هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا زال الإسرائيليون منشغلين بالتطورات المتلاحقة التي تشهدها السلطة الفلسطينية، وزيادة التحذيرات من إمكانية انهيارها مع استمرار أزمتها المالية المتفاقمة.
وذكر إيهود يعاري الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، أن "الأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية آخذة في التصاعد مع مرور الوقت، ووفق كل التقديرات الأمنية الإسرائيلية، فإنه في حال عدم إرسال الأموال المقتطعة من المقاصة لخزينة السلطة الفلسطينية، فإنها قد تشهد انهيارا تدريجيا بدءا من تموز/يوليو القادم".
وأضاف في تقرير نشرته القناة 12 التلفزيونية، وترجمته "عربي21" أن "كل المحاولات التي تبذلها العديد من الأطراف لإيجاد تسوية لإعادة إرسال الأموال التي تحتجزها الحكومة الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية وصلت إلى طريق مسدود، وفي حال استمرت الأمور بهذه الطريقة السائدة حاليا، فإننا نتوقع أن تصل السلطة الفلسطينية لحالة من التفكك التدريجي، خطوة تتلوها خطوة".
وأشار إلى أن"هذا السيناريو يثير مخاوف متزايدة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء، ورغم صعوبة التوصل لتفاهمات متفق عليها، فإننا على وشك الاقتراب في الأسابيع القليلة المقبلة من إعلان حالة الإفلاس للسلطة الفلسطينية، في ظل أنه لا أحد، بمن فيهم رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، غير معني بتفكيك هذه السلطة، وإصابتها بالشلل".
وأوضح أنه "رغم وضع عباس الصعب، فقد أعلن عن مقاطعة الأمريكيين، لكن رجاله وصلوا مؤخرا إلى واشنطن، بينهم صائب عريقات، وبدلا من الحديث مع المسؤولين في وزارة الخارجية والبيت الأبيض، فإنهم ذهبوا لإجراء المباحثات مع المسؤولين عن الشرق الأوسط في جهاز المخابرات المركزية الأمريكية سي أي إيه".
فيما ذكر شلومي ألدار الصحفي المتخصص في الساحة الفلسطينية، أن"قطر انضمت للجهود المبذولة مؤخرا لمساعدة أبو مازن في إيجاد حلول للأزمة المالية التي تعانيها السلطة الفلسطينية، من خلال تقديم المنحة المالية الأخيرة بقيمة تقترب من نصف مليار دولار".
وأضاف ألدار في مقاله على موقع يسرائيل بلاس، وترجمته "عربي21" أنه "بعد أن تطوعت قطر لتقديم المساعدة لحماس وغزة، فإنها المرة الأولى التي تضع فيها قطر موطئ قدم في الضفة الغربية، وحظيت باعتراف وشكر من أبو مازن ورجاله، مما يجعلنا نشاهد شبكة مصالح تجمع كل الأطراف المتقاتلة: قطر وإسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية".
وأشار إلى أنه "بعد أن كان يوجه عباس الاتهامات لقطر بتأبيد الانقسام مع حماس عقب تقديم الدعم المالي لقطاع غزة، فجأة تجري قطر استعدادا لإنقاذ السلطة الفلسطينية التي يترأسها من خطر الانهيار، مع أن مثل هذا الدعم القطري السخي لم يكن ليتم دون ضوء أخضر أمريكي، أو على الأقل غض طرف عنه".
وختم بالقول بأن" الدعم القطري يهدف إلى منع انهيار السلطة الفلسطينية، لأن قطر تدخلت وسيطا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بعد تورط الأولى في احتجاز أموال المقاصة، ورفض الأخيرة استلام أي مبالغ تتضمن خصومات واستقطاعات منها، وهذا يعني أن أبو مازن ليس لديه الكثير من الخيارات، لأن السعودية ذاتها التي تعدّ المانح الأكبر للسلطة، لم تبد استعدادا لزيادة قيمة تبرعاتها".