هكذا علق باول على تدخلات ترامب في "الفدرالي الأمريكي"

علق محافظ البنك المركزي الأمريكي، جيروم باول، على تدخلات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سياسات "الاحتياطي الفدرالي"، وعزمه ضم أعضاء مقربين له للمؤسسة المعنية بوضع السياسة النقدية الأمريكية.

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا، ترجمته "عربي21"، نقلت فيه تعليق باول خلال اجتماع مغلق مع الكونغرس الأمريكي، مساء الخميس.
 
وأكد باول، بحسب الصحيفة الأمريكية، استقلال البنك المركزي الأمريكي، وعدم انحيازه أو تأثره بأي ضغط سياسي، رافضا التعليق على عزم ترامب ضم مرشحين مقربين له إلى عضوية الفدرالي الأمريكي.

وتأتي تصريحات باول على خلفية تعرضه هذا العام لهجوم متكرر من ترامب الذي ألقى باللوم على الاحتياطي الفدرالي في تراجع الاقتصاد وسوق الأوراق المالية.

ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن المرشحين المقربين من ترامب، والمحتمل ضمهم للفدرالي الأمريكي، هما ستيفن مور (59 عاما) أحد المستشارين السابقين لحملته، وهو اقتصادي مثير للجدل ومعروف بنشر الأكاذيب، وهرمان كاين (73 عاما) الذي كان يشرف على مجموعة مطاعم بيتزا، وعضوا في فرع إقليمي للاحتياطي الفدرالي، وخسر ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2012 بسبب اتهامات بالتحرش الجنسي.

اقرأ أيضا: ترامب ينتقد البنك المركزي ويحذر من سياسته بشأن الدولار

وفي وقت سابق من يوم الخميس، قال أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ بالحزب الجمهوري إنهم سيعارضون ترشيح كاين، مما يبدد فعليًا آمال ترامب في وضع حليف سياسي بالفدرالي.
 
وعلى الصعيد الاقتصادي ، قال باول إن الاقتصاد الأمريكي "في حالة جيدة إلى حد ما فيما يخص التوظيف"، كما أن الاحتياطي الفدرالي كان على علم بالفوارق العرقية وأن "العديد من العائلات لا تستطيع تحمل نفقات مئات الآلاف من الدولارات".

وناقش باول مع الكونغرس جهود البنك المركزي لتعزيز التنوع في بنوكه الفيدرالية الإقليمية مشيدا بفعالية الائتمان الضريبي على الدخل المكتسب، والذي يهدف إلى مساعدة العاملين من ذوي الدخول المنخفضة إلى المتوسطة.

كما حث باول، المشرعين على عدم التفكير في التخلف عن سداد ديون البلاد عندما يتعين رفع حد الدين في وقت لاحق من هذا العام، قائلا: "من غير المتصور أننا لن ندفع جميع التزاماتنا كاملة وفي الوقت المحدد".

اقرأ أيضا: الدولار قرب أقل مستوى بأيام قبل شهادة رئيس مجلس الاحتياطي

يشار إلى أنه تم إعادة تعيين حد الاقتراض الفيدرالي، الذي تم تعليقه العام الماضي كجزء من اتفاقية ميزانية مدتها عامين في 2 آذار/ مارس الماضي. وبدأت وزارة المالية الأمريكية في استخدام تدابير استثنائية في ذلك الوقت للحفاظ على النقد ومواصلة سداد مدفوعاتها في الوقت المحدد لحاملي السندات، ومستحقي المساعدات الفدرالية وغيرهم.
 
ويتوقع مكتب ميزانية الكونغرس أن وزارة المالية يمكنها الاستمرار في سداد فواتير الحكومة في الوقت المحدد حتى أواخر أيلول/ سبتمبر أو أوائل تشرين الأول/ أكتوبر، في نفس الوقت الذي ينتهي فيه تمويل الحكومة الحالية.
 
وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة أوريغن والأخصائي في شؤون البنك المركزي، تيم دوي، في تصريحات سابقة إن "دونالد ترامب حاقد على جيروم باول (الرئيس الحالي للاحتياطي الفدرالي) وزملائه لأنهم استمروا في رفع معدلات الفائدة" في نهاية 2018 و"أدرك أنه في إمكانه أن يلعب دورا ويعين من يشاء".

وتنفي إدارة ترامب بشدة أنها تحاول التأثير على استقلالية الاحتياطي الفدرالي. وقال لاري كودلو المستشار الاقتصادي الرئيسي لترامب: "إننا في دولة حرة (...) لا نمارس ضغوطا لدينا وجهة نظر".