هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي، إلى دمج قوات الدعم السريع التابعة لنائب المجلس العسكري الانتقالي محمد دقلو "حميدتي" بالجيش السوداني بشكل كامل.
وبرر دعوته هذه، بهدف تجنب التوترات بين قوات الدعم السريع المهيمنة على الأمن في العاصمة الخرطوم والجيش بأي ثمن.
وحذر من المخاطرة بالمزيد من الاضطرابات في حال لم يتم الدمج بين قوات "حميدتي" والجيش السوداني.
ووجه المهدي دعوته هذه إلى حميدتي الذي يقود قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور.
والمهدي شخصية بارزة في المشهد السياسي السوداني ورئيس وزراء سابق، وكان آخر رئيس حكومة منتخب ديمقراطيا في السودان.
ودعا المهدي الجنرال "حميدتي" إلى تعزيز الوحدة في صفوف القوات المسلحة السودانية، مضيفا أنه يجب تسوية أي "توترات بين مجموعاتنا المسلحة سلميا".
اقرأ أيضا: مطالب بالسودان بحلّ قوات "حميدتي".. وتساؤلات عن مصيرها
وقال: "إما أن يحسمها الناس قتالا وهو ما سيكون في غاية السوء للسودان أو أن يقبلوا بعملية مصالحة".
وأضاف المهدي، رئيس أحد أكبر أحزاب المعارضة في السودان: "على كل قوانا السياسية أن تركز على ضرورة تحاشي هذه الحرب الأهلية وكل أشكال الصراع التي يحتمل أن تحدث".
وقال المهدي في مقابلة مع "رويترز"، إن المعارضة طرحت فكرة دمج القوات على المجلس العسكري الانتقالي الذي يتولى إدارة شؤون البلاد منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أعقاب احتجاجات أطلقت شرارتها أزمة اقتصادية.
ولا توجد بوادر على أن صراعا يلوح في الأفق بين قوات الدعم السريع والمؤسسة العسكرية. ولا توجد أيضا انقسامات ظاهرة بين "حميدتي" نائب رئيس المجلس العسكري ورئيسه الفريق عبد الفتاح البرهان.
غير أن مهدي الذي أطاح به البشير في عام 1989، قال إن السودان لا يتحمل المجازفة خلال فترة الاضطراب.
وقال: "كل تفكيرنا سيتركز على تفادي هذا التطور الكارثي البادي في الأفق".
ويقول ساسة ومحللون وشخصيات معارضة إن الجيش لديه قوة نيران أكبر غير أن المواجهة مع قوات الدعم السريع في العاصمة ستتسبب في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
ولم يتسن الاتصال بقوات الدعم السريع للتعليق على ما قاله المهدي.
طموحات حميدتي
وكان حميدتي قد أشار إلى أن لديه طموحات سياسية، وتكررت خطبه العلنية من القصر الذي كان يشغله البشير.
وقال المهدي: "إذا كان يتطلع لدور قيادي فسيكون مقبولا إذا أصبح مواطنا مدنيا، وإذا اتجه حينذاك إما لتشكيل حزب خاص به أو الانضمام لأي حزب يعتقد أنه أقرب إلى أفكاره".
اقرأ أيضا: لوموند: "حميدتي" الجنرال الدموي الذي يريد أن يكون ملكا
وعلى النقيض من كثيرين من ضباط الجيش لم يتخرج حميدتي من معهد عسكري. وكان صعوده السريع في عهد البشير قد أثار الاستياء.
ويقول محللون ومسؤولون أمنيون إن مقاتلي قوات الدعم السريع يفتقرون للانضباط، لكنهم يحصلون في الغالب على مرتبات أفضل من جنود الجيش.
وبدأت قوات الدعم السريع كمليشيا بعد نشوب حرب مع متمردين في إقليم دارفور السوداني عام 2003، عرفت باسم "الجنجويد". وانتهى الأمر إلى خضوع تلك القوة لإشراف الجيش لكن ذلك لم يحدث إلا في أوقات الصراع.
حميدتي والبشير
وكان البشير اختار حميدتي من دارفور، حيث اتهمت منظمات حقوق الإنسان قواته، التي أصبحت فيما بعد قوات الدعم السريع، بارتكاب فظائع بحق المدنيين في حربها على المتمردين.
واستخدم البشير حميدتي ورجاله المنتشرين الآن في الخرطوم ومسلحين بقواذف صاروخية ومدافع رشاشة منصوبة على عربات للتصدي للأخطار التي يمثلها خصومه في إطار استراتيجيته التي ساعدته في البقاء في الحكم 30 عاما.
وقال المهدي: "نعتقد أن عليه (حميدتي) أن يقبل الآن ضرورة تحقيق ذلك (الاندماج بين قوات الدعم السريع والجيش). وستصبح قوته جزءا لا يتجزأ من قوة دفاع وطنية".
وأضاف أن من الضروي أن يحدث ذلك "على نحو طوعي مع القوات المسلحة".
اقرأ أيضا: فورين بوليسي: حميدتي يبحث عن دعم دولي للبقاء في السلطة
وقال المهدي إن من الممكن تحسين فرص تحقق المصالحة بإجراء تحقيق مستقل في أحداث العنف التي وقعت قبل ثلاثة أسابيع وقال شهود إن قوات الدعم السريع قادت فيها عملية فض الاعتصام.