كعك العيد يودع الغلابة بمصر.. وارتفاع أسعاره يثير غضبا واسعا

وصف مصريون أسعار كعك وبسكويت عيد الفطر بـ"السياحية"؛ حيث تجاوز سعر الكيلو 500 جنيه (29 دولارا) في بعض المحلات الشهيرة.

وأعلنت شعبة الحلوى بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن بعض محلات الحلوى اتجهت لبيع الكعك والبسكويت والبيتي فور والغريبة بالتقسيط؛ بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، بعد ارتفاع أسعارها عن العام الماضي.

وكشف تجار بالغرفة التجارية أن مبيعات العام الماضي من الكعك والبسكويت أصابت أصحاب المحلات والمخابز بالإحباط؛ لأنها كانت ضعيفة، ونجم عنها خسائر للعديد من التجار والصناع.

ويباع كيلو الكعك ما بين 100 جنيه و200 جنيه، والبسكويت ما بين 100 جنيه، و120 جنيها، والبيتي فور ما بين 120 جنيها، و150 جنيها، والغريبة ما بين 130 جنيها، و230 جنيها، بارتفاع 10% و15% عن العام الماضي، الذي شهد ركودا كبيرا.

وقال تجار وأصحاب محلات ومواطنون لـ"عربي21": "إن ارتفاع الأسعار لن يتوقف، وإن المصريين لن يتوقفوا عن الشراء، ولكن هناك تغيرات أثرت على الإنتاج وعمليات البيع والشراء، جعلت الأمر أشبه بالمهمة الصعبة؛ فرغبة البيع يقابلها رغبة في الشراء دون حركة حقيقية في الأسواق".

ومع قرب حلول عيد الفطر، أثار اعتزام بعض المحلات تقسيط ثمن كعك العيد ردود فعل واسعة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي بين المصريين.

مبالغة بعض الشركات

وعزا محمد الحلواني، صاحب مخبز بمنطقة الحسين بوسط البلد، ظاهرة ارتفاع سعر بعض أن الكعك والبسكويت والغريبة إلى "محاولة بعض الشركات التجديد في شكل الكعك التقليدي وغيره من الأصناف الأخرى بإضافة بعض أنواع المكسرات، وتقديمها في علب مبهرة".

اقرأ أيضا: كعك العيد في مصر.. أسعاره تربك حسابات المصريين

وأضاف لـ"عربي21": أن "هذا النوع من الكعك يثير الكثير من اللغط في الشارع المصري بسبب ارتفاع سعره، والمبالغة في نوعه، على الرغم من أن مكوناته لا تختلف عن باقي الكعك"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "الكعك في العموم في متناول الكثير من المواطنين ولكن ليس بالجودة ذاتها".

وكشف عن السبب الحقيقي لارتفاع الأسعار قائلا: "ليس المواد الخام كالدقيق والسكر والسمن البلدي، إنما ارتفاع القيمة الإيجارية للمحلات، وارتفاع سعر اليد العاملة، وزيادة الضرائب والخدمات كالكهرباء والغاز والمياه، تضاف جميعها إلى سعر كيلو البسكويت أو الكعك".

مقاطعة الكعك

 
وعلى غرار بعض الحملات التي ظهرت مؤخرا؛ احتجاجا على غلاء بعض السلع، على وسائل التواصل الاجتماعي دعا البعض إلى مقاطعة منتجات الشركات التي تبالغ في سعر كيلو الكعك تحت وسم "خليها تعفن".

وعلى المستوى الشعبي تراوحت أسعار الكعك ما بين 60 إلى 80 جنيها للكيلو، والبسكويت ما بين 50 إلى 70 جنيها للكيلو، الغريبة والبيتي فور ما بين 70 و90 جنيها للكيلو دون أي مكسرات غالية الثمن.
وبشأن تراجع أسعار كيلو الكعك الشعبي، يقول محمد جمال، صاحب مخابز فايف ستار بمنطقة إمبابة، إن "غالبية الناس في المناطق الأهلية أو كما تسموها الشعبية لا يهتمون بمظاهر شراء الكعك في علب فاخرة، أو تقديمه محشو بأنواع غالية من المكسرات كالفستق والبندق واللوز وعين الجمل".

مضيفا لـ"عربي21" أن "الناس تحب الكعك والبسكويت بشكله وطعمه الطبيعي بدون أي إضافات، وحبذا لو كان بالسمن البلدي، وقليل من السمن الاصطناعي، ويكذب عليك من يقول إنه مصنوع بسمن بلدي صاف بهذه الأسعار الرخيصة؛ لأن أغلى مادة في إعداد الكعك هو السمن البلدي".

اختفاء عادات قديمة

 
وعلى غير العادة، تقول أم فارس، تعمل بالوحدة المحلية بمركز إمبابة بالجيزة، إن "الكثير من الأسر المصرية تخلت عن شراء مستلزمات الكعك وصنعه في المنازل وتسويته في المخابز، وكان مشهدا مألوفا أن ترى مئات الأطفال يقفون أمام المخابز بصواني الكعك والبسكويت لتسويتها".

اقرأ أيضا: كعك العيد بمصر.. أسعار مرتفعة وإقبال ضعيف (فيديو)

وأضافت لـ"عربي21": "الآن لا أحد يملك من المال والوقت لكي يكلف نفسه عناء شراء وصنع الكعك والبسكويت في المنزل وسط زحمة الحياة، ومتطلبات المعيشة، وارتفاع الأسعار، وبات الشراء هو الطريق الأسهل والأسرع والأكثر راحة لغالبية الأسر المصرية".

وتساءلت عن مظاهر اجتماع الأسرة حول طاولات صغيرة في ردهات المنازل برفقة الجيران والأقرباء، قائلة: "أين لمة الأسر المصرية المعادة في أذهان ووجدان الشعب المصري في تراثه وتاريخه، التي كانت تدخل البهجة والسرور في قلوب كل بيت، وتبادل أطباق الكعك وتفاخر كل بيت بطريقته".