هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "inthesetimes" تقريرا، أشار فيه إلى أنه رغم الهجوم الكبير على النائبة الأمريكية من أصل فلسطيني، رشيدة طليب، في الإعلام، ومن الحزب الجمهوري، إلا أنها ما تزال محبوبة في منطقتها.
وهاجم عدد من الجمهوريين في مجلس النواب النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان، على خلفية تعليقات لها عن الهولوكوست والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي خلال مقابلة أجرتها السبت مع برنامج "سكلداغري" على "ياهو نيوز".
وفيما يلي التقرير كاملا:
أصبحت النائبة الديمقراطية الأمريكية الفلسطينية رشيدة طليب (عن ولاية ميشيغان) أول امرأة مسلمة تترأس مجلس النواب. قبل ثلاثة أيام أساء النائب لي زيلدين (ممثل نيويورك) عن طريق وصفها بطريقه فظيعة، قائلا إنها " تشعر بالسكينة" عندما تفكر فيما حدث بالهولوكوست".
في الواقع، طليب أعربت عن شعور مختلف تماما؛ حيث إنها تشعر بالعزاء على أسلافها الفلسطينيين الذين شردوا " باسم محاولة إنشاء ملاذ آمن لليهود، بعد الهولوكوست، بعد المأساة المروعة التي تم اضطهاد اليهود فيها في جميع أنحاء العالم في ذلك الوقت".
وقفت طليب بحزم وردت بتغريدة على تويتر قائلة: "إن ضبط كلماتي وتحويلها لإشعال هجمات شريرة علي لن ينجح، جميع الذين يحاولون إسكاتي سيفشلون فشلا ذريعا، لن أسمح أبدا بأن تأخذ كلماتي خارج السياق لدفع أجندتك المليئة بالعنصرية والكراهية، الحقيقة ستنتصر دوما".
وقالت غابرييلا سانتياجو روميرو، التي تعيش في جنوب غرب ديترويت، وهي عن الدائرة الانتخابية الثالثة عشرة "إنه أمر مزعج، لقد قاموا بتحويل الكلمات، وأخرجوا الكلمات عن سياقها، أنا أحب رشيدة".
الحاخام ألانا ألبرت من جماعة يهود ديترويت للعدالة " يقول: هذا ما نسميه "تسليح معاداة السامية"، الحزب الجمهوري لا يهتم باليهود، وحتى لو فعلوا فعليهم أن يقاتلوا التهديد الحقيقي الذي نواجهه، وهو صعود القومية البيضاء الذي يقوم به رئيسهم، إنه أمر مثير للسخرية بشكل لا يصدق عندما تقوم بتحريف كلمات الكونجرس، عائلتي وكل يهودي في المنطقة فخورون بأن يكونوا من ناخبي رشيدة طليب، ونحن ممتنون جدا لوجود شخص في واشنطن يحارب من أجلنا ومن أجل جيراننا على الصحة والبيئة والاقتصاد".
بدأ تاريخ طليب في مترو ديترويت، حيث اشتهرت بتجولها هناك مع بوق والوقوف أمام أسوأ الملوثين في المنطقة لاستدعاء سجلاتهم الخاصة بالأضرار البيئية.
إن لغة طليب، سواء في تغريداتها أو كلماتها، وحتى شتائهما كلها تعكس الناخبين من ميترو ديترويت التي تنتمي لها.
مقاطعة ميشيغان الثالثة عشرة هي من الطبقات العاملة، حيث يبلغ متوسط الدخل فيها 35500 دولار ومتنوعة السكان: 56% من السود، 37% من البيض، 7% من أصول لاتينيه، 1% آسيويون، هذا المجموعات المختلفة من الأعراق جعلتهم مختلفين بشكل مميز، طليب واحده منهم حيث نشأت في طبقة عاملة فلسطينية، وكانت الأولى في عائلتها التي تتخرج من الثانوية والجامعة.
كانت صراحة طليب في عدة مواضيع مثل قضايا الطبقة العاملة وقضايا العمل للمهاجرين التي ساعدت في انتخابها، جعلت قطاعات معينة في دوامة.
من شهر نيسان/ أبريل، أبلغ مكتب طليب عن أكثر من 100 تهديد موثوق لحياتها، حيث يتلقى مكتبها بالمتوسط 40 إلى 50 مكالمة سلبية يوميا من خارج المنطقة.
في حين أن اليمين بذل قصارى جهده لعدة أشهر تصفية اسمها على المسرح الوطني في منطقتها إلا أن الجميع يعرف رشيدة وهي تعرفهم جميعا.
عندما التقينا برشيدة طليب أحد أيام السبت في أواخر نيسان، كانت النائبة قد قدمت من رحلة لم تنم فيها إلا لساعتين فقط، تجلس في الحي القديم من ديترويت، تلتقي ببعض العائلات، ويعرفها العديد من الأطفال نتيجة زياراتها لهم لغرفهم الصفية.
طليب تطلب من الأطفال مشاركتها في الحوار وتقول "وظيفتي هي مساعدتكم، ووظيفتكم هي الاتصال بمكتبي وإخبارانا بما تحتاجونه"، على حد قولها، يجب على جميع الدوائر الانتخابية أن تتصل بمثليها.
بهذه الأوقات التي تقضيها طليب تقول بأنها " تتعالج" من الكراهية التي تتعرض لها وتبقى متواضعة.
تعود طليب كل أسبوع لقضاء بعض الوقت مع الناس هنا. كما أن لديها انتماء هائلا لفريقها، جميعهم تعرفهم لسنوات، وهم الذين يحمونها من التعليقات والرسائل السلبية من خارج منطقتها، ويخففون عنها عبء الكراهية التي تتعرض له.
وتدير طليب بعض المهمات لعائلتها وتشاركهم المناسبات، كما أنها قبل اجتماعها مع مجلة
In These Times، كانت قد ذهبت لحضور حدث Da de los Nios، وهو حدث للعائلات المكسيكية يرتدي الأطفال فيه الأزياء التقليدية، ويتشاركون الطعام والموسيقى والرقص.
كما تتوقف طليب وتتحدث مع الناخبين الذين تعرف الكثير منهم بالاسم، وتلتقط القمامة، وترميها في سلة المهملات، وتتصور السيلفي مع الأطفال، وتستمع إلى هموم الناس، وتشاركهم أحزانهم، وتعدهم بالمساعدة. وتقول: "أحب الطريقة التي يضغطون فيها علي".
مارك ويلسون، منظم حملة جمع التبرعات، مسرور من حضور طليب، ويقول عن عملها السياسي بأنه " جيد جدا حتى الآن"، كما أن موظفي الانتظار يسعدون برؤيتها، ويذكرونها بأوقات التقوا بها في السابق، تقف وتسأل أحدهم: "كيف حالك؟" تستمع بإصغاء حتى لو كان هناك صف كامل من الناس في استقبالها.
عندما تغرب الشمس، تسافر طليب خارج منطقتها إلى ليفوينا المجاورة؛ للحديث عن الإبادة الجماعية للأرمن.
تعود إلى سيارتها حوالي الساعة 9 مساء، وتستعد طليب المفعمة بالطاقة طوال اليوم للعودة إلى منزلها؛ للاستعداد ليوم آخر مع أسرتها ودوائرها الانتخابية.