كشفت صحيفة
إسرائيلية عن مخاوف إسرائيلية من إقدام إيران على إغلاق المضايق المائية كنتيجة لتوتر علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج بسبب العقوبات، مؤكدة أن الخطوة الإيرانية إن حدثت ستضر بشدة بحركة السفن من وإلى "إسرائيل".
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير أعده ينيف كوفوفيتش، تنشر "
عربي21" الجزء الأول منه، أنه "من خلف الكواليس تبدي إسرائيل مخاوفها من ما سيجلبه التوتر بين إيران والولايات المتحدة على تل أبيب".
وأكدت أن "إسرائيل تعرف جيدا أن أي تصعيد محتمل بين طهران وواشنطن يشكل تهديدا استراتيجيا من نوع آخر؛ بمعنى المس بحرية الحركة في المسارات البحرية من وإلى إسرائيل".
ونوهت بأن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورجال الاستخبارات في إسرائيل يتلقون تحديثات من الأمريكيين ومن دول أخرى عن التطورات؛ وتظهر ثلاثة أسماء في هذه التحديثات، هي مضيق
باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس".
وأضافت: "إيران تهدد بإغلاق شامل لها؛ بحيث لا يسمح بدخول السفن التجارية، ومن سيدخل سيعرض نفسه للخطر"، معتبرة أن "هذا تهديد صريح وشديد ليس أقل من التهديدات الأخرى التي تواجه تل أبيب من طهران وحزب الله، وهي ملموسة أكثر؛ وهنا الرأس المتفجر غير مركب على صاروخ".
وذكرت الصحيفة أنه "لا يوجد بديل لهذه المسارات البحرية، وهي أهم المسارات في العالم، فنحو 20 في المئة من تجارة النفط العالمية تمر عبر تلك المضائق في السنة".
وبينت أن "90 بالمئة من التصدير والاستيراد الإسرائيلي يتم عبر البحر، 12 بالمئة منها يمر عبر باب المندب، علما بأن تجارة إسرائيل مع دول الشرق، لا سيما الاستيراد من الصين، تبلغ 15 مليار دولار في السنة".
ولأهمية مضيق باب المندب، "لا مناص أمام إسرائيل من الاستعداد لسيناريو إغلاق المضائق، سواء في المستقبل القريب أو البعيد، وفي كل الأحوال سيكون ثمنا لذلك، وفي أفضل الحالات سترتفع بشكل كبير أسعار تأمين السفن، وفي أسوأ الحالات سيتم وقف حركة السفن، وهذا سيصعب على الاقتصاد الإسرائيلي مواجهة ذلك لفترة طويلة".
وفي ظل هذا الوضع، يدخل -بحسب "هآرتس"- إلى الصورة "الردع الإسرائيلي، أو على الأقل من شأنه أن يدخل"، موضحة أن "التهديدات الإيرانية التي في الفترة الأخيرة ليست الأولى في هذا الشأن، ففي السابق أدارت تل أبيب تبادل لكمات لفظية مع طهران في الموضوع البحري، عندما هدد وزير دفاعها أمير حاتمي في شباط/ فبراير الماضي بأن "طهران ستدمر تل أبيب وحيفا إذا هاجمت واشنطن إيران".
وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، عندما هددت ايران بإغلاق المضايق، أعلن نتنياهو أنه "في حال حاولت إيران إغلاق مضيق باب المندب ستجد نفسها أمام تحالف دولي يشمل إسرائيل بكل أذرعها".
وعن المخاوف الإسرائيلية من إغلاق مضيق باب المندب، قدرت الصحيفة أنه "إذا قررت إيران في هذه المرحلة أو تلك إغلاق المضائق فمن غير المستبعد أن تدخل جماعة الحوثي إلى الصورة، لا سيما في باب المندب، حيث تعمل الجماعة هناك من داخل اليمن".
وبينت أن "جماعة الحوثي تستخدم في المنطقة عددا كبيرا من الوسائل، منها قوات كوماندوز بحري، وسفن انتحارية غير مأهولة وألغام مربوطة ببعضها التي يتم تشغيلها في سلسلة من أجل الإضرار بالسفن، وكل ذلك يشكل ضوء تحذير".
ولفت المقدم احتياط ايال بنكو، وهو رجل سلاح البحرية الإسرائيلية السابق، وشغل وظائف عملياتية واستخبارية، أن "الساحة اليمنية، خاصة في البحر، تحولت لساحة تجارب للوسائل القتالية الإيرانية، لا سيما القوارب غير المأهولة وتشغيلها العملياتي".
وعلى ضوء هذه التطورات، يعتقد بنكو في مقال نشره "مركز أبحاث السياسات والاستراتيجية البحرية" الإسرائيلي، أنه على "سلاح الجو وأجهزة الأمن جميعها منح أولوية لبناء والحفاظ على صورة استخبارية محدثة بخصوص ما يحدث في المنطقة، تدخل إيران، الوسائل القتالية والبنى التحتية المقدمة من قبل إيران، إضافة لنظرية القتال الإيرانية - الحوثية المتطورة والتي تطبق في المنطقة".