هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت النتائج التي أفرزها المؤتمر الانتخابي الأول لحزب نداء تونس، أكثر من سؤال حول مصير نجل الرئيس حافظ قائد السبسي، الذي تنكر له حلفاؤه في المكتب السياسي الجديد، بحسب مراقبين، وأجمعوا على إزاحته من أي منصب قيادي في الحزب.
ويبدو أن نجل السبسي أحس بما يحاك ضده من أقرب المقربين له، فقام بشكل غير مباشر رفقة الخاسرين في المؤتمر بتقديم طعون، تم رفضها في البداية، بحسب ما صرحت به رئيسة المؤتمر سميرة بلقاضي، ثم قبولها.
وفاجأ نائب رئيس المؤتمر، عيسى الحيدوسي، منذ قليل الجميع بإعلانه خلال ندوة صحفية، إلغاء نتائج انتخابات المكتب السياسي للحزب، وإعادة فتح باب الترشح، بعد النظر في جميع الطعون التي تحدثت عن خروقات قانونية شابت المؤتمر.
نتائج نهائية
وأعلن النائب والعضو المنتخب في المكتب السياسي الجديد لنداء تونس، الطيب مدني، في تصريح لـ"عربي21" أن قيادات الحزب لا تعترف بما أعلنه الحيدوسي، وبأن النتائج التي أفرزها المؤتمر نهائية وغير قابلة للإعادة.
وتابع: "الحيدوسي ليس له أي صفة قانونية للحديث عن إلغاء نتائج انتخابات المكتب السياسي، خاصة وأن رئيسة المؤتمر هي الوحيدة المخولة قانونيا وصرحت بصحة الإجراءات وبرفض الطعون".
واتهم مدني، نائب رئيس مؤتمر النداء، "بالقيام بتنفيذ أجندات مشبوهة لتشويه صورة الحزب مدفوعا من أشخاص لم تتحقق أحلامهم بنيل الزعامة في الحزب"، حسب وصفه.
وأكد أن أعضاء المجلس السياسي الجديد المنتخب في نداء تونس ماضون في نشاطهم الحزبي في إطار المكتب السياسي الجديد، والاجتماع آخر الأسبوع لتوزيع المهام داخل الهيئة السياسية وانتخاب الرئيس.
اقرأ أيضا: هتافات "ارحل" تطارد نجل السبسي بتونس أينما حل (شاهد)
وقال النائب عن نداء تونس وعضو المكتب السياسي الجديد، رمزي خميس، لـ"عربي21" إن مؤتمر نداء تونس قطع مع حكم الرجل الواحد والاستفراد بالحكم، لافتا إلى أن حصيلة حكم نجل الرئيس في الحزب، كانت سيئة بكل المقاييس وساهمت في خلق انشقاقات أضعفته.
واستبعد خميس، قيادة حافظ قائد السبسي مجددا الحزب، لافتا إلى أنه خاض تجربة فاشلة، ويحتاج إلى الراحة لفسح المجال لقيادات جديدة.
ونفى في هذا الصدد، تعرض نجل السبسي لـ "انقلاب ناعم" من أقرب المقربين له في الحزب، مشددا على أن الانتخابات والتوافقات داخل المكتب السياسي الجديد تمت بطريقة ديمقراطية وشفافة.
إزاحة حافظ من القيادة
وكانت العضو البارزة في النداء، أنس الحطاب، قد صرحت بعد فوزها في انتخابات المكتب السياسي بأن "حافظ قائد السبسي لن يكون له أي منصب قيادي في النداء".
وشهد المؤتمر الانتخابي الأول الذي عقده الحزب، بعد أكثر من خمس سنوات على تأسيسه، خلافات حادة واتهامات متبادلة بين قياداته، وصلت إلى التشكيك بنتائج الانتخابات والتخوين.
ويبدو أن التحالفات والصفقات السياسية التي عقدها نجل السبسي مع قيادات الحزب، مكنته من البقاء بمنصب الزعامة عبر استقوائه بوالده، رغم الحصيلة الكارثية التي شهدها الحزب، بحسب بعض قيادات الحزب، وموجة الانشقاقات التي عصفت به.
ويرى القيادي المؤسس في نداء تونس، عبد الستار المسعودي، في حديثه لـ"عربي21" أن "نجل السبسي الذي كان يشغل خطة المدير التنفيذي والممثل القانوني للحزب، تعرض لمؤامرة داخلية للإطاحة به من أقرب المقربين له".
وتابع: "سفيان طوبال، وأنس الحطاب، وعبد الرؤوف الخماسي، وسلمى اللومي، اتفقوا خلال مؤتمر النداء على سحب البساط من تحت قدمي حافظ لأنهم ببساطة يرون أنه سبب تشتت الحزب وإضعافه".
اقرأ أيضا: مشهد سياسي جديد في تونس بعد مؤتمر" النداء"
وأوضح أن نجل السبسي، تعرض لخدعة من هذه الأسماء بعد إيهامه بالدخول معه في قائمة توافقية في انتخابات المكتب السياسي للحزب، لينقلبوا عليه، ويجمعوا على إزاحته من أي منصب قيادي في الحزب.
ويرى المسعودي أن مستشارة الرئيس السبسي والقيادية في نداء تونس سلمى اللومي هي الأوفر حظا الآن لنيل منصب الأمينة العامة للحزب، لما تحظى به من شعبية لدى قيادات ومؤتمري الحزب.
وكان القيادي بنداء تونس سفيان طوبال، والذي يوصف اليوم لدى مراقبين بـ"مهندس الانقلاب الناعم على ابن الرئيس"، قد صرح لوسائل إعلام محلية بوجود مساع من حافظ قائد السبسي لإسقاط المكتب السياسي المنتخب.
كما تحدث عن محاولات لاستهدافه جسديا، مشددا على أن مجهولين حاولوا مهاجمته أمام مقر الحزب، موجها أصابع الاتهام لمن قال إنهم الخاسرون في المؤتمر، دون أن يسميهم.