صحيفة: هكذا علق الجبير وقرقاش على قرار ترامب حول القدس

نشرت صحيفة لبنانية الثلاثاء ملفا موسعا قالت إنه يتضمن وثائق ومراسلات ومحاضر اجتماع مسرية للمواقف العربية الرسمية حيال التعامل الأمريكي مع القضية الفلسطينية وتحديدا بعد اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وصولا إلى قرب الإعلان عن ما يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن". 

وتقول صحيفة الأخبار القريبة من حزب الله إنها حصلت على نسخ من "التقارير المُرسلة من الممثلية الأردنية في رام الله إلى وزارة الخارجية والمغتربين في عمّان" بشأم التداعيات المتوقعة لـ"صفقة القرن" على الأردن.

وبحسب الأخبار، تشير المراسلات إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، "طلب من القيادات الفلسطينية عدم مواجهة الولايات المتحدة الأميركية تحت أي عذر، وإنما البحث عن راعٍ جديد لعملية السلام المتعثرة" بعد اعتراف ترامب بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل".

الإمارات والسعودية

كما تشير الأخبار إلى أنها حصلت على ما قالت إنه محضر اجتماع وفد وزاري عربي العام الماضي لبحث الرد على خطة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل".

وذكرت أن الاجتماع عقد بتاريخ 6/1/2018 في العاصمة الأردنية عمان، مشيرة إلى أن "العرب ظهروا فيه خائفين من الولايات المتحدة".

وتضيف الصحيفة أن وزيري خارجية السعودية والإمارات كانا "مهتمَّين بتمييع أي قرار يصطدم بالولايات المتحدة، في حين كشف أحمد أبو الغيط أن لا دولة عربية انضمت للجنتين شكلتهما الجامعة العربية للتصدي لنفوذ تل أبيب".

وتشير الصحيفة أيضا إلى أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، "رمى بمقترح الصدمة عبر حل الدولة الواحدة وإنهاء سلطة رام الله، وهو موقفٌ استدعى رد فعل من نظيره الفلسطيني، سأل فيه الجبير: أين مصداقيتنا وأخلاقنا؟".

وفي محضر الاجتماع الذي قالت الصحفية إنه مسرب، يقول وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إن الوضع صعب والموقف الأوروبي جيد، يجب أن يوجد لدينا موقف بنّاء - أي عرض معين".

ويشير الوزير الإماراتي إلى أن "وضع الخطط واتخاذ المواقف يحتاج لوقت وهذه اللجنة يجب أن تكون المحرك لموضوع القدس، وأن لا يكون رد العالم العربي متطرف وتتحكم به ترکيا و إيران"، وفق تعبيره.

"حل السلطة"

أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير فيشير المحضر إلى أنه قال: "نتحرك في الأمم المتحدة ونحتج ونستنكر ولكن ما البدائل؟ هل حل السلطة الوطنية الفلسطينية هو خيار مطروح؟ وترك إسرائيل مسؤولة عن التعليم والصحة والخدمات... إلخ. هل حل الدولة الواحدة مطروح؟ بحيث نقول استلمي المسؤولية يا إسرائيل".

وقال الوزير السعودي إن "قطع العلاقات مع أميركا غير وارد، الاحتجاج ليس له أثر، قد نعزل أميركا ولكن في النهاية لن يعدل ترامب عن قراره. يمكن أن نعمل على موضوع غواتيمالا. يمكن أن نعمل على موضوع أفريقيا ولكن نفوذ إسرائيل و أميرکا هناك أكبر".

وتابع: "ماذا يوجد لدينا غير الاحتجاج؟ نحن بحاجة إلى التفكير من خارج الصندوق والتفكير في شيء دراماتيكي مثل حل السلطة الفلسطينية وعمل صدمة بحيث يأتي الناس ويقولون إلى أين أنت ذاهب؟ نستطيع تغطية عجز الأونروا ولكن التحرك بسرعة في مصلحة أمريكا وستقول إن العرب دفعوا ووفرت على نفسي".

"أين مصداقيتنا؟"

بدوره رد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على نظيره السعودي: "أتفهم موقف عادل الجبير بأننا لا نستطيع قطع العلاقات مع أميركا ولكن أين مصداقيتنا وأخلاقنا؟ فأما نبلع القرارات أو نلتزم موقفنا، هل القرارات فقط تصدر ولكن نعلم أننا غير قادرين على تطبيقها".

وتابع: "أمريكا ما زالت تصعد ويجب أن تسمع صوتنا واحتجاجاتنا، إذا لم يكن هناك مظاهرات واحتجاجات ستقول أمريكا لماذا أهتم؟ لا ندعو للدفع بالسرعة للأونروا، ولكن هذا موضوع يتعلق باللاجئين الذي هو من مواضيع الحل النهائي، وبالتالي يجب أن يكون هنالك جدية. هناك تصعيد من الفصائل والشعب الفلسطيني إزاء أوسلو والسلطة الفلسطينية، ولكن في الوقت الذي نتخذ مثل هذه الخطوات (إشارة إلى تساؤل الجبير عن خيار حل السلطة) بدون دعم عربي ماذا سيحدث؟ من الضروري وجود دعم وإسناد ودفء عربي للقيادة الفلسطينية".