هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذي درايف" مقالا للباحث المتخصص في الشؤون الأمنية جوزيف تريفيثيك، يقول فيه إن الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن أعلنوا مسؤوليتهم عن ضرب مطار في السعودية، بما يبدو أنه صاروخ كروز.
ويشير تريفيثيك في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن لقطات فيديو نشرها الحوثيون أظهرت مقاتلين يطلقون صاروخا يبدو شبيها بالصاروخ الإيراني "سومر"، وهو صاروخ كروز يطلق من الأرض، لافتا إلى أن اللقطات تظهر بأن الحوثيين وسعوا ترساناتهم، التي تحتوي على الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ البالستية قصيرة المدى، لتشمل نظاما حربيا متطورا آخر.
ويلفت الكاتب إلى أن السلطات السعودية أكدت الضربة التي أصابت المطار الدولي في أبها يوم 12 حزيران/ يونيو، التي تسببت بجرح 26 شخصا، استدعت 8 إصابات نقل أصحابها إلى مستشفى قريب، أما الباقي فاحتاجوا فقط إلى إسعافات أولية في مكان الحادث، مشيرا إلى أن أبها تبعد حوالي 100 ميل من الحدود اليمنية.
ويورد تريفيثيك نقلا عن بيان من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، قوله: "يثبت استهداف مطار أبها بأن الحوثيين حصلوا على أسلحة متطورة من إيران".
ويقول الباحث: "لا يبدو أن الحوثيين أعطوا اسما للسلاح المستخدم، لكنه خارجيا يبدو شبيها بصاروخ سومر الإيراني، الذي يبدو أنه نسخة تطلق من الأرض من صاروخ كروز السوفييتي Kh-55 الذي يطلق من الجو، ويتوقع أن يكون مهندسون إيرانيون قاموا بعملية هندسة عكسية لصاروخ Kh-55، بعد أن حصلت على عدد منها في السوق السوداء من أوكرانيا عام 2001، ومدى هذا الصاروخ يصل إلى 1500 ميل، وبإمكانه حمل رأس حربي تقليدي وزنه 1000 رطل".
وينوه تريفيثيك إلى أن "إيران قامت في عام 2015، بالكشف عن سومر، وفي شباط/ فبراير من عام 2019 كشفت السلطات الإيرانية عن صاروخ آخر يشبه في شكله شكل صاروخ سومر، لكن كان يطلق عليه اسم الحوزة، وذلك خلال الاحتفالات في ذكرى الثورة الإسلامية الأربعين، ومن غير الواضح إن كان هذان السلاحان مختلفين فعلا، وادعت إيران علنا أن مدى صاروخ الحوزة يصل إلى 840 ميلا".
ويجد الكاتب أنه "من غير الواضح إن كان الصاروخ الذي استخدمه الحوثيون تم تجميعه في اليمن، أم أنه مستورد بشكل مباشر من إيران، أو إن كان مدى الصاروخ شبيها بصاروخ سومر، وكم كان حجم رأسه الحربي، وأي نوع من أنظمة التوجيه يملكه، فاستخدام نظام توجيه بسيط يعتمد على الأقمار الصناعية، يمكن الحوثيين من استهداف أهداف كبيرة وثابتة، مثل قاعة الوصول في مطار أبها الدولي، باستخدام الإحداثيات المتوفرة".
ويرى تريفيثيك أنه "إذا كانت لدى الحوثيين صواريخ سومر أو صواريخ بأداء شبيه، فإن ذلك يعد زيادة كبيرة في إمكانيات هذه الجماعة لضرب أهداف بعيدة، بما في ذلك في السعودية، والمدى المعلن، وهو 840 ميلا لهذا الصاروخ، يضع العاصمة الرياض في مرمى تلك الصواريخ، بالإضافة إلى أنه سيساعد الحوثيين على ضرب أي مكان في الإمارات، وهي الشريك الكبير في التحالف الذي تقوده السعودية".
وينقل الباحث عن الحوثيين، قولهم في كانون الثاني/ ديسمبر 2017، إنهم أطلقوا مزيدا من تلك الصواريخ التي تشبه صاروخ سومر على محطة البركة للطاقة النووية في الإمارات، وهو ما أنكرته الأخيرة، مع أن الحوثيين نشروا لقطات فيديو لإطلاق الصواريخ، إلا أنه ليس هناك دليل على أنها أصابت هدفها.
ويبين تريفيثيك أن "صاروخ كروز، مثل سومر، يحلق على مستوى منخفض، يشكل تحديا خاصا لشبكات الدفاع الجوي في السعودية والإمارات، بالإضافة إلى أن استخدام عدد من الصواريخ، أو استخدام مزيج من الأسلحة كجزء من ضربة أقوى، قد يربك المدافعين، وفي ضربة مطار أبها قالت السلطات السعودية إنها نجحت في اعتراض طائرتين مسيرتين انتحاريتين، التي حصل عليهما الحوثيون أيضا من إيران".
ويذكر الكاتب أنه "كان هناك ازدياد ملحوظ في هجمات الطائرات المسيرة على السعودية منذ بداية أيار/ مايو 2019، وقد وظفت الجماعة الصواريخ البالستية قصيرة المدى، والمستقاة أيضا من تصميمات إيرانية، أو أنها مستوردة من إيران، ضد الأهداف السعودية، لكن يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الجماعة صاروخ كروز ضدها".
ويقول تريفيثيك إن "التحالف الذي تقوده السعودية يقوم بحرب وحشية ومثيرة للجدل ضد الحوثيين في اليمن منذ عام 2015، وكانت إيران تدعم الجماعة في الفترة ذاتها على الأقل، وساعدت الجماعة على توسيع ترسانتها العسكرية لتشمل هذه الأسلحة المتقدمة نسبيا كلها".
ويشير الباحث إلى أن السعوديين يدعون بأن إيران أمدت الحوثيين بصواريخ صياد 2 أرض جو، وهو مستقى من الصاروخ الأمريكي الموجه من قبل الرادار (ريم 66)، الذي بقي من أيام نظام الشاه، لافتا إلى أن الدعم الإيراني للحوثيين ساعد على شن الهجمات على الجيش والسفن التجارية، باستخدام القوارب المسيرة والمحملة بالمتفجرات أيضا.
ويعتقد تريفيثيك أن استخدام صاروخ كروز يؤكد إمكانيات الحوثيين المستمرة للحصول على القطع التي يحتاجونها لتجميع هذا النوع من الأسلحة محليا، أو الحصول عليها مباشرة من إيران، بالرغم من جهود التحالف الذي تقوده السعودية لمحاصرة البلد، بالإضافة إلى أن أمريكا وحلفاءها حاولوا بجد منع وصول شحنات الأسلحة المحرمة لليمن.
ويلفت الكاتب إلى أن هجوم الحوثيين بصاروخ كروز يأتي بعد أن أعلنت الحكومة الأمريكية عن وصول معلومات استخبارية تحذر من مخاطر متزايدة من وقوع هجوم على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط من إيران ووكلائها في المنطقة، مشيرا إلى أن أمريكا والسعودية تتهمان الحوثيين بمهاجمة 4 سفن شحن نفط في خليج عمان قبالة ساحل الإمارات، لكن لم تعلن أي جماعة عن مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.
ويقول تريفيثيك إنه "لا يزال من غير الواضح إن كان تكثيف الحوثيين لضرباتهم للسعودية له علاقة بالمعلومات التي تحدثت عنها الحكومة الأمريكية، أم أنه ببساطة جزء من الصراع الدائر بين الطرفين، فمنذ أيار/ مايو 2019 بقي الطرفان يتصارعان، بالرغم من وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة من الأمم المتحدة، والذي طلب بموجبه من الحوثيين إخلاء عدد من المدن المحتوية على موانئ استراتيجية".
وينقل الموقع عن العقيد السعودي تركي المالكي، وهو أكبر متحدث باسم قوات التحالف/ قوله في 12 حزيران/ يونيو 2019: "في ضوء هذه الاعتداءات الإرهابية واللاأخلاقية من الحوثيين فإن التحالف سيقوم باتخاذ إجراءات صارمة على وجه السرعة وبعناية لردعهم.. وسيتم تحميل المسؤولية للعناصر الإرهابية التي قامت بالهجوم".
ويختم الباحث مقاله بالقول: "مهما كان السبب وراء الهجوم بصاروخ كروز على مطار أبها الدولي، فإن ذلك مؤشر واضح آخر على أن الجماعة مستمرة في الحصول على أسلحة من إيران، وتشكل تهديدا حقيقيا ومتزايدا لمعارضيها الإقليميين خارج حدود اليمن".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)