هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تبادلت المندوبية السامية لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالمغرب، ودفاع معتقلي حراك الريف الاتهامات، بسبب الحالة الصحية لقائد حراك الريف ناصر الزفزافي، ففي الوقت الذي اتهمت فيه الإدارة الزفزافي بخلق الفوضى، اعتبرت هيئة دفاع المعتقل أن الإدارة رفضت علاج المعتقل من المرض، وأخفت عنه المرض لأكثر من 10 أشهر.
وكانت المحكمة الجنائية بالدار البيضاء قد أدانت المعتقل ناصر الزفزافي المعروف بقائد حراك الريف بالمغرب بالسجن 20 سنة نافذة، برفقة عدد من قادة الحراك ما أثار سخطا وغضبا شعبيا.
تلكؤ في العلاج وإخفاء المرض
وقال المحامي محمد أغناج، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، "في إطار متابعة الموضوع، قمت اليوم برفقة زميلتي المحامية بشرى رويسي، بزيارة كل من نبيل احمجيق وناصر الزفزافي".
وزاد أغناج في تصريح لـ"عربي21"، "منذ مدة يعاني ناصر الزفزافي من مرض على مستوى أسفل قدميه بسبب ضغط عظام أسفل الساق، ما يسبب له آلاما حادة، وقد سبق تشخيص هذه الوضعية التي كانت إدارة السجن تتعامل معها بمنحه بعض المسكنات البسيطة".
وتابع بأنه "خلال مساء يوم السبت الماضي، انتابته نفس الحالة، فطلب منحه نفس العلاجات، لكن أعوان الإدارة الحاضرين رفضوا ذلك بعلة غياب الطبيب، ما أدى لتفاقم حالة المعتقل الصحية وبدأ يفقد الإحساس بنصف جسمه الأيمن بالكامل".
وسجل أنه "بعد احتجاجه واحتجاج رفاقه في الزنزانة، حضر الطبيب الذي كشف عليه وطلب نقله بشكل استعجالي للمستشفى. وأثناء إجراءات النقل، حضر أخيرا مدير السجن، وحاول التدخل لعرقلة هذا النقل. لكن واقع الحالة الصحية للمعتقل جعلت نقله يفرض نفسه".
وقال: "تم نقل المعتقل ناصر الزفزافي إلى المستشفى حيث أجريت له فحوصات كاملة، تبين معها أنه يعاني من تضيق أحد العروق على مستوى رأسه، ما قد يسبب AVC قد يؤذي جهازه العصبي".
واعتبر أن "المعتقل اكتشف أن حالته سبق تشخيصها من طرف المستشفى منذ 01-03-2018، حين أصيب بنفس الأعراض ونقل للمستشفى حيث خضع للتشخيص وتم تشخيص حالته آنذاك دون أن يُخبر بذلك ودون أن يتلقى أي علاج".
وأكد أن "نفس الأمر تم الآن حيث أعيد ناصر الزفزافي إلى زنزانته، دون أي علاج، ودون أن يتلقى الأدوية التي وصفها له الأطباء الذين قاموا بالتشخيص".
اقرأ أيضا: قائد حراك الريف بالمغرب يشكو الاغتصاب.. والحكومة توضح
واعتبر أن "هذه المعطيات التي توصلت بها خلال الزيارة من جهة تكذب معطيات بلاغ المندوبية العامة وتؤكد من جهة ثانية الخطر الذي يحدق بالوضع الصحي للمعتقل ناصر الزفزافي، وتؤكد خطورة تكتم الإدارة على معطيات وضعه الصحي بشكل يمنع تداركه ومنع استمرار تدهوره إلى وضع أشد خطورة".
تحذير من الجلطة والشلل
وقال أحمد الزفزافي، والد المعتقل ناصر الزفزافي: "أوضح لي ابني ناصر الزفزافي في مكالمة هاتفية أنه شعر مساء يوم السبت بتوعك على مستوى رجله قبل أن يصبح الأمر أشبه بجلطة أو أعراض شلل نصفي إذ فقد القدرة على تحريك نصفه الأيمن و الإحساس به (الرجل و اليد ونصف الوجه كما ذكر لي)".
وزاد: "بعدها تم نقله إلى قسم المستعجلات في ابن رشد وسط تطويق أمني مكثف، و بمجرد الوصول عاينه مختص في أمراض الأعصاب والشرايين وآخر في أمراض القلب وكذا مختص في المسالك البولية، وبعد تشخيص حالته تبين لابني أن إدارة السجن حجبت عنه معلومات تخص حالته الصحية منذ فاتح مارس 2018 تاريخ إصابته لأول مرة بأعراض جلطة دماغية وشلل نصفي ولم يتم إخباره إلا يوم السبت 26 يناير 2019".
وتابع الزفزافي في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "فحوصات I.R.M للسنة الفارطة كشفت انه مصاب بتقلص شرياني على الجهة اليمنى من الرأس، و تم اخباره ان الشريان ازداد تقلصا مما يؤثر على تدفق الدم للدماغ حسب ما أسّر به رئيس قسم الاعصاب بابن رشد بعدما تم استدعاؤه للاطلاع على نتائج تشخيص حالته ليعلن لابني ان حالته دقيقة تستوجب نقله على وجه السرعة للرباط ملمحا بامكانية نقله للمستشفى العسكري وهو ما لم يحدث على أي حال إذ تمت اعادته للسجن بعد ذلك".
وأفاد "أمام هذه المستجدات أتساءل كما تساءل ابني وهو يحدثني عن سبب عدم إطلاعنا على حالته الصحية منذ مارس 2018 وعدم إخبارنا، إذ إن ناصر الزفزافي أكد ان حالته هذه لم يسبق أن عانى منها إلا بعد اعتقاله ولا يستبعد ان تكون نتيجة تعنيفه يوم اعتقاله إذ تم ضرب رأسه مع جدار البيت حيث تم اعتقاله لاكثر من ست مرات بقوة وتم ضربه بالاصفاد الحديدية على رأسه وهو مكبل اليدين".
وخلص إلى أنه "أخيرا؛ إني كوالد للمعتقل ناصر الزفزافي أطالب بتخويلي الاطلاع بشكل عاجل على الملف الطبي الخاص به لمعرفة حالته الصحية و مستوى دقتها".
اقرأ أيضا: "رايتس ووتش": موقوفو حراك الريف بالمغرب ربما تعرضوا للتعذيب
خلق الفوضى
هذه المعطيات التي أدلى بها دفاع معتقلي الريف، تناقض ما أعلنته المندوبية السامية لإدارة السجون وإعادة الإدماج، التي اتهمت في بلاغ لها ناصر الزفزافي بخلق الفوضى.
وأوضحت مندوبية في بلاغ حصل "عربي21" على نسخة منه حول "جلطة دماغية أدت إلى شلل نصفي، إن "إدارة السجن المحلي عين السبع توضح أنه سبق للزفزافي أن خضع قبل سنة تقريبا لمجموعة فحوصات، منها فحص بالرنين المغناطيسي ورسم كهربائي للدماغ، اتضح من خلالها أنه يحمل خللا خلقيا طفيفا، حسب تشخيص الطبيب المعالج".
واعتبرت المندوبية أن الزفزافي "تم إخباره قبل سنة تقريبا بنتائج فحوصاته، مع إعطائه الوصفة العلاجية المناسبة، على خلاف المزاعم المنشورة، فليس لنتيجة الفحوصات الطبية أية علاقة بظروف اعتقال السجين المذكور".
وأضافت المندوبية أنه "تم يوم السبت الماضي، إجراء مجموعة من الفحوصات الإضافية للزفزافي، أسفرت عن نفس النتائج المذكورة سابقا، مع طلب الطبيب المعالج إجراء فحص إضافي لمعرفة أدق بطبيعة الخلل الخلقي الذي ظهر في الفحوصات، مع منحه موعدا طبيا جديدا بعد شهرين، وتزويده بوصفة طبية".
وقالت إدارة السجن المحلي عين السبع 1 بالدار البيضاء، "على الساعة السادسة والنصف بعد الزوال، من يومه السبت 26 كانون الثاني يناير 2019، طلب النزيل (ن.ز)، المعتقل على خلفية أحداث الحسيمة، ببعض الإسعافات بسبب ألم بإحدى رجليه على حد قوله".
وتابع البلاغ، "ولما هم الممرض بتقديمها له، رمى أرضا بمستلزمات الإسعاف وتعمد إيذاء نفسه بضرب يده بطرف أحد المكاتب وبالحائط، مطالبا بحضور المدير والطبيب ومدعيا أن الإسعافات المقدمة له غير كافية".
وزاد البلاغ "يتضح أن هذا النزيل قام بهذه السلوكات المخالفة للقانون بقصد خلق البلبلة والفوضى، إذ بمجرد أن أقدم على ذلك، رفض عدد من النزلاء المعتقلين على خلفية نفس الأحداث الدخول إلى زنازينهم".
وتابع "تدخلت إدارة المؤسسة في حينه لفرض النظام، فأمرت بإخراج النزيل إلى المستشفى قصد تقديم العلاجات الضرورية له بسبب انتفاخ يده جراء الإصابة التي تعمد إلحاقها بنفسه. وقامت بإدخال النزلاء الآخرين إلى زنازينهم، في انتظار اتخاذ الإجراءات التأديبية الضرورية في حق المخالفين لزجر سلوكاتهم الرامية إلى خلق الفوضى داخل الحي الذي يؤويهم".
وأضاف "تخبر إدارة المؤسسة الرأي العام أنها بناء على طلب من النزيل المذكور، تم إخراجه إلى المستشفى مرات عديدة لإجراء فحوصات اختصاصية على بعض مفاصله السفلى. وبقدر ما هي حريصة على استفادة جميع النزلاء من الرعاية الطبية اللازمة، فإنها مصممة على اتخاذ الإجراءات الصارمة لحفظ النظام بالمؤسسة وزجر كل السلوكات المخالفة للقانون".
وليست هذه المرة الاولى التي يتعرض فيها قائد حراك الريف لمعاملات مسيئة داخل السجن، ويتوقع أن يثير موضوع إخفاء مرض ناصر الزفزافي والتلكؤ في علاجه جدلا بالمغرب، نظرا لما يتمتع به من احترام وتعاطف فئات واسعة داخل المجتمع.