طالب المفتي الليبي، الصادق
الغرياني بطرد
المبعوث الأممي،
غسان سلامة وبعثته من
ليبيا، متهما إياهم بتأليب وتحريض الدول
الكبرى على ضرب ليبيا باسم مكافحة "الإرهاب" وذلك من خلال إحاطته
الأخيرة لمجلس الأمن، وسط تساؤلات عن مدى الاستجابة لهذه الدعوات وحقيقة دور
"سلامة" في الوساطة الأممية.
وقال "الغرياني" عبر برنامج
تلفزيوني، مساء الأربعاء، إنه "على حكومة الوفاق ووزاراتها ومجلس الدولة
والنواب المنعقد في "طرابلس" التوجه مباشرة لأمانة الأمم المتحدة
ومطالبتها بسحب "سلامة" وبعثته من البلاد دون رجعة، مطالبا الشعب الليبي
بعدم السكوت عما يفعله هذا المبعوث".
"إحاطة مزعجة"
وتسببت الإحاطة الأخيرة التي قدمها
"سلامة" لمجلس الأمن ردود فعل غاضبة وانتقادات حادة، جعلت حكومة الوفاق
الليبية تقوم باستدعاء المبعوث الأممي ومساءلته عن المغالطات التي صدرها للعالم،
خاصة وصفه لمطار "معيتيقة" الدولي بأنه يستخدم لأغراض عسكرية وهو ما جعل
"
حفتر" يستهدفه بالقصف.
وتسببت حالة الغضب والانتقادات والضغوط من قبل
الحكومة ومؤسساتها وتضييق الخناق على "سلامة" وبعثته في تراجع الأخير عن
تصريحاته، بل دفعته للتنديد بعمليات القصف التي طالت المطار مؤخرا، وتوجيه
انتقادات ضمنية لمن يقوم بالقصف.
لكن رغم الانتقادات غير الصريحة من قبل
"سلامة" إلا أنه لم يقم بإدانة "حفتر" وقواته بشكل مباشر بل
ساوى بينه وبين قوات "الحكومة" المعترف بها دوليا، معتبرا أن الطرفين
يجب أن يكونا على قدر المسؤولية وغيرها من مصطلحات تحمل عدة معان" وفق
مراقبين.
والسؤال: بعد انتقادات الحكومة وهجوم المفتي الأخير..
ما حقيقة دور "سلامة" في الوساطة الأممية؟ وهل دعوات طرده ستلقى صدى؟
"وسيط دولي"
وقال عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة إن
"المبعوث الأممي لن تغيره مجرد تصريحات عنترية هنا وهناك فهو مدعوم دوليا،
وبخصوص تصريحاته التي لاقت هذه الردود فهي صحيحة ومؤكدة، فمطار
"معيتيقة" تستغل "الميليشيات" التابعة لحكومة الوفاق جزءا منه
بالتعاون مع دولة تركيا كقاعدة لطيران عسكري مسير تستهدف به قوات
"الجيش" (قوات حفتر)، وفق زعمه.
وأضاف لـ"
عربي21": "إذا ما قاله
"سلامة" في إحاطته هي حقائق، وتصريحاته ليست إلا تأكيد لحقيقة استهداف
"مليشيا" تسمى "البقرة" للمطار بصواريخ الهاون للضغط على
المليشيا المشرفة على سجن معيتيقة لإجبارها على إطلاق سراح "إرهابيين"
موالين لها، إنه عبث ميليشياوي"، كما عبر.
"سلامة وسيط حفتر"
وقال الصحفي المقرب من حكومة الوفاق الليبية،
محمد الشامي إن "دور المبعوث الأممي أصبح وكأنه وسيط لحفتر وليس لأطراف
متنازعة، كما أن مواقفه أصبحت مريبة ولقيت إحاطته استهجان أغلب الطوائف في المنطقة
الغربية أصبحت الأصوات تتعالى بعدم دخوله إلى العاصمة".
وأضاف في تصريحه لـ"
عربي21":
"بعد مواقفه وإحاطته أصبح الآن يمثل طرفا واحدا فرغم كل الانتهاكات والحرب التي
سببها غرور حفتر بالانفراد بالسلطة تجد سلامة لا يعير ذلك اهتماما ولا إدانة،
وبخصوص الغضب الشعبي فإن الأصوات تتعالى الآن للتظاهر أمام مقر البعثة للمطالبة
بطرده وعدم التمديد له"، وفق قوله.
"سياسة الباب الموارب"
ورأت الناشطة السياسية الليبية، هدى الكوافي أن
"سلامة فقد مقدرته في الحفاظ على المصلحة الليبية وأرواح الليبين، واتبع
سياسة الباب الموارب حتى لا يرى الأخطاء الكبيرة الناتجة عن الهجوم على العاصمة من
تشريد وتهجير وموت وحرب، والأغرب كيف لمبعوث أممي لا يقف مع حكومة معترف بها دوليا".
وتابعت: "كيف لا تطالب بعثة أممية بوقف
الحرب فورا ومعاقبة من بدأها ومحاسبة من استورد السلاح من مصر والإمارات وفرنسا
مخالفا قرار مجلس الأمن بحظر توريد السلاح، لذا أصبح إبدال المبعوث الأممي الحالي
مطلبا شعبيا كونه غير قادر على القيام بدوره الفعلي"، وفق تصريحها
لـ"
عربي21".