هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتزايد الدلائل على تنفيذ قوات حفتر لعمليات تصفية جسدية وإعدامات ميدانية بحق مدنيين وأسرى من القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية، خلال هجومها المستمر على طرابلس.
ورصدت "عربي21" عشرات التسجيلات المصورة التي تمتنع عن نشرها لبشاعتها، يظهر فيها قوات تابعة لحفتر، وهي تنفذ عمليات إعدام ميدانية لمدنيين بينهم فتية، وعسكريين، وقعوا أسرى لديها خلال المعارك الدائرة على تخوم العاصمة، في أعقاب حملة مستمرة تنفذها قوات اللواء المتقاعد، بهدف السيطرة وتوسيع النفوذ غرب البلاد.
وفي السياق، أفادت مصادرعسكرية في طرابلس لـ"عربي21" بالعثور الاثنين، على جثامين تسعة أشخاص تمت تصفيتهم من قبل قوات حفتر بمنطقة جندوبة جنوب غريان، من بينهم قيادي في القوات التابعة لحكومة الوفاق.
اقرأ أيضا: أويل برايس: دعم ترامب لحفتر أكد عمالته لـ"سي آي إيه"
وفي التسجيل التالي يظهر القيادي في القوات الحكومية، حسين شطيبة بعد أسره رفقة أسير آخر يدعى فاروق قزم وهما من قوة حماية غريان، وكانوا قد أسروا قبل نحو عشرة أيام، فيما يتحدث أحد المقاتلين التابعين لحفتر عن "أخلاقهم" في معاملة الأسرى، وأنه سيجري تحويل شطيبة ومن معه للقضاء للبت في أمرهم.
وبعد أيام على هذا التسجيل، عثر على شطيبة قتيلا، وسط تسعة آخرين أعدمتهم قوات حفتر ودفنتهم في منطقة صحراوية بجندوبة.
ولم تقف جرائم قوات حفتر عند تنفيذ الإعدامات فحسب، بل تعدى الأمر إلى التمثيل بالجثث، حيث أظهر تسجيل فيديو، أفرادا لقوات حفتر يجرون جثة لشاب من طرابلس، بعد أن قتلوه وربطوه بالحبال، فيما يظهر تسجيل آخر تلك القوات وهي تقوم بقتل فتى لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره، بعد أن أسندوه إلى جدار وأمطروه بوابل من الرصاص، ثم قاموا بضرب جثته بأقدامهم.
وفي تسجيل سابق آخر، يظهر مقاتلو حفتر وهم يلتقطون صورا بجانب جثة مقاتل من حكومة الوفاق يدعى فراس الككلي، وضعت على مقدمة عربة عسكرية، بعد أن جرى قتله وزميله محمد كرازة، عقب وقوعهما في الأسر خلال المعارك على تخوم طرابلس.
وكان الناطق باسم حكومة الوفاق، مهند يونس، قال إن الطريقة التي تتعامل بها قوات حفتر مع الأسرى التابعين لـ"بركان الغضب"، توضح أنها "ميلشيا".
وأكد في بيان له الإثنين، أن تعامل "ميلشيا حفتر"، مع الأسرى الذين وقعوا خلال الاشتباكات الدائرة في طرابلس منذ أسبوعين، تبرهن على "إجرام وانعدام للإنسانية لهذه المليشيات".
واتهم يونس، قوات حفتر بالتمثيل بجثث الضحايا، مؤكدا على أنها مخالفه صارخة لكل الأديان والقوانين وليست من شيم الرجال.
يشار إلى أن حصيلة ضحايا المعارك في العاصمة الليبية طرابلس وحولها وصل إلى 254 قتيلا و1228 جريحا، حسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية.
اقرأ أيضا: السراج: دعم دول لحفتر ومشاركتها بقصف طرابلس "اعتداء صارخ"
وقالت المنظمة، عبر صفحتها على "فيسبوك"، مساء الإثنين، إنها أجرت 152 عملية جراحية، بينها 89 عملية جراحية كبرى للمصابين في معارك طرابلس؛ وذلك عبر فرقها الطبية المتخصصة.
وفي 4 نيسان/ أبريل الجاري، أطلق اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا، عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت رفضًا واستنكارا دوليين.
وبعد أيام على انطلاقها، فشلت العملية العسكرية في تحقيق تقدم على الأرض، جراء تصدي قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، لها.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة، يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر.