هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث مختصان عن دلالات ونتائج قرار عشرات المستوطنين الإسرائيليين بالرحيل من المناطق القريبة من قطاع غزة، وذلك في ظل تنامي المخاوف الإسرائيلية من زيادة موجة "الهرب" مع دخول فصل الصيف.
وكان موقع "i24" العبري، أكد أن "عشرات العائلات الإسرائيلية تعيش في
المناطق المحيطة بقطاع غزة بالمجلس الإقليمي (شاعر هنيغف)، أبلغت السلطات بنيتها
مغادرة المنطقة قبل بداية الصيف الحالي، نظرا للأوضاع الأمنية المتوترة".
وكشف الموقع عن "مخاوف
إسرائيلية كبيرة من أن تؤدي هذه الخطوة إلى موجة رحيل أكبر"، منوها إلى أن
"حدوث جولات من القتال خلال الأشهر الأخيرة عايشتها هذه العائلات، دفعتها لاعتزام
الرحيل من المنطقة".
واجتمع رئيس أركان جيش الاحتلال
الإسرائيلي أفيف كوخافي صباح الجمعة مع رؤساء السلطات المحلية الإسرائيلية في
سديروت والمناطق الإسرائيلية المحيطة في القطاع لأول مرة منذ توليه منصبه، وشدد
أمامهم على أنه "يجب أن لا نسمح لإرهاب البالونات بالاستمرار".
وبحسب الموقع، فقد تحدث كوخافي عن
"التسوية مع حماس"، وذلك على عكس أعضاء الحكومة وكبار أعضاء المؤسسة
الأمنية الذين لا يميلون للحديث عن الموضوع، قائلا إن "انخفاض كمية
البالونات الحارقة والأحداث العنيفة على الجدار، ليست بالصدفة"، زاعما أن
"إسرائيل تفضل أن تعطي فرصة بدل السماح بتدهور الأوضاع الأمنية".
مجتمع هش
وحول أهم دلالات هروب المستوطنين،
أوضح الخبير الأمني الفلسطيني كمال التربان، أنه "يمكن النظر لهذا الأمر من بعدين؛
الأول سياسي"، مبينا أنه "ربما تكون لعبة حزبية للضغط على رئيس حكومة
الاحتلال بنيامين نتنياهو من تحت الطاولة، بعد فشله في تشكيل الحكومة".
واستدرك التربان بقوله
لـ"عربي21": "إننا لا نشاهد المشهد بالكامل، ونشاهد فقط الجزء الأخير
منه"، مضيفا أن "البعد الأمني وهو الأرجح، في ظل عدم التزام الاحتلال
بالتفاهمات مع الفصائل الفلسطينية بغزة التي تهدد بالتصعيد، إلى جانب هشاشة الجبهة
الداخلية الإسرائيلية".
وتابع التربان: "في أجواء الصيف
الحارة، تفكر العائلات الإسرائيلية بشكل جدي بالخروج والهروب من تلك البيئة غير
المستقرة"، مشيرا إلى أن "حرار الصيف تساهم بشكل كبير في اشتعال النيران
في الحقول المحيطة بغزة والتي تنتقل بمساعدة الرياح لمساحات شاسعة".
اقرأ أيضا: تحذير من تأثير انهيار البنية التحتية بغزة على أمن إسرائيل
وأكد أن "هذا الواقع لا يروق
لتلك العائلات التي جاءت من أجل المتعة والرفاهية، كما أن الوضع يكشف للمقاومة
الفلسطينية عوامل الضعف التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي الهش، والتي بدورها
يجب أن تستثمر هذا الضعف"، وفق التربان.
ورأى أن "قرار العائلات
الإسرائيلية يثبت نجاعة وسائل المقاومة الشعبية (البالونات والطائرات الحارقة)، في
استنزاف الاحتلال في الجانبين الأمني والعسكري"، مشددا على أن أكثر ما يخيف
الاحتلال وعائلات المستوطنين هو "كلمة موت".
ورجح الخبير الأمني أن تكون
"هناك موجة هروب أكبر للمستوطنين الإسرائيليين من المناطق المحيطة بالقطاع، في
حال سخنت جبهة غزة"، بحسب تعبيره.
المعادلة تحولت
من جانبه، أوضح الباحث السياسي ثابت
العمور، أن "عين الصراع وأصله في القضية الفلسطينية هو السيطرة على الأرض،
لذلك وجدنا سعي إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وطردهم في ما عرف بنكبة فلسطين،
مقابل جلب اليهود من كل الأماكن بكل المحفزات لزرعهم في فلسطين وخلق واقع
ديموغرافي جديد".
ولفت العمور في حديثه
لـ"عربي21"، أن "رحيل المستوطنين من مغتصبات غلاف غزة جزء من هذا
الصراع، وهنا تسجل المقاومة الفلسطينية نقطة لصالحها في هذه المعادلة عندما أجبرت
بعض المستوطنين على ترك مستوطناتهم والرحيل عنها، والبحث عن أماكن أخرى
آمنة".
وأكد العمور، أن "المعادلة
تحولت؛ فلم يعد الفلسطينيون وحدهم الذين يتركون بيوتهم ويرحلون، بل أصبحت
المعادلة؛ أمنا مقابل أمن وترحيلا مقابل ترحيل"، منوها إلى أن قرار العائلات
الإسرائيلية "يكشف أن كل وعود قادة الكيان بتأمين المغتصبات القريبة من
القطاع تبخرت ولم يعد المستوطنون في أمان، فاحتلال الأرض والسكن فيها بأمان، لم يعد
ممكنا ولا متاحا".
والأهم بحسب الباحث أنه "لم يعد
ممكنا أمام الرواية الإسرائيلية إقناع مزيد من المستوطنين بالقدوم والسكن في
مستوطنات غلاف غزة"، معتبرا أن "هذه المعادلة هي تكملة للصورة التي بدأت
في صيف 2005 حين خرجت إسرائيل من مستوطنات القطاع".
وذكر أن الشعب الفلسطيني "أمام وقائع
جديدة ملامحها الأبرز؛ أن هناك واقعا جديدا بات يجبر المستوطنين على الرحيل وعدم
الإقامة في هذه الأرض، إضافة إلى أنه لم يعد سكان القطاع المحاصر وحدهم تحت وقع النار،
بل دخل مستوطنو غلاف غزة أيضا في هذه الدائرة"، على حد قول العمور.