هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر قيادي فلسطيني بارز، من وجود خطر حقيقي بضم الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة، في ظل سياسية أمريكية "غبية" داعمة لـ"إسرائيل"، داعيا في الوقت ذاته إلى استثمار ذكرى "يوم الأرض" في مواجهة السياسيات الأمريكية الإسرائيلية، الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
نهج أمريكي
وتحل اليوم الذكرى الثالثة والأربعون لـ"يوم الأرض"؛ حين انتفض الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948، في 30 آذار/ مارس 1976؛ للدفاع عن أرضه ومنع الاحتلال الإسرائيلي من سرقة آلاف الدونمات في منطقة الجليل، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء، وعدد من الجرحى، واعتقال المئات، وإضراب عام عمّ الأراضي الفلسطينية، إضافة لتراجع الاحتلال عن مصادرة الأرض.
وفي ظل دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، وخاصة عقب اعترافها بسيادة الاحتلال على الجولان المحتل، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تيسير خالد، وجود "مخاوف من ضم الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة".
وأوضح في تصريح لـ"عربي21"، أن هناك "مؤشرات كثيرة على نهج أمريكي عبر عنه وزير خارجيتها في تعاملها بالذات مع قضية الصراع الفلسطيني العربي مع الاحتلال، بأنها ستضع جانبا المعايير القديمة كافة، وستنطلق من معايير جديدة تعتمد على الاعتراف بالحقائق التي أوجدتها وفرضتها إسرائيل على الأرض، كي تعتمدها في التسوية وتحديد معالم الحل القادم في المنطقة عبر صفقة القرن".
وحذر خالد، من "وجود خطر حقيقي كبير وقائم بعد الخطوة الأمريكية التي اتخذتها بشأن الجولان بكل غباء واستفزاز، بأن يكون الإطار الفعلي لصفقة القرن، هو خطوة مخالفة للقانون والشرعية الدولية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على معظم أراضي الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس"، منوها إلى أن "المعايير التي تسري عليها إدارة ترامب، هي معايير قانون الغاب".
سياسية المغامرة
وأضاف: "نعم هناك خطر كبير، ولكن هذا يتوقف على عدة أمور من بينها؛ الحالة الفلسطينية التي نعيش والتي لا تبشر بخير، وهذا يوجب علينا تدارك ما نحن فيه وإنهاء الانقسام، إضافة للدور العربي المنوط به القيام بواجبه الوطني القومي"، مشددا على ضرورة أن "تقول القمة العربية القادمة كلمتها في هذه السياسية المغامرة التي تقوم عليها الإدارة الأمريكية".
وحول أهمية ذكرى "يوم الأرض" في مواجهة هذه التحديات والمخاوف، أوضح عضو اللجنة التنفيذية، أن "يوم الأرض دائما ما يأتي في ظل ظروف صعبة، ولكن ما يميزه أنه منح فلسطين اسمها الحقيقي وهويتها التاريخية والثقافية والحضارية، في مواجهة الرواية الإسرائيلية القائمة على الأساطير، كما أعاد تعريف هذه الأرض بأنها وطن الشعب الفلسطيني، ولا علاقة لأي مجموعة بشرية أخرى بها".
اقرأ أيضا: بعد عام على مسيرات العودة بغزة.. ماذا حقق الفلسطينيون؟
وسبق أن أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في تصريحات له الأربعاء الماضي، أن "السياسة الأمريكية تمهد لما بعد الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وهو الاعتراف بضم الضفة الغربية".
من جانبه، حذر الخبير بشؤون الاستيطان وليد أبو محسن، من خطورة الدعوات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية المحتلة، خاصة عقب قرار ترامب الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على الجولان السوري المحتل.
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هناك عددا كبيرا من وزراء وقادة الاحتلال، يطالبون اليوم بضم الضفة الغربية؛ أي ضم مناطق (ج) التي تبلغ 60 في المئة من مساحة الضفة، وتحويل مناطق (أ و ب) إلى جزر وعزل وكانتونات للفلسطينيين، وهو ما يجعل التجمعات السكانية، تمثل حدود الصلاحية للجانب الفلسطيني، بحيث لا يمتلك أي شبر من الأرض خارجها".
جرس إنذار
وأكد أبو محسن، أن "كل ما يقوم به الاحتلال في الضفة والقدس، هو ضمن مخطط إسرائيلي احتلالي للاستيلاء على الأرض، فالصراع الجاري هو على الأرض وما عليها من مصادر طبيعية مختلفة"، لافتا إلى أن "اليهود يسيطرون اليوم على نحو 78 بالمئة من فلسطين التاريخية، علما أنه قبل عام 1948 لم تتجاوز هذه النسبة الـ 6 بالمئة؛ وفق إحصائيات إسرائيلية وعالمية".
وحول أهمية ذكرى "يوم الأرض" في ظل هذا الواقع، أوضح الخبير الفلسطيني أنها "تمثل ناقوسا وجرس إنذار للشعب الفلسطيني كي يتوحد، في ظل الواقع العربي والإسلامي المتهالك والضعيف، إضافة للمخاطر العديدة التي تحيط بالقضية الفلسطينية".
وبين أن "الاستيطان ما قبل 25 سنة؛ أي بعد وقت قليل من اتفاق أوسلو، كانت التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية لا تمثل سوى 1.5 في المئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة، أما اليوم فهناك أكثر من 200 مستعمرة إسرائيلية، إضافة لأكثر من 200 بؤرة استيطانية، تسيطر على أكثر من 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة في مناطق (ج)".
ويضاف لهذا، "الطرق الالتفافية، والحواجز، والمستعمرات السياحية والمعسكرات العسكرية الإسرائيلية، إضافة للاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية"، بحسب أبو محسن الذي أكد أن "عدد المستوطنين في الضفة تجاوز أكثر من 660 ألف مستوطن في الضفة والقدس".
جدير بالذكر، أن استعدادات كبيرة تجري في قطاع غزة قبيل انطلاق فعاليات "مليونية الأرض والعودة" التي أعلنت عنها الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرات العودة، بمناسبة الذكري الأولى لانطلاق المسيرات في مثل هذا اليوم من العام الماضي.