هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "كويداتي بلوس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية حل مشكلة التعرق خلال فصل الصيف التي من الممكن أن تؤرّق البعض.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن التعرق يعدّ آلية طبيعية وضرورية لتنظيم درجات حرارة الجسم،
ومع ذلك، وفقا لدراسة أجريت سنة 2012 الموقعة من قبل أطباء الأمراض الجلدية في
المستشفى المركزي أستورياس، يعتبر التعرق إحدى المشاكل التي يواجهها أكثر من 120
ألف شخص في إسبانيا الذين يعانون من فرط التعرق.
وفي هذا السياق، قال إغناسيو سانشيز
كاربينتو، رئيس وحدة الليزر في العيادة الدولية للأمراض الجلدية في مدريد، إنه
"على الرغم من أن هذه الحالة تؤثر على نوعية حياة الشخص، إلا أن حوالي 40
بالمئة فقط من المرضى يقومون باستشارات طبية".
وأضافت المجلة أن هناك العديد من
الحلول لحل مشكلة فرط التعرق التي لا تطلب أحيانا وصفة طبية، لذلك، يُمكن استعمال
مضادات التعرق التي تتوفر في الصيدليات.
وفي هذا الصدد، يوضح الخبير خافيير
ديل بوث، من الأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية والتناسلية، أن "هذه
المنتجات تتمتع بفاعلية كبيرة مقارنة بالمنتجات التي تباع في المحلات التجارية
نظرا لأنها تحتوي على تركيز أعلى من الأملاح المعدنية والألمنيوم
والزركونيوم".
اقرأ أيضا: ما هي ضربة الشمس وما أعراضها وكيف يمكن علاجها؟
وأوردت المجلة أن هكساهيدرات كلوريد
الألومنيوم يعد من بين المكونات الرئيسية لمضادات التعرق. ويوضح طبيب الأمراض
الجلدية أنه "على الرغم من أن الألومنيوم يعد من المعادن، إلا أنه عند صياغته
مع كلوريد هيكساهيد الألومنيوم وتطبيقه موضعيا، لا ينتقل إلى الدم ولا يشكل خطرا
على الصحة، وهو ما أكدته الأدلة العلمية". في المقابل، يؤكد الخبير على ضرورة
الحرص على أن يكون الجلد جافا قدر الإمكان لتجنب تهيجه.
وأضافت المجلة أنه عند اختيار مضاد
العرق، من الضروري أن نأخذ منطقة الجسم المعنية بعين الاعتبار.
وفي هذا السياق، يقول ديل بوث: "هناك فرق بين قشرة النخيل وأغشية النباتات الأخرى لأنها صلبة وذات طبقة غليظة، مما يعيق تغلغل المركبات وتتطلب تركيزات أعلى من المواد. في المقابل، تعد بشرة الوجه أكثر نعومة وعرضة لأشعة الشمس ما يجعلها تتهيج بسهولة، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة الإبطين التي ستعاني من ظاهرة الانسداد كلما زاد تغلغل أي مركب يتم تطبيقه، لأسباب تشريحية بحتة". ونظرا لأن بشرة الأطفال ناعمة وحساسة، يمكن استخدام منتجات محددة تحتوي على كميات أقل من الأملاح المعدنية.
وعموما، يعتبر البروميدروسيس العنصر
غير المرغوب فيه الناتج عن فرط التعرق، وهو المسؤول عادة عن ظهور الرائحة الكريهة.
وفي هذه الحالات، ينصح الخبير باستخدام الإسفنج ومنتجات معينة مطهرة، مثل الصابون
والمواد الهلامية. وبعد أو خلال الاستحمام، يُنصح بتجفيف المنطقة جيدا لمنع نمو
البكتيريا واستخدام المستحضرات التي تساعد على امتصاص العرق، مثل الكربون المنشط.
وأوضحت المجلة أنه فيما يتعلق
بالوصفات الطبية، يؤكد أطباء الأمراض الجلدية أن هناك خيارات فعالة يمكن تناولها
عبر الفم، على غرار مضاد الكولين الأوكسي بوتينين، الذي يحد من الآثار الجانبية،
إلى جانب بعض العلاجات الموضعية، مثل أوكسي بوتينين الموضعي. وللتخلص من الرائحة
الكريهة، هناك منتجات موضعية تحتوي على مضادات حيوية على غرار الكليندامايسين أو
الإريثروميسين.
اقرأ أيضا: إليك أكثر الأغذية التي يجب استهلاكها خلال فصل الصيف
وأشارت المجلة إلى بعض الخيارات
الأخرى التي يمكن أن تكون فعالة لتخفيف حالات التعرق، على غرار تقنية الإرحال
الأيوني، والبوتوكس والجراحة. وفي هذا الإطار، بيّن أخصائي الأمراض الجلدية في
العيادة الدولية للأمراض الجلدية أن هذا النظام هو "الأكثر فعالية ضد فرط التعرق
ورائحة الإبطين لأنها، تحقق تأثيرا دائما بعد مرور جلسة أو جلستين وتساعد على
القضاء على الغدد الصماء، المسؤولة عن العرق فضلا عن مفرزات الرائحة
الكريهة".
وتجدر الإشارة إلى أن التعرق الزائد
يمكن أن يكون في بعض الأحيان علامة على وجود أمراض أخرى، على غرار الاضطرابات
العصبية والغدد الصماء، أو قد تنبه عن وجود ورم. ويمكن أن تتزامن هذه الحالة مع
حالات القلق وسن اليأس. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون ذلك ناجما عن تناول بعض
الأدوية، مثل المسكّنات الأفيونية، وبعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ومضادات
الاكتئاب ومحصرات قنوات الكالسيوم أو تلك الناتجة عن العلاجات الكيميائية.
وفي الختام، سلطت المجلة الضوء على
بعض التوصيات اليومية للتخلص من هذه الحالة، على غرار ارتداء ملابس مضادة للتعرق
وتغييرها عدة مرات في اليوم إذا لزم الأمر، إلى جانب تجنب الكحول والقهوة والشاي
والتبغ والأطعمة الغنية بالتوابل، التي تحفز على إنتاج العرق. كما أنه من المستحسن
أيضا التقليل من التوتر والحفاظ على نظافة الجسم للحد من الرائحة الكريهة إلى أقصى
حد ممكن.