هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تثار التساؤلات حول دور وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف، في ظل الدور الذي يلعبه وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل جبير على الساحة الإقليمية والدولية.
ومنذ تعيين إبراهيم العساف وزيرا للخارجية، في 27 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لم يكن حاضرا في أي لقاءات دولية، بل أدار عادل الجبير دفة السياسة الخارجية السعودية في كافة المحافل الإقليمية والدولية بدلا عنه.
حضور لافت للجبير
وفي 14 كانون الثاني/ يناير الماضي، التقى عادل الجبير بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عقب وصوله إلى الرياض، وبحثا العلاقة بين البلدين، وقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وشارك الجبير في 22 كانون الثاني/ يناير الماضي، باجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف لدعم الشرعية في اليمن المنعقد بالرياض، والتقى العديد منهم.
وفي 31 كانون الثاني/ يناير الماضي، شارك الجبير ممثلا عن الرياض في اجتماع "البحر الميت" السداسي الذي ضم إلى جانب السعودية، وزراء الخارجية الإماراتي والكويتي والبحريني والأردني والمصري.
اقرأ أيضا: "الرجل الصامت" ومعتقل "ريتز" وزيرا لخارجية السعودية (بورتريه)
وشارك الجبير في اجتماع "بروكسل" على المستوى الوزاري للدول العربية والأوروبية، في 4 شباط/ فبراير الجاري، لبحث الأزمة السورية.
وفي 14 شباط/ فبراير شارك عادل الجبير ممثلا عن السعودية، في مؤتمر "السلام والأمن في الشرق الأوسط" في العاصمة البولندية وارسو، بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراء خارجية عرب وغربيين وركز على الموضوع الإيراني.
والسبت الماضي، ألغى وزير الدولة الجبير مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، للأمن بشكل مفاجئ، وكان من المقرر أن يكون متحدثا رئيسا فيه، لينضم إلى ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان في جولته الآسيوية.
ويرافق عادل الجبير، ولي العهد السعودي بجولته الآسيوية في إسلام أباد، وعقد أمس الاثنين، مؤتمرا مشتركا مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي.
قرار نزوة
وفي هذا السياق، قال الكاتب السعودي المعارض البارز سعد الفقيه، أن العساف محسوب على العهد القديم، وسبق أن سجن وعانى في ذلك، وعلى ما يبدو أن تعيينه وزيرا للخارجية كانت نزوة من ولي العهد محمد بن سلمان، لم يدركها إلا بعد اتخاذه للقرار.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن ابن سلمان كان هدفه من تعيين العساف، إزاحة الجبير الذي رأى أنه لم يتقن المهمة في الأزمة مع قطر وفي قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأضاف أن ابن سلمان، على ما يبدو بعد فترة أدرك أن العساف شخصية لا تصلح للعمل السياسي، وخاصة أنه شخص قليل الكلام وحريص على السرية ويصلح في الملف المالي لآل سعود، والأصل أن يكون لوزير الخارجية صفات أخرى بدءا بمعرفته بالدبلوماسية السياسية، وانفتاحه، وهذا غير موجود لدى العساف.
وأشار إلى أن المرحلة تتطلب وجود الجبير من وجهة نظر ابن سلمان، مضيفا أن الجبير "قريب من اللوبي الإسرائيلي، وعلاقته بدولة الاحتلال منذ الثمانينيات، وكان حلقة الوصل بين بندر بن سلطان واللوبي".
اقرأ أيضا: الملك سلمان يعيد تشكيل مجلس الوزراء وإقالة الجبير (شاهد)
ولفت إلى أن "الجبير كتبت عنه أحد الصحف الإسرائيلية في تسعينيات القرن الماضي، وامتدحته وقالت إنه "مايكل جوردن السعودية" مشيرا إلى أن خبرة الجبير في قضية التطبيع كبيرة.
واستدرك الفقيه، بأن الواضح أن ابن سلمان أدرك أنه أخطأ في تعيين العساف، وهو يريد الآن أن يستمر الجبير بالواجهة.
حكم شمولي
من جهته قال المعارض السعودي سلطان العبدلي، إن تعيين العساف لا يؤثر بالمشهد، في ظل الحكم الشمولي الذي يتحكم به ولي العهد السعودي.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن ابن سلمان وجد نفسه مضطرا للإبقاء على الجبير، بسبب المهارات التي يتمتع بها.
ولفت العبدلي إلى أن العساف كان متهما بالفساد، وكان من ضمن المجموعة التي اعتقلت داخل فندق ريتز كارلتون، وتم الإفراج عنه دون أي رد اعتبار.
ولم يجد العبدلي أي فرق بين منصب وزير الخارجية، وبين وزير دولة للشؤون الخارجية، مشيرا إلى أن ابن سلمان يريد العساف ممثلا للخارجية في داخل السعودية، والجبير ممثلا عنها في الخارج.