هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار ظهور نجل اللواء الليبي، خليفة حفتر، في الملتقى الأول للشباب الذي نظمته القيادة العامة في الشرق الليبي، ردود فعل وتساؤلات عدة حول الدور الذي يمكن أن يلعبه "الصديق" سياسيا وعسكريا، خاصة بعد مطالبات من الحضور بترشحه لرئاسة ليبيا.
ونشر ناشطون ليبيون بعض التسريبات من اللقاء الذي جمع "حفتر ونجله الصديق" بمجموعة من الشباب ومنها هتافات تطالب بترشح الصديق لرئاسة ليبيا، كونه يمثل شريحة الشباب، وأن هذه المطالب جاءت في وجود حفتر نفسه، التي لم يعلق عليها.
"مغازلة وحملة انتخابية"
وذكرت صحف مقربة من حفتر أن "الأخير نظم مؤتمرا للشباب على مدار يومين استمع فيه لمطالب هذه الفئة خلال المرحلة المقبلة، وأنه وعدهم بانفراجة قريبة للأزمة وتشكيل حكومة موحدة بعد أسابيع قليلة"، في إشارة إلى مخرجات الملتقى الوطني الجامع، وفق بعض المراقبين.
ونشر ناشطون حضروا اللقاء صورا تجمعهم بـ"الصديق حفتر" والذي أطلقوا عليه لفظ "الدكتور"، مؤكدين أنهم طالبوا بترشحه للرئاسة فعلا، في حين نفى آخرون أن يكون هذا مطلب عام، لكنه مجرد "هتافات" من بعض الحاضرين.
وأعلن حفتر خلال الملتقى الذي نظمه في مقر إقامته في منطقة الرجمة (شرق ليبيا) أنه "خلال شهر واحد سيكون أمام الليبيين حكومة واحدة دون أن يحدد كيفيتها"، مشددا على "ضرورة تمكين الشباب من الإدارات والمناصب القيادية وأن يكون لهم دور في مستقبل الأجيال القادمة"، بحسب وصفه.
ويدور تساؤل عن سر ظهور "الصديق حفتر" في هذا التوقيت؟ وهل يمكن أن يتم الدفع به لخوض الانتخابات المقبلة؟
"أمر مستبعد"
من جهته، استبعد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، أن "يختار الشعب الليبي "حفتر" أو أبنائه لأي مناصب قيادية في البلاد، أما الترشح من غيره فكل شيء جائز في بلدنا ليبيا، أما منصب القائد العام للجيش الذى يشغله "المشير" الآن فقد فرضه هو فى ظل الفوضى والصراع على السلطة".
وقال في تصريحات لـ"عربي21": "مشكلة القادة عامة أنهم لا يعرفون مكانتهم في المجتمع الذى يحكمونه إلا من خلال بطانتهم، ويعتقدون أنهم محبوبون عكس ما لدى مشاعر الشعب، أما "الصديق" فلا هو دكتور ولا يتقلد أي منصب عسكري ويعرفه أحد أصلا"، بحسب معلوماته.
"توريث على خطى القذافي"
لكن المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، رأى من جانبه؛ أن "حفتر يسير على خطى "القذافي"، وكأنه يستعين ببعض الأوراق من تاريخ "معمر" فى إدارة الدولة، وهو يحاول التقرب من الشباب الذين يمثلون 60 في المئة من الشعب، وأيضا التسويق لابنه مثلما فعل القذافي مع ابنه "سيف" فى مشروع ليبيا الغد".
وأضاف لـ"عربي21": "حفتر يقود معاركه عبر الإعلام و مثل هذه المناشط، أما المعركة الفعلية على الأرض فقد خسرها، وهناك عملية "رِدة" علية كبيرة فى الشرق الليبي من خلال حراك "تكلم سادك خوف" والتى تعني كفاية خوف، وفى تقديري حفتر يمر بمرحلة إفلاس سياسي والمرحلة الأخيرة من نهايته"، بحسب زعمه.
"تشويش وإشاعات مغرضة"
في حين أشار المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش، إلى أن "بعض المعلومات التي نشرت حول مؤتمر الشباب مغلوطة ومبنية على شائعات بعضها مغرضة، كما أن موضوع "التوريث" أيضا يأتي في سياق التشويش ومحاولة الخصوم التقليل من فرص "حفتر" لو قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة".
وأوضح لـ"عربي21" أنه "بهذه الفاعليات بدأ "حفتر" حملته الانتخابية، وأنه أدرك أهمية قطاع الشباب، ورغم تحفظنا على طريقة هذه اللقاءات واستغلال المنصب لتحقيق مكاسب سياسية إلا أن الأهم في الأمر هو اعتراف "حفتر" بالعملية السياسية وانخراطه فيها بدلا من الحلول العسكرية".
وتابع: "وفي حين انطبقت شروط الترشح على حفتر، فلا أحد يستطيع الاعتراض على دخوله المعترك السياسي وفق برنامجه ومشروعه الذي سيكون لليبيين فرصة بقبوله أو رفضه"، وفق قوله.
ولم ترد معلومات كثيرة حول "الصديق خليفة حفتر"، إلا أن مقربين من القيادة العامة هناك أكدوا لنا أنهم من أقرب أبنائه وانه من الدائرة المقربة جدا من حفتر ويعتبر "كاتم أسراره"، وأنه قام بدور المبعوث لأبيه لأكثر من دولة، لكن دوره داخل القوات هناك غير معروف.