هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت فصائل فلسطينية عن الأمور والمطالب الفلسطينية والعربية الواجب تحقيقها من أجل مواجهة "صفقة القرن" وإفشالها، التي تعدّها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تهدف -بحسب المتحدثين- إلى تصفية القضية الفلسطينية، ونهب مقدرات الأمتين العربية والإسلامية.
حركة حماس
وحول المطلوب لمواجهة "صفقة القرن"، أوضح المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حازم قاسم، أن "المطلوب فلسطينيا إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة؛ عبر قيام السلطة الفلسطينية بتطبيق اتفاقات المصالحة، خاصة اتفاق القاهرة 2011، وتفاهمات بيروت".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "وكذلك عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية يتمثل بها الكل الفلسطيني، ترعى انتخابات تشريعية ورئاسية، من أجل تجديد الشرعيات، وتهيئة الأرضية لذلك؛ عبر رفع العقوبات، ووقف الخطوات الانفرادية التي يقوم بها محمود عباس (رئيس السلطة)".
ولفت قاسم إلى ضرورة "عقد الإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، للتباحث في وضع استراتيجية وطنية لمواجهة الصفقة، ودعم صمود شعبنا، خاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار إسرائيلي وعقوبات من السلطة، مع إطلاق مقاومة شاملة في الضفة الغربية على غرار مسيرات العودة"، مطالبا السلطة "بوقف ملاحقتها للمقاومة، ووقف التنسيق الأمني".
كما يتطلب إفشال "الصفقة بناء استراتيجية إعلامية وطنية، لكشف جريمة الصفقة، ودعم الرواية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية".
أما على المستوى العربي، فذكر المتحدث باسم حماس أنه "مطلوب تحرك فلسطيني مشترك في المنظومة العربية؛ لتجنيد الدعم للقضية، وتحويل قرارات المجالس العربية التي ترفض صفقة القرن إلى برنامج عملي على الأرض، إضافة للتواصل مع الأحزاب والجهات والمكونات الجماهيرية العربية لتشكيل معارضة حقيقية للتطبيع".
وتابع: "مطلوب تجنيد دعم عربي حقيقي لدعم صمود شعبنا على أرضه، خاصة أهلنا في القدس المحتلة التي تتعرض لعدوان متواصل يستهدف هويتها العربية الفلسطينية، إضافة للتواصل مع كل المكونات الدولية الرسمية وغير الرسمية التي تقف إلى جانب شعبنا، وكشف حجم العدوان الأمريكي على حقوقنا".
حركة فتح
أما حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، فقد أكدت على لسان نائب أمين سر المجلس الثوري، فايز أبو عيطة، أن "صفقة القرن هي مؤامرة كبرى تقودها واشنطن على القضية الفلسطينية؛ بغرض تصفيتها، وإنهاء حلم شعبنا بإقامة دولته المستقلة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الرئيس عباس يقوم بحملة دبلوماسية من أجل إفشال صفقة القرن، ووضع حد للإجراءات التي تتخذها أمريكا بهدف تنفيذها"، مضيفا: "المطلوب فلسطينا، أن نتوحد ونوحد صفوفنا؛ وهذا يتطلب جهدا خاصا من الجميع، واستجابة من حركة حماس".
وطالب أبو عيطة حركة "حماس" بـ"الموافقة على تنفيذ اتفاق 2017، وهو أقصر الطرق لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام؛ من أجل مواجهة صفقة القرن"، مؤكدا أن "الانقسام سلاح قوي في يد إسرائيل، واستمراره جزء من صفقة القرن".
وذكر أن "الموقف العربي مساند ومؤيد لموقف الشعب والقيادية الفلسطينية، ونحن ننسق مع الأشقاء العرب في مصر والأردن وفي كافة الدول العربية من أجل إفشال الصفقة"، منوها بأن "العرب أعلنوا موقفا واضحا؛ التزامهم بالمبادرة العربية، وتوفير شبكة أمان للسلطة".
واعتبر القيادي في "فتح" أن من "أهم القرارات التي اتخذتها القمة العربية الأخيرة تشكيل لجنة دائمة لمتابعة المبادرة العربية؛ لأننا سنواجه صفقة القرن سياسيا بهذه المبادرة، التي تحمي حقوق الشعب الفلسطيني وتصونها وتحفظها في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، وفق تقديره.
حركة الجهاد
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، على لسان القيادي أحمد المدلل، أن "صفقة القرن تستهدف القضية الفلسطينية والدول العربية أيضا، وهذا يتطلب وجود مشروع فلسطيني موحد من أجل مواجهة هذه الصفقة".
وشدد في تصريح خاص لـ"عربي21"، على أهمية أن "تكون هناك جدية من قبل الرئيس عباس، وذلك بالتعجيل في لقاء الأمناء العاميين للفصائل الفلسطينية، وأن يكون هناك استراتيجية فلسطينية موحدة، وأن ينهي كل العقوبات على قطاع غزة المحاصر".
كما طالب القيادي المدلل رئيس السلطة بـ"سحب الاعتراف بالعدو الصهيوني، وأن يستمر في دائرة الاشتباك مع العدو في نقاط التماس من خلال مسيرات العودة، وإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، والاشتباك مع المستوطنين وجنود الاحتلال في نقاط التماس التي تعدّ بالعشرات في الضفة".
ونوه إلى ضرورة "التلاحم مع المواقف والعمق العربي والإسلامي لمواجهة صفقة القرن الأمريكية".
الجبهة الشعبية
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أوضحت على لسان القيادي هاني الثوابتة، أن "المطلوب هو القطع مع كل الحقبة السابقة من اتفاقات سياسية؛ بمعنى أوسلو وما تلاها من اتفاقيات أمنية واقتصادية".
وانضم الثوابتة، في حديثه لـ"عربي21"، لمن سبقة بالمطالبة بعقد الإطار القيادي المؤقت، من أجل "وضع خطوات عملية لمعالجة الوضع الداخلي الفلسطيني، ووضع إستراتيجية مواجهة تعتمد على بناء الوحدة الوطنية، وتعزيز الشراكة ما بين القوى الفلسطينية، وإعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، بعد أن يتم انضواء كل مفردات ومكونات الساحة الفلسطينية في إطار المنظمة بوصفها إطارا جامعا".
وأضاف: "مطلوب أيضا توحيد كل الطاقات للترابط مع الواقع العربي عبر الانفتاح على الأمة العربية والشعوب والحركات التي تناهض السياسية الأمريكية في المنطقة، لوقف الهرولة (التطبيع) تجاه الكيان الصهيوني، واستعادة القضية لمكانتها في عقول ووجدان أبناء الأمة العربية، بما يساهم في دعم مقومات الصمود، ويدفع باستمرار مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة".
وذكر القيادي أن "الهدف الرئيس للمشروع الأمريكي هو الإجهاز وشطب الحقوق الفلسطينية، والهدف الأكبر هو نهب مقدرات الأمة العربية والإسلامية والاستيلاء عليها".
وحول المطلوب على المستوى العربي، شدد على أهمية "تظافر كل القوى الحية العربية التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، وبضرورة أن تتحرر البلدان العربية من السيطرة والسياسيات الأمريكية، مع أحرار العالم، بما يعاظم مواجهة المشروع الأمريكي والتطبيع مع الاحتلال؛ باعتباره طعنه وخذلان لدماء الشهداء وتضحيات الأمية العربية والإسلامية".
الجبهة الديمقراطية
من جهته، نبه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، إلى ضرورة "وجود حوار وطني شامل يشارك فيه الكل الوطني الفلسطيني على مستوى الأمناء العامين؛ من أجل إنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني".
ودعا في حديثه لـ"عربي21"، إلى "الاتفاق على برنامج وطني يقطع مع أوسلو، ويأخذ بعين الاعتبار التحديات الراهنة، بما فيها صفقة ترامب، وذلك بما يوحد طاقات وإمكانات الكل الوطني".
وأوضح أبو ظريفة، أن "هذا البرنامج يعتمد على استراتيجية وطنية تعتمد الكفاح على الأرض بأشكال المقاومة المتعددة، والتي تفتح المجال أمام انتفاضة جديدة قادة على إحداث موازين قوى على الأرض في مواجهة الاحتلال".
وشدد على أهمية "تدويل القضية الفلسطينية في إطار المحاف الدولية، إضافة لمقاطعة الاحتلال، والعمل الجاد على محاسبته على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني"، مضيفا: "هذا هو الأساس الذي يجب أن ننطلق منه في مواجهة صفقة ترامب".
ورأى عضو المكتب السياسي، أن "وحدة القرار ووحدة المؤسسة الفلسطينية ووحدانية التمثيل، هي العوامل التي تشكل حصانة في مواجهة المحاولات الدولية للبناء على الانقسام الفلسطيني".