هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحيي فرنسا اليوم الأربعاء، ذكرى "إبادة الأرمن"، بعد أن حددت تاريخ 24 نيسان/ أبريل من كل عام، يوما لإحياء هذه الذكرى التي تثير غضبا تركيا، التي تنفي نفيا قاطعا أن ما حصل يرقى إلى مستوى الإبادة.
ومنعت الشرطة التركية محتجين الأربعاء وسط إسطنبول من إحياء ذكرى الحادثة التي وقعت في 1915.
وحاول نحو 100 متظاهر، بينهم فرنسيون وأعضاء في البرلمان الأوروبي، إحياء الذكرى في إسطنبول، إلا أن الشرطة منعتهم.
وقال بنجامين إبتان، أحد النشطاء: "منذ تسع سنوات، ومراسم ذكرى الإبادة الأرمنية تجرى هنا، وهذه أول مرة تمنعنا فيها الدولة".
اقرأ أيضا: فرنسا تعلن 24 أبريل يوما لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن
وترفض أنقرة استخدام كلمة "إبادة"، وتقول إنّ ما حدث في نهاية عهد الدولة العثمانية حرب أهلية تزامنت مع مجاعة، ما أدى إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني، وعدد مماثل من الأتراك.
أردوغان يعلق
من جهته، شدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أن أرشيف بلاده مفتوح حتى النهاية لكل من يريد معرفة الحقيقة بشأن "مزاعم إبادة الأرمن".
جاء ذلك في كلمة ألقاها بالعاصمة التركية أنقرة، الأربعاء، خلال ندوة عن الأرشيف وتطويره ورؤيته ومساهماته في الدراسات التاريخية.
وقال أردوغان: "التهجير شيء، والمجازر شيء آخر، وعلى العالم أن يُدرك أن أرشيفنا مفتوح لكل من يريد معرفة الحقيقة"، مضيفا أن "من يحاولون تلقين تركيا دروسا في حقوق الإنسان عبر المزاعم الأرمنية، ماضيهم ملطخ بالدماء".
وقال عن فرنسا: "إننا نسمع إلى اليوم صرخات الأبرياء في صحراء ليبيا والجزائر، والمسلمون ليسوا مسؤولين عن تلك المجازر".
ووجه أردوغان رسالة إلى فرنسا، قائلا: "لا يمكن لفرنسا التي قتلت المسلمين في الجزائر أن تعطي الدروس لتركيا".
اقرأ أيضا: أوغلو يذكر فرنسا بمجازرها في الجزائر ردا على مزاعم إبادة الأرمن
وقال: "قلت للرئيس الفرنسي أنت حديث عهد بهذه القضايا، نعلم المجازر التي ارتكبتموها في الجزائر وفي رواندا"، مبيّنا أن "القاتل الحقيقي لملايين المدنيين اليوم في العراق وسوريا وإفريقيا واضح للعيان".
وأوضح أن "الكل يعلم من قتل 800 ألف شخص في إبادة جماعية برواندا قبل 25 عاما، وكان الجناة فرنسيين. والآن يعطوننا دروسا".
ولفت أردوغان، إلى أن "الجماعات والدول التي تشحذ المسألة الأرمنية لم تتمكن حتى اليوم من إثبات مزاعمها بوثائق أرشيفية".
فرنسا تستفز تركيا
وفي خطوة تثير غضب الأتراك، سيقود رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، مراسم إحياء الذكرى في باريس، ويقوم بإلقاء كلمة ووضع الزهور على "ضريح الإبادة الأرمنية"، الذي أقيم على الضفة الشرقية من نهر السين في 2003.