هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "القاعدة العسكرية الإيرانية التي تمت مهاجمتها في العراق صباح الجمعة، هي الممر الأساسي للطريق من إيران إلى سوريا، لأنه ليس جديدا قيام الإيرانيين بتهريب الصواريخ عبر قواعد مليشياتها المسلحة المنتشرة في العراق عبر شاحنات تجارية".
وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "طهران قامت ببناء مستودعات لوجستية استباقية لتخزين الصواريخ في تلك المنطقة، واستخدامها وقت الحاجة، لكن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تمتلك قدرات عسكرية تفجيرية من خلال طائرات مزودة".
وأشار إلى أن "القاعدة العسكرية المستهدفة موجودة في منطقة سنية شمال غرب العراق، وتقع في قلبها مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس الراحل صدام حسين، وسكانها معروفة علاقاتهم الجيدة مع السعودية والولايات المتحدة، وهي ليست مكانا مفضلا للمليشيات الشيعية، لكننا أمام منطقة صحراوية مجاورة للحدود العراقية السورية، ومعبر القائم الذي يعد الممر البري الذي يصل إيران بسوريا ولبنان عبر العراق".
وأوضح بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن "معبر القائم يمتد عشرات الكيلومترات باتجاه الشمال إلى منطقة البوكمال، وهي مدينة سورية محلية قرب نهر الفرات، يوجد فيها قواعد مليشيات شيعية تعمل من خلال هذا الممر البري، وتم تفجيرها على يد طائرات غير معروفة، هناك من يقول إنها أمريكية، أو غير ذلك من أجل التشويش على هذا الممر البري".
اقرأ أيضا: طائرة مسيرة مجهولة تقصف معسكرا للحشد وسط العراق
وأضاف أن "هناك سيناريو يرى في الممر البري توجها إيرانيا لنقل كميات كبيرة من الصواريخ عبره لسوريا ولبنان لاستخدامها عند اندلاع الحرب، وتوجيهها نحو إسرائيل، وتأتي أهمية القاعدة المستهدفة بمنطقة صلاح الدين لقربها من الحدود السورية، وتسمح بإيصال الصواريخ لهضبة الجولان خلال ساعات قليلة فقط، وهي بعيدة عن إسرائيل مسافة لا تزيد على 700 كم، ما يضع صعوبات على إسرائيل للوصول، والعمل فيها".
وأشار إلى أن "الإيرانيين يحوزون صواريخ "ذو الفقار"، ويمكن إطلاقها من منطقة صلاح الدين مباشرة إلى إسرائيل، ورغم أن الحكومة في العراق تغض طرفها عن جهود المليشيات الشيعية فيها بتشغيل من إيران ، لكن إسرائيل، والولايات المتحدة التي ينتشر أفرادها في العديد من القواعد العسكرية في العراق، قادرتان على المعرفة جيدا، والعمل بدون صعوبات ضد هذه القواعد العسكرية".
وأكد أنه "سبق للمسؤولين الإسرائيليين الكبار بدءا برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقائد هيئة الأركان أفيف كوخافي، ورئيس الاستخبارات العسكرية تامير هايمان، ورئيس الموساد يوسي كوهين، جميعهم حذروا العراق من أي تواجد للحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له في العراق".
وختم بالقول: "صحيح أن وزارة الدفاع الأمريكية نفت علاقتها بالهجوم على هذه القاعدة الإيرانية في العراق، لكن هناك جهات أخرى لديها قدرات عسكرية وطائرات متقدمة مثل بريطانيا والسعودية وإسرائيل، وهناك جهات محلية أيضا، مع أن قرب المنطقة من الحدود الأردنية يرجح مثل هذه الفرضيات".