
السلطة في واشنطن، اجتذب مسؤولين ومدراء تنفيذيين على مستوى العالم، سعيا للدخول
والتأثير على الإدارة الجديدة.
وأوضحت الصحيفة أن الشخصيات
الأوكرانية وأحدها يدعى سيرهي كيفالوف، حضروا اجتماعات ومناقشات منظمة بفندق ترامب
إنترناشيونال، مع حلفاء للرئيس، يمثلون مجموعة من وجهات النظر التي تعرف بأنها
متعاطفة مع موسكو.
وقالت إنهم وضعوا
أنفسهم كوسطاء، يمكن أن يساعدوا في حل واحدة من مشاكل السياسة الخارجية الشائكة، التي تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة والجمود العسكري بين روسيا وأوكرانيا، والعقوبات المفروضة على موسكو، بعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم.
وأشارت الصحيفة إلى أن
المدعين الفيدراليين، طلبوا شهودا لمعرفة كيف وصل بعض الأوكرانيين إلى حفل تنصيب
ترامب وطبيعة النقاشات التي دارت، والأسئلة التي طرحت بشأن خطة سلام، خاصة المطلعين
على تلك اللقاءات.
ولفتت إلى إعلان محامي
بول مانافورت رئيس حملة ترامب السابق الذي حصد عشرات ملايين الدولارات خلال
السنوات الماضية، من قبل المصالح الأوكرانية الموالية لروسيا، أنه عن غير قصد أبلغ
عن خطة سلام أوكرانية روسية، بواسطة شريك أعمال يعتقد أنه على صلة بالمخابرات
الروسية.
واتهم مولر مواطنا روسيا يدعى كونستانتين كيليمنيك، بإعاقة العدالة لمحاولته التأثير على شهود، مرتبطين باتهامات بالضغط الأجنبي غير
القانوني على مانافورت.
وقالت الصحيفة إن مانافورت اتفق مع كيليمنيك، على تمرير بيانات استطلاعات سياسية إلى شخصين أوكرانيين، رتبا تمويلا للأحزاب الموالية
لروسيا التي عمل مانافورت من أجلها.
ويبحث المحققون الأمريكيون في لجنة الرقابة
الداخلية بمجلس النواب، التي سيطر عليها الديمقراطيون في تحركات فلين مستشار الأمن
القومي السابق لترامب، الذي تتحدث تقارير أنه كان لاعبا مركزيا، في جهود بناء علاقة
جديدة بين ترامب وفلاديمير بوتين.
وقالت الصحيفة إنه من غير الواضح مدى فعالية
الدور الذي أداه فلين في المناقشات بشأن خطة سلام أوكرانيا، لكن محققي الكونغرس
يبحثون فيما إذا كان هو أو أحد شركائه التجاريين السابقين، كانت ستحصل لهم مكاسب
مالية، في حال انتهت العقوبات على روسيأ.
وكشفت الصحيفة أنه في غضون أيام من تنصيب
ترامب، قام
البيت الأبيض بإجراء تحقيقات مع وزارة الخارجية والكونغرس، بشأن المطلوب
لتخفيف العقوبات عن روسيا.
وأوضحت أن التحريات الرسمية حول التحول
المفاجئ بسياسة الولايات المتحدة أطلقت إنذارات في وزارة الخارجية والكونغرس. وقال
دانييل فرايد ، وهو دبلوماسي مخضرم ظل في الأسابيع الأولى من إدارة ترامب كمنسق
لوزارة الخارجية الأمريكية لسياسة العقوبات: "سمعت من مصادر مختلفة أن هناك
خطة لفرض عقوبات عاجلة على روسيا"، "لقد اقترب مني أناس كانوا متوترين
من أن الولايات المتحدة كانت على وشك القيام بشيء غبي بشكل لا يمكن إصلاحه."
ووجدت فكرة تخفيف العقوبات القليل من الدعم بين
الجمهوريين، وقال السيناتور ميتش مكونيل زعيم الأغلبية بعد أسبوع من تنصيب ترامب: "إذا
كان هناك بلد في العالم لا يستحق تخفيف العقوبات، فهو روسيا".