هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة إسرائيلية الخميس، أن هناك توافقا مبدئيا بين روسيا وأمريكا على إقامة منطقة آمنة بشمال سوريا تطالب بها تركيا منذ فترة طويلة، من أجل استخدامها كملجأ مؤقت للاجئين السوريين الذين يعيشون الأراضي التركية.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال
نشرته للكاتب تسفي برئيل، إن "التوافق المبدئي بين موسكو وواشنطن على إقامة
مثل هذه المنطقة، مشروط من الأخيرة بأن لا تكون تركيا المسيطرة الحصرية على
المنطقة، خوفا من أن تعمل قواتها ضد القوات الكردية التي ما زالت تعتبر حليفة
للولايات المتحدة".
وذكرت الصحيفة أنه "في النقاشات المتواصلة التي
تجري بين واشنطن وأنقرة تُبذل جهود لإيجاد صيغة تمكن من إشراف دولي على المحافظات
الشمالية في سوريا الموجودة على الحدود مع تركيا"، لافتة إلى أن
"الأتراك يعارضون ذلك ويطمحون إلى الحصول على يد حرة في القتال ضد من
يعتبرونهم مليشيات إرهابية".
صعوبة أمريكية
وشددت الصحيفة الإسرائيلية على أنه "دون اتفاق
مقبول بين واشنطن وأنقرة، ستجد الولايات المتحدة صعوبة في الالتزام بالجدول الزمني
الذي حدده ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا".
وأشارت إلى تصريحات أردوغان التي قال فيها إن تركيا
استثمرت حتى الآن 37 مليار دولار من مواردها في استيعاب أكثر من 3 ملايين لاجئ،
مستدركة بقولها: "الجانب الاقتصادي لمشكلة اللاجئين ثانوي بحسب تركيا،
مقابل الحاجة إلى إقامة منطقة آمنة ضد المليشيات الكردية".
اقرأ أيضا: ماذا يدور بين روسيا وتركيا وأمريكا بشأن "منبج" السورية؟
ونوهت إلى أن تركيا وروسيا وإيران بحثوا في مؤتمر
القمة الذي عقد في سوتشي الأسبوع الماضي، إمكانية التوصل إلى حل في محافظة إدلب
لمنع عملية عسكرية كبيرة، معتقدة أن "الدول الثلاث تخطط لعملية مشتركة من أجل
تطهير إدلب من التنظيمات المتطرفة".
وتابعت: "لم يتم الإبلاغ عن الطرق التي ستتبع
من أجل تحقيق هذا الهدف"، مؤكدة أنه "إذا تم تحديد موعد زمني لبداية
العملية العسكرية، فإن تنسيق المواقف العسكرية مع إيران وروسيا يعمق الشرخ بين
تركيا والولايات المتحدة، التي تنشغل بحلول تكتيكية تمكنها من انسحاب هادئ من
سوريا دون خطة استراتيجية أو سياسية ودون تحديد مصالحها المستقبلية"، بحسب
"هآرتس".
واعتبرت الصحيفة أن "محافظة إدلب هي المعقل
المهم الأخير الذي يمنع سيطرة الجيش السوري على جميع أراضي الدولة، وبهذا هو يشكل
أيضا عائقا أمام استكمال العملية السياسية"، مشيرة إلى أن "تركيا تخشى
من أن معركة إدلب ستؤدي إلى قتل جماعي جديد وموجة كبيرة من تدفق اللاجئين إلى أراضيها".
السياسة التركية
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أكد
الأربعاء، أن بلاده ستقوم بما يجب من أجل تطهير شرقي الفرات بسوريا من تنظيمي
"العمال الكردستاني"، و"وحدات حماية الشعب الكردي".
جاء ذلك في كلمة له خلال لقائه ممثلي منظمات مدنية
بولاية موغلا جنوب غربي تركيا، شدد فيها على أن بلاده تعمل على التنسيق مع بعض البلدان
الغربية وروسيا وإيران والولايات المتحدة بخصوص انسحاب الأخيرة من سوريا.
واستدرك قائلا: "لكن هذه لن تكون عملية انسحاب وستخلق
مساحة لـ"وحدات حماية الشعب الكردي" أو "العمال الكردستاني"،
أو أن تكون بشكل يحمي أولئك، وبالتأكيد فإننا لن نسمح بذلك فهذه مسألة مهمة للغاية
بالنسبة لنا".
وأوضح تشاووش أوغلو أن تركيا باتت عنصرا مهما للغاية
في سوريا، وأن سياساتها التي انتهجتها لاقت تقدير العالم بأسره، مشددا على أن
"تطهير أوكار الإرهاب في المنطقة يعتبر أمرا مهما من أجل أمن تركيا، وأن ذلك
يؤثر بشكل إيجابي على السياحة في البلاد"، على حد قوله.