أسفرت ضربة جوية نفذتها مقاتلات
التحالف العسكري بقيادة
السعودية، الجمعة، عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في محافظة
تعز جنوب غرب
اليمن.
ونقل موقع "الموقع البوست" (محلي) عن مصادر محلية قولها، إن ثمانية مدنيين قتلوا، وأصيب عدد أخر بجروح خطيرة، في غارة للتحالف الذي تقوده الرياض، استهدفت محطة لتعبئة الوقود في منطقة حبيل الذرية بمديرية ماوية شرق مدينة تعز.
وأضافت المصادر أن محطة الوقود التي تم استهدافها من قبل طيران التحالف السعودي الإماراتي، تقع بالقرب من حاجز تفتيش يقيمه الحوثيون في مديرية ماوية المحاذية لمديرية الحشا غربي محافظة الضالع (جنوبا)، ما أدى إلى مقتل المدنيين.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قتل وأصيب 50 مدنيا، في قصف نفذه طيران التحالف على مبنى سكني في حي الرقاص في قلب العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي منذ خريف العام 2014.
وقال رئيس منظمة "سام" لحقوق الإنسان، توفيق الحميدي، إن هذه الغارة الجويه التي قتلت المدنيين في تعز، أتت بعد أيام من غارة مماثلة في صنعاء تؤكد أمرا واحدا؛ أن التحالف العربي غير عابئ بأرواح ودماء اليمنيين، وغير ملتزم بقواعد الاشتباك والقانون الدولي في الحروب التي تنطبق عليها حرب اليمن.
وأضاف في تصريح خاص ل"
عربي21" أنه على ما يبدو تكرار مثل الضربات وبصورة متواترة وكبيرة ضد المدنيين، تشير إلى "فعل إجرامي متعمد من قبل المسؤولين في التحالف عن هذه الضربات، التي تجعلها في مصاف جرائم الحرب، التي يجب محاسبة المتورطين بها. مشيرا إلى أن منظمة سام (تتخذ من جنيف مقرا لها)، رصدت خلال العام الماضي نحو "مئتي غارة للتحالف استهدفت مدنيين وأوقعت مايزيد عن 1000 بين قتيل وجريح".
كما شدد على أن استمرار الضربات بهذه الوحشية والبشاعة على مناطق مدنية آهلة بالسكان، لا تتناسب فيها أي قاعدة أو معيار من المعايير التي وضعها القانون الدولي سواء "الضرورة العسكرية أو التناسب أو التمييز" إلى غيرها.
وأكد الحميدي أن المبررات التي يسوقها فريق تقييم الحوادث التابع للتحالف الذي تقوده الرياض، بين الفينة والأخرى "مبررات واهية تحاول أن تضفي المشروعية على مثل هذه الجرائم، في الوقت الذي تفتقد للمعايير المهنية في التحقيق المهني والمحايد للضربات التي تقتل المدنيين في اليمن.
وأردف قائلا: كل ادعاءات التحقيق السابقة لم يتبعها أية أفعال حقيقية على الأرض من"اعتذار أو إنشاء صندوق لجبر الضرر الذي لحق بالضحايا، وتعويضهم جراء غارات التحالف"، على حد قوله.
كما أنه لم يُحَلْ أي مسؤول في التحالف السعودي الإماراتي إلى التحقيق أو المحاكمة بسبب هذه الجرائم. وفقا لرئيس منظمة سام.
وبحسب الحقوقي اليمني، فإن كل ذلك يؤكد أن النزاع في اليمن؛ أصبح خارج أخلاقيات الحرب ويستوجب تدخلا دوليا لحماية المدنيين الذين تختطفهم ضربات التحالف وهم آمنون في البيوت والشوارع، نائمين أو مستيقظين.