هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم ينته الجدل الخاص بأزمة التعليم بتونس بين الحكومة والجامعة العامة للتعليم الثانوي، حتى بعد التوصل لاتفاق أزاح شبح السنة البيضاء التي كانت تهدد نحو مليون تلميذ، حيث فجرت تدوينة لأحد الكتاب جدلا بعد حديثها عن دور قطري في إنهاء الأزمة.
وجاء في تدوينة للكاتب والمفكر السياسي الصافي سعيد عبر صفحته على فيسبوك، حذفها لاحقا، بأن قطر هي من أنهت أزمة التعليم في تونس بوساطة راشد الغنوشي حيث تعهدت بدفع فارق الزيادات لمدة سنتين.
"شرف لم يحصل"
وعلق رئيس حركة النهضة على الخبر المتداول عبر تصريحات إعلامية محلية بالنفي واصفا ذلك بأنه "شرف لم يحصل".
واعتبر عضو مجلس شورى النهضة زبير الشهودي في حديثه لـ"عربي21 " أن أزمة التعليم في تونس تعد شأنا داخليا "نجحت خلاله جميع الأطراف في الحكومة واتحاد الشغل في إدارة الخلاف بشكل عقلاني والتوصل لحل ينهي الأزمة عبر الحوار".
وأوضح أن قطر وغيرها من البلدان كانت لها مواقف مشرفة في دعم تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس، مشددا على أن طبيعة الأزمة الخاصة بالتعليم لم تكن مادية بحتة بقدر ما هي سياسة أيضا.
وأقر الشهودي بأن "هناك أطرافا معلنة بينها حزب نداء تونس كانت تراهن على فشل حل أزمة التعليم كما راهنت سابقا على إبقاء أزمة هيئة الانتخابات لتصفية حسابات سياسية ضيقة مع النهضة ومع رئيس الحكومة".
تشويش على المفاوضات
وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد كشف بدوره خلال كلمة تلفزية مساء أمس، عن وجود أطراف لم يسمها راهنت على فشل المفاوضات الاجتماعية بين الحكومة واتحاد الشغل وشوشت عليها.
على صعيد متصل، خلف إعلان رئيس حركة النهضة عن إنهاء أزمة التعليم واستئناف الدروس عبر وسائل إعلام محلية قبل ساعات من إعلان الأطراف المتفاوضة التوصل لاتفاق رسميا جدلا وصل لحدود السخط.
وسارع اتحاد الشغل لنشر بيان توضيحي شديد اللهجة اتهم خلاله الغنوشي بمحاولة الركوب على الأحداث وافتعال مبادرات لا أساس لها من الصحة، وشددت المنظمة الشغيلة على أن المفاوضات جرت بشكل مباشر مع الحكومة دون سواها.
حيادية ملف التعليم
وأكد الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الثانوي فخر الدين السميطي في تصريح لـ"عربي21" على أن حديث حزب داخل الحكومة بحله لأزمة التعليم أمر مرفوض، مشددا على حيادية ملف التعليم عن التجاذبات السياسية.
اقرأ أيضا: انتهاء أزمة التعليم في تونس باتفاق بين الحكومة والنقابة
واستنكر في ختام حديثه اقحام دولة أجنبية في شأن داخلي حتى ولو كان من باب الإشاعات حسب قوله، مشددا على وجود حكومة تتحمل مسؤولية المفاوضات الاجتماعية مع الطرف النقابي وتسوية الملفات الاجتماعية.
وكان نشطاء عبر الشبكات الاجتماعية قد علقوا على ما أشيع من تدخل قطر لحل فتيل أزمة التعليم في تونس.
حيث دون الناشط سالم المزوغي عبر صفحته قائلا: "الجزائر تمد ساقية سيدي يوسف بالغاز الطبيعي مجانا ودولة قطر تنهي أزمة التعليم ...هل تستطيعون أن تجيبوني إذا عن الدور الفرنسي في تونس".
وانتقد الناشط شكري بكوش الحديث عن تدخل قطر في حل أزمة التعليم واصفا ذلك بالأمر المهين لتونس ولشعبها، داعيا الأطراف في الحكومة والمعارضة لتحمل مسؤولياتهم.