هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على كرسيّه المتحرك، يخوض المصور الفلسطيني أسامة سلوادي (46 عاما) من بلدة سلواد وسط الضفة الغربية، تحديا فرضه على نفسه منذ أن بدأ مهنة الصحافة في التاسعة عشر من عمره، بحماية وتوثيق التراث الفلسطيني، وحفظه من أي محاولة للطمس أو السرقة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
سلوادي الذي تقدمه الصحافة الثقافية بأنه "موثق التراث الفلسطيني بصريا"، أطلق مشروعه بإصدار مجلدات وأرشيف خاص به، يوثق كل ما له علاقة بالتاريخ والهوية الفلسطينية، بدءا من الطعام الفلسطيني، والزي النسائي المطرز، مرورا بالسفوح الجبلية والسهول الخضراء، ولم ينسى الطبيعة التي أحبته كما أحبها.
"عربي21" تعرفت أكثر على سلوادي واطلعت على مشروعه بحفظ التراث الفلسطيني من خلال حوار هاتفي.
مخاطبة العالم
يقول سلوادي إن "مشروعي هو مخاطبة العالم باللغة التي يفهمها، لأن الصورة هي أول أدوات البحث في علم الأنثروبولوجيا، ونظرا لما تمثله الصورة من أهم لغة في أدوات الإعلام الحديث، فقد طرحت مشروعي بتوثيق التاريخ الفلسطيني ضمن مجموعة قصص مصورة، تتناول جوانب مختلفة من الهوية الفلسطينية".
نجح سلوادي في إصدار 11 كتابا، ضمت مجموعة قصصية لصور تحاكي التراث والتاريخ الفلسطيني، أشهرها كتاب زينة الكنعانيات والذي تضمن صورا للحلي والمجوهرات الفلسطينية، وكتاب أرض الورد الذي يحمل في جنباته صورا لأزهار فلسطين البرية، وكتاب ملكات الحرير الذي ضم صورا لـ26 شابة وسيدة يرتدين مجموعة واسعة من الأثواب الفلسطينية المطرزة، التي يعود بعضها إلى أكثر من 120 عاما.
اقرأ أيضا: فلسطيني يرفض 100 مليون دولار من إسرائيل.. لماذا؟ (شاهد)
يعتبر ملكات الحرير الكتاب الوحيد الذي استطاع توثيق الزي النسائي للمرأة الفلسطينية خلال حقبة زمنية تمتد لأكثر من 100 عام، وهو بذلك يعد مرجعا هاما للباحثين في مجال التأريخ، ويشير سلوادي في حديثه لـ"عربي21" أن "الكتاب هو حصاد لعامين من البحث والمراجعة في أصول الزي الفلسطيني، وتم اختيار الزي من كافة مناطق فلسطين بدءا من مدن قرى الجليل الأعلى المحتل وحتى بئر السبع، مرورا بالقدس، ونابلس، ورام الله، وحيفا، وغزة، وغيرها من المدن والقرى والمناطق الفلسطينية".
وتابع سلوادي "كما تعمدت في جلسات التصوير اختيار الجبال والصحراء والطبيعة لعرض جمال الزي الفلسطيني وربطه بالأرض".
إنجازات وتحديات
استطاع سلوادي بمهارته في فنون التصوير أن يعتلي منصات التتويج في المسابقات العالمية، وقد اختارت كبريات الصحف والمجلات العالمية صوره كأيقونة للتراث والاحتراف في مجال التصوير، من بينها مجلة ناشيونال جيوغرافيك ومجلة التايم ونيوزويك، كما أقام سلوادي العديد من المعارض محليا وعالميا في فلسطين والأردن وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
رغم كل هذه الإنجازات التي استطاع سلوادي تحقيقها خلال وقت قصير من عمله الصحفي، إلا أنه أقر بالصعوبات والتحديات التي يواجهها، حيث يشير لـ"عربي21" أن "مشروعي جاء بمبادرة فردية، فكوني جزءا من هذا المجتمع، وأمتلك مهارة في فنون التصوير، فهذا فرض علي تحديا أن أخدم قضيتي بما أمتلك من مهارات وإمكانات متاحة أمامي".
واستدرك، "أن نقص التمويل يعتبر تحديا أمامي في إطلاق مشاريع تتناول أبعادا مخالفة لما كانت عليه خلال العشرين عاما الماضية، إضافة إلى معيقات الاحتلال وكثرة الحواجز التي تعيق الوصول إلى المدن والقرى المجاورة".