هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة
"جورنال دي ديمانش" تقريرا سلطت فيه الضوء على الأخطاء التي ارتكبها
المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي أظهرت تناقضات عديدة على
مستوى تصريحات المسؤولين.
وقالت الصحيفة في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن محامي دونالد ترامب وعمدة نيويورك
السابق، رودي جولياني، ارتكب أخطاء كثيرة في الأشهر الأخيرة. وفي الأيام القليلة
الماضية، وفي الوقت الذي يشارف فيه تحقيق المدعي العام مولر في القضية الروسية على
الانتهاء، أثار موقف جولياني غضب الرئيس الأمريكي.
وبعد أن طُلب منه
تقديم توضيحات حول الخبر الذي تداوله موقع "بازفيد"، الذي ورد فيه أنه
من الممكن أن يكون دونالد ترامب قد طلب من محاميه السابق مايكل كوهين أن يكذب أمام
الكونغرس بشأن علاقاته مع روسيا خلال حملة 2016، بدا جولياني غير مقنع تماما.
والأسوأ من ذلك أنه يعطى أحيانا انطباعا بتجريم الرئيس الأمريكي في هذه المسألة.
وذكرت الصحيفة أن جولياني اتسم في البداية بنوع من الرصانة، قائلا: "كنت على خطأ" حين أشار إلى أن دونالد ترامب كان قد نصح محاميه السابق بالكذب. لكن بعد يومين فقط، أثار هذا المسؤول جدلا جديدا. وردا على سؤال طرح عليه يوم السبت حول مشروع برج ترامب في موسكو، اعترف عمدة نيويورك السابق على شبكة هيئة الإذاعة الوطنية، إن بي سي، أن دونالد ترامب ومايكل كوهين، الذي كان مكلفا بمتابعة المشروع في روسيا، ربما قد ناقشا هذا الموضوع قبيل الانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين الثاني / نوفمبر 2016.
من ناحية أخرى، لطالما
أكد ترامب أنه لم يكن له ولا لمعاونيه أي علاقة بالمصالح الروسية، كما لم يشارك في
مناقشات مع الروس أثناء حملته الانتخابية. لكن، من جانبه تحدث رودي جولياني عن
تصريحات ترامب هذه في بيان له، قبل أن يتم جولته في وسائل الإعلام الأمريكية،
مفيدا بأن "تصريحاتي لم تذكر التوقيت أو الظروف الحقيقية لمثل هذه
المناقشات".
وأضافت الصحيفة أنه في
اليوم ذاته، أوضح جولياني في مقابلة له مع صحيفة "نيويوركر"، محاولا
تبسيط هذه المسألة، أن مشروع برج ترامب في موسكو لم يحرز تقدما كبيرا. كما أشار
إلى أن فريق منظمة ترامب لم يقدم سوى "خطاب نوايا" لمشروع محتمل،
"ولم يتجاوز هذا المشروع هذه الخطوة أبدا". علاوة على ذلك، لم يتم وضع
"خطة" لإنشاء هذا البرج.
ولكن مع حلول يوم الثلاثاء، ناقض موقع
"بوزفيد" أقوال المحامي الشخصي لدونالد ترامب بعد أن نشر محتوى "مئات
من صفحات الوثائق والرسائل الإلكترونية، ورسائل قصيرة وخطط" تثبت أنه قد تم
الإعداد جيدا لمشروع برج ترامب.
ووفقا لصحيفة
"بوليتيكو"، أثارت هذه الأخطاء "حنق" الرئيس دونالد ترامب.
ووفقا لهذه الصحيفة الأمريكية، قد يكون ترامب قد أُضيف "إلى القائمة الطويلة
لأعداء رودي جولياني في البيت الأبيض". ونظرا للاضطرابات التي سببها موقف
جولياني في الأيام الأخيرة، كان على مستشار دونالد ترامب أن يوضح يوم الأربعاء،
على قناة السي أن أن، أن "رودي جولياني لم يكن على وشك أن يُطرد".
ونوهت الصحيفة بأنه في
الأسبوع الماضي، ظهر جولياني متوترا أثناء حوار أجراه مع "سي إن إن"،
عندما سُئل عن فتح تحقيق في مكتب التحقيقات الفيدرالي لمعرفة ما إذا كان دونالد
ترامب عميلا روسيا. وقبل أن يتم قطع حديثه، أوضح هذا المحامي أنه لم يشر أبدا إلى
"عدم وجود تواطؤ داخل الحملة، أو بين أشخاص منتمين إلى هذه الحملة. ليس هناك
أي دليل على أن رئيس الولايات المتحدة قد ارتكب جريمة التعاون مع الروس من أجل
اختراق اللجنة الوطنية الديمقراطية".
وأردفت الصحيفة أنه
حتى الأمور البسيطة انقلبت ضد جولياني. ففي بداية شهر كانون الأول / ديسمبر، وفي
تعليقه على تغريدة ندد فيها بتحقيق المدعي العام مولر، نسي رودي جولياني ترك فراغ
بين جملتين وكتب "ج20. إن". بعد ذلك، اعتقد تويتر أن ما كتب يشير إلى
اسم نطاق في الهند (.إن) وأنشأ رابطا ينقل إلى هذا الموقع، الذي لم يكن على ملك أي
أحد.
لكن، اشترى أحد رواد الإنترنت اسم النطاق مقابل خمسة دولارات، وأضاف إليه "دونالد
ترامب خائن للوطن" على الصفحة الرئيسية للموقع، التي تشير إلى تغريدة
جولياني. وسرعان ما حُذفت هذه التغريدة.
ونقلت الصحيفة ما صرح
به رودي جولياني، الذي يدير شركة استشارات في مجال أمن الحاسوب، حيث سبب موجة من
السخرية، حين قال: "لقد سمح تويتر لأشخاص بإضافة رسالة مثيرة للاشمئزاز ضد
الرئيس إلى النص الخاص بي. لا يمكن أن أصدق بأنهم ليسوا أشخاصا مناهضين
لترامب".
وقد تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن هذا الأمر مشيرة إلى
أن "رودي جولياني قد اتهم تويتر بتخريب محتوى رسالته. في الحقيقة، كان هذا
الأمر خطأه".