هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تراجعت مظاهر احتفال
المصريين بالأعياد الدينية والوطنية بشكل واضح، وباتت بهجتهم باستقبالها أقل خلال
السنوات الماضية؛ بسبب ارتفاع الأسعار، وزيادة المصروفات، وأجواء القمع.
ويحتفل ملايين
المصريين اليوم الإثنين، بيوم شم النسيم بأكل أنواع من السمك (كالرنجة والفسيخ)
والبيض الملون والخضروات الطازجة إلى جانب الليمون.
ويصاحب مظاهر الاحتفال
الخروج في رحلات إما إلى نهر النيل عبر ركوب المراكب، أو الخروج إلى الحدائق
والأماكن العامة والمتنزهات.
إلا أن تكلفة تلك
الرحلات زادت عاما تلو الآخر بعد ارتفاع أسعار الوقود والتنقل والمواصلات، وزيادة
رسوم الخدمات في تلك الأماكن، ما أدى إلى إحجام المصريين عن الخروج والتزام
البيوت.
وشم النسيم؛ هو عطلة
وطنية مصرية، بمناسبة بداية فصل الربيع، ويأتي في اليوم التالي لعيد الفصح لدى
المسيحيين الشرقيين.
إقرأ أيضا: "كود أخلاقي".. سلاح لتجميل وجه عسكر مصر بدراما رمضان
واشتكى مواطنون من
ارتفاع أسعار السمك بأنواعه كافة لدى محلات بيع الرنجة والفسيخ على مستوى
الجمهورية، حيث تراوحت سعر كيلو الفسيخ ما بين 130 إلى 200 جنيه نحو (9 دولارات)،
وتراوح سعر كيلو الرنجة ما بين 40 إلى 70 جنيها (4 دولارات).
كما سخر البعض من
ارتفاع سعر كيلو سمك الفسيخ إلى 150 جنيها للكيلو الواحد، وطالبوا بمقاطعته حتى "يعفن"
أسوة بحملات المقاطعة لبعض المنتجات الغذائية.
تراجع سعادة المصريين
وفي تحليلها لتراجع
مظاهر الاحتفال لدى المصريين، قالت الكاتبة المتخصصة في شؤون الأسرة، فاطمة
عبدالرؤوف، إن "المتابع لحالة الشارع في مصر، لا تخطئ عينه رصد تراجع مشاعر
الفرح والبهجة والسعادة، التي كانت تحيط بالمصريين في هذه الأيام، نستطيع القول إن
هناك حالة من الإحباط بين المواطنين تمنعهم من الاستمتاع بالاحتفالات سواء عيد
الربيع أو حلول شهر رمضان الكريم".
وأضافت
لـ"عربي21" أن "هناك أسبابا متعددة لهذا الاحباط؛ يأتي على رأسها الحالة
الاقتصادية، التي يعيشها الناس فبعيدا عن الأرقام التي يرددها الاقتصاديون، والتي
لا تعني شيئا لرجل الشارع العادي فالمواطن المصري يعاني من البطالة، وقلة فرص
العمل، ويضطر الكثيرون للعمل فيما يطلق عليه اقتصاد بير السلم، وهو لون من ألوان
العمل الخاص بلا إجازات ولا تأمينات، ولا حقوق للعمال وبأجور متدنية للغاية".
ورأت فاطمة أن
"من أسباب الإحباط التي لا يمكن إغفالها سيطرة ثقافة السوق الاستهلاكية
بفلسفتها التي تعتمد على خلق حاجات غير حقيقية، والسعي لإشباعها بطرق لا يمكنها
تحقيق الرضا النفسي"، مشيرة إلى أنه "في الماضي كان الناس يفرحون رغم
أحوالهم البسيطة، أما في ظل تلك الثقافة الاستهلاكية، أصبحت الفرحة مرتبطة بما
تملك، وأصبحت مثل هذه المناسبات السعيدة لا تحقق السعادة إلا بمقدار ما ينفق
فيها".
فئات محرومة
من جهته؛ قال الناشط
العمالي، سيد حماد، لـ"عربي21" إن المصريين يعانون منذ سنوات، من زيادة
الأسعار ورفع الدعم، ما أدى إلى زيادة ضغوط الحياة على الأسر، وباتت كل منها تعاني
من أعباء مادية زائدة، عن الحد نظرا لظروف الاقتصاد الصعبة".
إقرأ أيضا: عاصمة السيسي الجديدة تقترض 3 مليارات دولار من الصين
ويشير إلى "وجود
فئة من الشعب المصري محرومة من كل مظاهر البهجة كالمعتقلين في السجون، والمطاردين
من الأمن، وغيرهم ممن يلاحقهم النظام جسديا وفكريا".
ويرى أن "ضغوط
زيادة الأسعار في مصر على ملايين الأسر حرمت الكثيرين من السعادة بجميع المناسبات
سواء الدينية أو غيرها، وزادت من وطأة التوتر لدى أفراد الأسر، التي تزداد
متطلباتها يوما تلو الآخر بسبب زيادة الأسعار والغلاء".