تفاصيل مثيرة في تحقيقات أبرز قضية فساد بالأردن

نشرت محكمة أمن الدولة الأردنية الخميس تفاصيل مثيرة في لائحة الاتهام للمتورطين بما يعرف بـ"قضية إنتاج وتزوير الدخان"، وبينت اللائحة تلقي مسؤولين سابقين آلاف الدنانير رشاوى أثناء فترة عملهم للتغطية على المتهم الأول في القضية عوني مطيع.

وبينت اللائحة أن مدير الجمارك السابق اللواء المتقاعد وضاح الحمود وهو واحد من بين عشرات المتهمين، تلقى رشاوى بشكل متكرر من المتهم مطيع، وحسب اللائحة أبلغ المتهم الحمود مطيع بضرورة مغادرة البلاد قبل القبض عليه مقابل مبلغ 50 ألف دينار سلمها مطيع للحمود في منزله.

إقرأ أيضا: توقيف عدد من المسؤولين في الأردن على خلفية قضايا فساد  

ومن المواقف التي كشفتها اللائحة طلب الحمود من مطيع مبلغ 130 ألف دينار، وخاطب الحمود المتهم مطيع - حسب ما جاء في اللائحة- "بعد يومين طالع عالحج بدّي 130 ألف دينار لا تنساني".

وتكشف التحقيقات أن مدير الجمارك السابق الحمود، قرر إحالة أي موظف يعيق عمل "مصنع الدخان" إلى التقاعد، حينها قال مطيع للواء الحمود: “ساعدني وما بنختلف والوظيفة مش دايمة الك”.

وبحسب التحقيقات تلقى الحمود الرشوة من المتهم عوني مطيع بداية من عام 2016 مقابل تسهيل عمليات تهريب الدخان من المنطقة الحرة في الزرقاء إلى السوق المحلي وبنقل الموظفين الذين يعيقون الأعمال الإجرامية وإحالتهم على التقاعد، وإبلاغ المتهم عوني مطيع عن أي عمليات مداهمة سوف تتم على مصانعه بهدف إخفاء العلاقة والتعامل غير المشروع.

ومن الأمور التي كشفتها التحقيقات حصول الحمود على راتب شهري من مطيع يقدر بـ25 إلف دينار اردني، إلى جانب حصول الحمود على مبلغ 200 ألف دينار كرشوة "كي يؤمن مستقبله" كما ورد في التحقيق.  

وكان رجل الأعمال، عوني مطيع، غادر الأردن في تموز/ يوليو الماضي إلى لبنان، ومنها إلى تركيا، وذلك بعد إحالته إلى محكمة أمن الدولة في قضية تهريب وتصنيع دخان وتزييف علامات تجارية، في قضية تعتبر هي الأضخم من هذا النوع في المملكة.

وفي آب/ أغسطس الماضي، أدرج الأردن عوني مطيع على لائحة "الإنتربول"، وجاء الإدراج بناء على مذكرة حمراء وجهها مدعي عام محكمة أمن الدولة الأردنية لإدارة الإنتربول، من أجل إدراج مطيع على قوائمه وجلبه للمثول أمام القضاء ضمن لائحة اتهام تضم 30 شخصا.

وأعلنت الحكومة الأردنية تسلّم المتهم البارز عوني مطيع، من قبل السلطات التركية، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بعد ملاحقة قضائية دامت عدة شهور.

وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الناطق باسم الحكومة، جمانة غنيمات، إن السلطات التركية تعاونت مع الأردن، وقامت بتسليم عوني مطيع.