المغرب.. صمت رسمي وحديث إعلامي عن رئاسيات الجزائر

بينما التزمت الرباط الصمت إزاء المظاهرات الشعبية في الجزائر الرافضة لولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حفلت وسائل الإعلام المغربية بتغطية شبه يومية وواسعة لهذه الاحتجاجات من زوايا مختلفة.
 
فبالإضافة للأخبار اليومية التي تنقلها وكالة المغرب العربي للأنباء، غطت وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية احتجاجات الجزائر. فقد نشرت القناة المغربية الثانية المقربة من الحكومة، تقريرا مصورا يلخص مسيرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ وصوله إلى الحكم عام 1999، حتى إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

أما صحيفة "هيسبريس" الإلكترونية واسعة الانتشار، فقد نقلت رسالة من قائد حراك الريف ناصر الزفزافي المعتقل في السجون المغربية والمحكوم عليه بعشرين سنة نافذة، قالت بأنها تضمنت دعما لحراك الشعب الجزائري. 

وقال تقرير للصحيفة نُشر اليوم الثلاثاء "إن رسالة منسوبة إلى أيقونة حراك الحسيمة ناصر الزفزافي نشرها مقربون منه، إلى آلاف المحتجين في الجزائر ضدَّ العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أيّد من خلالها الحراك الجزائري الذي جاءَ ضدَّ ما وصلَ إليه الجار الشّرقي من ظلمٍ واستعبادٍ وسلطوية، واصفاً الرّئيس بوتفليقة بأنه شبه ميت جاثم على صدور الشعب الجزائري".

ووفق ذات المصدر فقد "باركتْ الرسالة الحراك الشعبي الذي تشهدهُ الجارة الجزائر، داعيةً المحتجين الغاضبين إلى التّمسك بنهج السلمية كخيار لتحقيق مطالبهم المشروعة". 

وأضافت الرسالة: "ما رفضكم للعهدة الخامسة التي أوصلت بلد المليون ونصف المليون شهيد إلى ما وصل إليه اليوم من ظلم واستعباد وسلطوية لدليل على وعيكم وفهمكم العميق لسياسة مخزنكم".

وخاطبَ الزفزافي الجزائريين الذينَ يخرجون في مسيرات رافضة لتسليم قيادة البلاد لعبد العزيز بوتفليقة من جديد، قائلا: "ولتعلموا يا أحفاد عبد القادر الجزائري العظيم أنه حتى لو فصلت بيننا سياسة الحدود سنبقى شعبا واحدا وأمة واحدة نتقاسم نفس الهموم والصعاب ولا نبتغي إلا مصلحة شعوبنا وأوطاننا التي حارب من أجلها أجدادنا".

وأوصى أيقونة "حراك الريف"، وفق ذات الصحيفة، المحتجين بـ"الحفاظ على نزاهة حراكهم من أي اختراق واستغلال ورفض الدكاكين السياسية التي تصفي حساباتها السياسية على ظهر مآسيهم ومعاناتهم".

وزاد: "لا محالة أنكم ستنتصرون إن عاجلا أم آجلا على العهدة الخامسة التي يقودها رئيس شبه ميت جاثم على صدوركم"، وفق تعبيره.

أما صحيفة "اليوم24"، فقد اختارت عنوانا آخر في تغطيتها للحراك الشعبي في الجزائر اليوم الثلاثاء: "في بلادي ظلموني تصل الجزائر في احتجاجات ضد العهدة الخامسة".

وقالت الصحيفة: "وصلت أغنية في بلادي ظلموني، التي ألفتها وأنشدتها جماهير فريق الرجاء البيضاوي، إلى الشارع الجزائري، الذي يعيش على إيقاع الاحتجاجات على النظام الحاكم، ضدا على العهدة الخامسة، وعزم الرئيس عبد العزيز بوتفليق الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، لولاية خامسة".

وأضافت: "ردد الآلاف من الجزائريين في عدد من المدن، شعارات الرجاء البيضاوي الشهيرة، وأغنيته في بلادي ظلموني في عدد من المدن الجزائرية، وذلك تعبيرا منها عن رفضها لما آلت إليه الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلد، وكذا رفضها لترشح جديد لبوتفليقة، بسبب مشاكله الصحية".

أما صحيفة "الأيام24"، فقد كتبت تحت عنوان: "الجزائر على صفيح ساخن.. حراك شعبي للإطاحة ببوتفليقة القابع في المستعجلات": "تتواصل موجة الاحتجاجات في الجزائر رفضا لترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، حيث انطلقت دعوات لمسيرات جديدة يوم الجمعة القادم في مختلف أنحاء البلاد".
 
وأضافت: "يسعى عدد من النشطاء مدعومين ببعض التنظيمات السياسية، مثل حركة بركات المعارضة، إلى الدفع بأكبر عدد من الجزائريين للخروج إلى الشارع يوم الفاتح من آذار (مارس) المقبل من أجل الضغط على السلطة وإرغام الرئيس بوتفليقة على التراجع عن ترشحه".
 
ويتظاهر الآلاف من الجزائريين، منذ 22 شباط (فبراير) الجاري، احتجاجا على قرار النظام الجزائري، القاضي بترشيح عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، على الرغم من مشاكله الصحية، وعدم قدرته حتى التواصل مع الشعب.

يذكر أن العلاقات المغربية ـ الجزائرية تعيش توترا مزمنا منذ العام 1994، بسبب تباين موقفي البلدين من تقرير مصير ملف الصحراء الغربية، فبينما تطرح المغرب حكما ذاتيا للإقليم واسع الصلاحيات ضمن الوحدة الترابية، تدعم الجزائر مطلب البوليساريو بتقرير المصير.