هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عقد رئيس سلطة الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي، اجتماعا أمنيا مع كبار قادة الجيش والشرطة، أمس الجمعة، وهو أول اجتماع بحضور وزيري الدفاع محمد زكي والداخلية محمود توفيق (الجديدين)، منذ آخر اجتماع في آذار/ مارس 2018 بعد إقالة وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية اللواء مجدي عبدالغفار.
وقالت وزارة الدفاع المصرية، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن الاجتماع تناول تطورات الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، وكذلك الجهود المبذولة في ما يتعلق بالأوضاع الأمنية بشمال سيناء وتأمين الحدود على جميع الاتجاهات الاستراتيجية.
وأكد سياسيون وبرلمانيون مصريون سابقون لـ"عربي21" أن الاجتماع الأمني يأتي في ظل تنامي حراك داخلي في مصر على خلفية دعوات المعارضة إلى التحرك ضد النظام الحاكم في مصر، إلى جانب ما تشهده دول عربية عدة في المنطقة من احتجاجات ومظاهرات شعبية مثل الجزائر والسودان.
اقرأ أيضا: اجتماع أمني للسيسي مع قادة الجيش والشرطة (صور)
مخاوف السيسي
وفي هذا السياق، قال السياسي المصري المعارض البارز، طارق الزمر، لـ"عربي21" إن "اجتماع السيسي بالجيش والشرطة في هذه المرحلة لا يمكن فصله عن حرصه الدائم على استقطابهم في جانبه".
وبرر ذلك الاستقطاب بسبب "تخوف السيسي من تآكل تأييدهم لنظامه جراء السخط الشعبي المتزايد، كما أنه في ذات الوقت يعمل على تهيئتهم لأي احتمالات للانتشار العسكري في الشارع المصري لمواجهة الغضب الشعبي المتوقع في ظل موجات الربيع التي بدأت تطل من أكثر من جهة".
وتطرق الزمر إلى قضية صفقة القرن بالقول: "لا يبعد عن ذلك أيضا التأهيل لتقبل استحقاقات صفقة القرن التي صارت وشيكة، ولاسيما بعد التعديلات الدستورية والانتخابات الإسرائيلية".
وأضاف أنه "في هذا الإطار؛ فإن التعديلات الدستورية لا شك أنها تصيب بعض قادة الجيش بالقلق، ولاسيما أن مادة وزير الدفاع مستهدفة، وهو ما يستدعى إيجاد صيغة جديدة للعلاقة بين القيادات الكبرى للجيش، والنظام السياسي في إطار تبادل المنافع وتوازن القوى".
اقرأ أيضا: دوروش لـ"عربي21": انقلاب عسكري محتمل على السيسي قريبا
إجراءات احترازية
وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى السابق، رضا فهمي، لـ"عربي21" إن "هناك أكثر من بعد لانعقاد هذا الاجتماع في ذلك التوقيت".
وتابع: "البعد الأول خاص بنظرة المحيط الإقليمي والدولي للسيسي، وتصاعد حالة تململ دولي تجاه سياسته، كشفتها تقارير وتصريحات غربية أكدت أنه أصبح عبئا على المنظومة الدولية، وأن الدول الداعمة له أصبحت غير قادرة على حمايته لفترة أطول من ذلك، وهو شعور عام يشبه مرحلة ما بعد الانقلاب عندما كان يتخذ قرارات بعدم السفر خشية الاعتقال".
وأضاف أن "هناك بعدا آخر، يتمثل في الحراك الداخلي والخارجي الذي أزعج السيسي بشكل كبير؛ لأنه أصبح هناك ما يمكن الإطلاق عليه "لوبيات" ضاغطة مناهضة للانقلاب العسكري في أكثر من بلد، فضلا عن الحملة الخيرة (اطمن إنت مش لوحدك)".
وأشار إلى أن "التضامن مع تلك الحملة التي تستهدف إعلان التضامن مع المعارضين في الداخل الذين تلاحقهم قوات أمن النظام، حققت نجاحات كبيرة، وغير متوقعة على المستوى الشعبي والسياسي، لذا يأتي الاجتماع في ظل الإجراءات الاحترازية التي يمكن اتخاذها".
وشدد فهمي على وجود "حالة سخط عامة في البلاد، وأن هناك تقارير مخابراتية وأمنية تصل إلى السيسي تؤكد وجود تململ غير مسبوق في الشارع؛ لذلك فإنه يشعر بأن هناك تهديدا حقيقيا لوجوده سواء على المستوى الداخلي أم على المستوى الخارجي للمعارضة، ومستوى المجتمع الدولي".