هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار هجوم قيادات
بارزة في جماعة "أنصار الله" (الحوثي) باليمن، على رئيس فريق المراقبين الأمميين
لوقف إطلاق النار بمدينة الحديدة (غربي البلاد)، واتهامه بالخروج عن مسار اتفاق السويد،
تساؤلات حول مصير ذلك الاتفاق بعد شهر على توقيعه.
وكان المتحدث
باسم الجماعة ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام، قد حمل رئيس لجنة التنسيق التابعة
للأمم المتحدة بالحديدة، الجنرال باتريك كاميرت مسؤولية عدم إحراز أي تقدم في تنفيذ
اتفاق ستوكهولم.
وقال عبدالسلام
عبر حسابه بموقع "تويتر" الأحد، إن "عدم إحراز أي تقدم في الحديدة على
صعيد تنفيذ اتفاق ستوكهولم، يعود بالأساس إلى خروج رئيس لجنة التنسيق الأممية (الجنرال
باتريك كاميرت) عن مسار الاتفاق، بتنفيذ أجندة أخرى".
وأضاف:
"يبدو أن المهمة أكبر من قدراته، ما لم يتدارك المبعوث الأممي مارتن غريفيث الأمر،
فإن من الصعوبة البحث في أي شأن آخر".
"تنصل وإفشال"
وتعليقا على
هذا الموضوع، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد الزرقة إن مثل هذه الاتهامات
"تعكس أسلوب المليشيا الحوثية وطريقتها في التعاطي مع المشكلة التي تسببت فيها
منذ الانقلاب، سعيا منها في التنصل من تنفيذ اتفاق الحديدة وغيره من التفاهمات التي
جرت في السويد الشهر الماضي".
وأضاف في حديث
لـ"عربي21" أنها "تأتي ردا على رفض كاميرت لمسرحية تسليم ميناء الحديدة
من طرف واحد نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي".
ووفقا للزرقة، فإن الحوثيين "سيعملون على إفشال أي جهود سلمية لتسليم الميناء والمدينة، ولكن
هذه المرة هم في مواجهة مكشوفة مع الأمم المتحدة".
وأشار الكاتب
اليمني إلى أنه "سيكون هناك تبعات لأي جهود رامية لاستهداف البعثة الأممية أو
حتى التراجع عن مسودة الاتفاق الخاص بتسليم الحديدة". مؤكدا أن "الكرة في ملعب الأمم المتحدة التي يجب أن
تقرأ في تصريحات ناطق الحوثيين الرد الواضح على كل جهودها والإساءة لموظفيها".
"نفق مجهول"
من جانبه، يرى
الكاتب والمحلل السياسي، محمد العمراني أن اتفاق السويد يدخل نفقا مجهولا لعدم توفر
النوايا الحسنة لتنفيذه حتى الآن.
وقال في حديث
لـ"عربي21" إنه "لم نلمس أي تقدم حقيقي لتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع..
فالوضع في الحديدة ما يزال على ما هو عليه وكل طرف يتمترس في موقعه".
وتابع: "الحوثيون
لا يريدون خسارة المدينة والميناء المهم فيها، ويريدون اللعب على مسألة الوقت والمراوغة
والضغط الدولي لصالحهم، وهم نفذوا تسليما صوريا بين مسلحيهم وقوات موالية لهم".
"بينما القوات المشتركة المدعومة من التحالف
بقيادة السعودية، مرابطة في مواقعها، وسط شكوك من الشرعية والتحالف بأن الحوثيين لن
ينفذوا هذا الاتفاق، بل منحوهم فرصة أخيرة، كي يكشفوا للعالم أنهم غير جادين في المفاوضات
السلمية"، وفقا للعمراني.
وتوقع أن يؤول
اتفاق ستوكهولم "إلى المجهول". مشددا أن "الأمور لن تنتهي سوى بحسم عسكري".
كما لفت إلى
أن هناك سيناريو دوليا بـ"إيجاد قوات دولية أممية، كما اقترح أمين عام الأمم المتحدة
مؤخرا". منوها إلى "توجهات أمريكية لإيجاد قاعدة عسكرية في الحديدة.. لن
تكون في صالح أحد".
"تدخلات مشبوهة"
عضو وفد الحوثي
المفاوض، سليم المغلس قال في تصريحات نقلها موقع قناة "المسيرة" الحوثية،
أن "مسؤول الفريق الأممي يقوم بتدخلات مشبوهة تفشل مقاربات، يتم التوصل إليها مع
الطرف الآخر في لجنة المراقبة". مشيرا إلى أن "تدخلات باتريك في نقاط ليس
محلها ولا تقع ضمن مسؤوليته، كونها خارج إطار الاتفاق وخارج مهمته التنفيذية".
وحسب المغلس، فإن هذه العوائق التي وضعت أمام تنفيذ الاتفاق تضع المبعوث الأممي "غريفيث"،
والأمين العام للأمم المتحدة على المحك. على حد تعبيره.
وفي 13كانون
الأول/ ديسمبر الماضي، اختتمت مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية التي انعقدت في ستوكهولم،
باتفاق بشأن مدينة الحديدة، ينص على وقف إطلاق النار، وسحب الحوثيين قواتهم منها ومينائها
الاستراتيجي، بالإضافة إلى ميناءي الصليف ورأس عيسى.
وحتى اليوم لم
يتم تنفيذ أي انسحاب، رغم استمرار الهدنة التي تخللتها اتهامات متبادلة بارتكاب خروقات.
اقرأ أيضا: الحوثيون يطالبون الأمم المتحدة بـ"تدارك الأمر" في الحديدة