هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "لاكروا" الفرنسية تقريرا ذكرت فيه أن إسرائيل اعترفت الاثنين، بقصفها لمواقع إيرانية داخل الأراضي السورية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن مراقبين تنتابهم مخاوف من تصاعد حدة التوتر بين الجانبين،
تحديدا على الحدود التي تفصل التراب السوري عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل
اعتراف إسرائيل باستهدافها لمواقع تابعة لفيلق القدس الإيراني، علاوة على مواقع
تابعة للدفاع الجوي السوري، خلال الليلة الفاصلة بين 20 و21 كانون الثاني/ يناير.
وأكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي تعمد قصف مخازن
للذخيرة ومنصات عسكرية للدعم اللوجستي في مطار دمشق، بالإضافة إلى موقع تابع
للمخابرات ومركز للتدريب العسكري، كلها إيرانية، وبررت إسرائيل هذه الضربات بأنها
جاءت في شكل عملية انتقامية ردا على إطلاق "صاروخ أرض-أرض من سوريا"
باتجاه هضبة الجولان التي احتلت إسرائيل جزءا منها سنة 1981.
وأفادت الصحيفة بأن دمشق بررت إطلاقها للصاروخ بأنه ردّ على الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت جنوب البلاد خلال الليلة ذاتها،
وقد أكد حليفها الروسي هذه الرواية، لا سيما بعد أن أسفرت الضربات الإسرائيلية عن
مقتل أربعة جنود سوريين، في حين تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 11
مقاتلا، بينهم سوريان اثنان فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المناوشات تشبه تلك التي
جدت بين إسرائيل من جهة، ودمشق وحلفائها من جهة أخرى خلال شهر أيار/ مايو الماضي،
فخلال تلك الفترة، شنت إسرائيل عشرات الضربات الجوية ضد أهداف إيرانية كرد فعل على
سقوط قذائف على الجزء الخاضع تحت سيطرتها من هضبة الجولان.
اقرأ أيضا: خبراء: إيران لا تريد التصعيد وردها الأخير استعراضي فقط
ونقلت الصحيفة على لسان الباحث، كوبي ميشال، من
المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في تل أبيب، قوله إن "الهجوم الليلي
الأخير يعد إشارة إلى الإيرانيين والسوريين والروس، حيث تريد إسرائيل أن تثبت أنها
قادرة على تدمير البنى التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا".
وأضافت الصحيفة أن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد
أهداف إيرانية في سوريا قد تكررت، وقبيل إحالته على التقاعد، أكد رئيس أركان الجيش
الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم
الجمعة 11 كانون الثاني/ يناير الماضي، "لقد قمنا بقصف آلاف من الأهداف دون
أن نعلن مسؤوليتنا".
وبالمقارنة مع الهجمات التي تحدث عنها هذا المسؤول
الإسرائيلي، تحمل الضربات التي جدت خلال الأيام الأخيرة البصمة الإسرائيلية، وقد
تزامن هذا الهجوم الإسرائيلي مع التغيرات التي طرأت على المنطقة إثر إعلان
الولايات المتحدة عن نيتها سحب قواتها من سوريا.
وذكرت الصحيفة أن الباحثة، إليزابيت مارتو، من
المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، والمختصة في الشأن الإسرائيلي، أوضحت أن
"الإسرائيليين يحتاجون لإثبات أنهم لا زالوا نشيطين عسكريا
ومستقلين في قراراتهم، كما أنهم يريدون إثبات أن مصيرهم بين أيديهم في ما يتعلق بمواجهة إيران".
تجدر الإشارة إلى أن انتخابات الكنيست التي ستنعقد
في إسرائيل في التاسع من نيسان/ أبريل القادم، أضفت طابعا سياسيا على الضربات
الجوية الأخيرة، وقد أوضح كوبي ميشال ذلك قائلا إن "بنيامين نتنياهو يعمل على
تقديم نفسه كحافظ الأمن الوحيد في البلاد، عبر إثبات أن إسرائيل طرف قوي في
المنطقة".
اقرأ أيضا: "المرصد": 12 إيرانيا بين قتلى الغارة الإسرائيلية على دمشق
وقالت الصحيفة نقلا عن الباحثة في المعهد الوطني
للدراسات الاستراتيجية، سيما شين، أنه "لن يكون هناك تبادل مباشر لإطلاق
النار، لكن ذلك لا يخفي حقيقة أن هناك تصعيدا عسكريا يطبخ على نار هادئة في الوقت
الذي لا ترغب فيه إسرائيل ولا إيران في حدوث هذا التصعيد، بيد أن كلتيهما مستعدتان
للدفاع عن مصالحهما".
ونوهت الصحيفة إلى أنه وفقا للباحث كوبي ميشال، يعد
الوضع في كل الحالات "حساسا" خاصة أن موسكو تلعب دورا في هذه المواجهة،
وأوضح ميشال ذلك مؤكدا أن "روسيا وعدت ببقاء إيران بعيدة عن الحدود
الإسرائيلية السورية، لكنها لم تف بوعودها، ويتمثل هدف موسكو الأول في استقرار
نظام بشار الأسد قبل كل شيء، وهي تعلم جيدا أن ذلك يتطلب من جهة حضور إيران، ومن
جهة أخرى، هي لا تريد بقاءها في سوريا بعد ضمان عودة الاستقرار".
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه "بحسب كوبي
ميشال، تستفيد روسيا نوعا ما من الضربات الجوية التي توجهها إسرائيل ضد أهداف
إيرانية، ولكن في الوقت ذاته، تعمل موسكو على أن تتأكد من أن هذه الضربات لا تضعف
النظام السوري".