هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، بإجراء تحقيق مستقل في أنباء تحدثت
عن محاولة معتقل مصري يحمل الجنسية الأمريكية للانتحار، بعد تعرضه لتعذيب مروع
واغتصاب متكرر، على يد عناصر الأمن داخل سجن طرة.
وقالت المنظمة في بيان لها ترجمته "عربي21"، إن خالد حسن 42 عاما مصري أمريكي
من نيويورك، ومعتقل في السجون المصرية منذ كانون الثاني/ يناير 2018، وسبق أن قدم
"لرايتس ووتش" تفصيلات بشأن تعرضه للاغتصاب والتعذيب في حجزه.
وأشارت إلى أن حسن حاول الانتحار في تموز/يوليو، عبر "حز
معصمه وتناول كميات كبيرة من حبوب ارتفاع ضغط الدم، بعد العثور عليه في حالة إغماء".
ولفتت المنظمة إلى أن حسن نقل إلى مستشفى سجن طرة، لتلقي العلاج من
جروحه، في حين عاينه طبيب نفسي وقدم له دواء ذلك اليوم بحسب عائلته، التي تساورها
مخاوف بشأن نوعية العلاج الذي يتلقاه.
وقال مايكل بيج نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في
"رايتس ووتش، "إن كابوس السجن الذي يعيشه حسن، يتقاسمه العديد من
المحتجزين في أنحاء مصر، من القاهرة وحتى سيناء".
وأضاف: "السلطات المصرية اكتسبت سمعة بائسة، بفعل إساءة
معاملة السجناء وحرمانهم من ظروف السجن الآمنة والصحية".
وشدد على أن قواعد الأمم المتحدة لمعاملة السجناء التي تعرف
بقواعد "نيلسون مانديلا"، تنص على أن "توفير الرعاية للسجناء هو
مسؤولية الدولة، ويجب أن يتمتعوا جميعا بالمعايير الصحية نفسها في المجتمع، وسرعة
الوصول الفوري للرعاية الطبية في الحالات العاجلة، ونقل من يحتاجون جراحة متخصصة
إلى مستشفيات مدنية".
وكشفت عائلة حسن أن ابنها "حاول الانتحار بعد وقت وجيز من
حرمان مسؤولي السجن شقيقه من زيارته، الذي قدم من الولايات المتحدة خصيصا للاطلاع
على وضعه"، وأضافت: "شقيقه منع أربع مرات من زيارته".
اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: انتهاكات سجن العقرب المصري لا تصدق
ونقلت المنظمة عن أحد أفراد الأسرة قوله، إن حسن كان "يأمل في
السماح لابنه البالغ من العمر 11 عاما خلال الأشهر المقبلة، لكن رفضهم زيارة شقيقه
ولّد لديه انطباعا بعدم قدرته على رؤية ابنه وبناته لفترة طويلة".
وتعيد حادثة حسن إلى الأذهان، قضية الناشط المصري الأمريكي
والمعتقل السابق بمصر محمد سلطان، الذي كشف خلال لقاء مع برنامج تلفزيوني شهير
عقب إطلاق سراحه ووصوله للولايات المتحدة، عن تعرضه لتعذيب نفسي شديد ومحاولات قام
بها أطباء عسكريون داخل السجن، من أجل دفعه للانتحار بإعطائه شفرات حادة، وإرشادة
لكيفية قطع شرايين يده من أجل انتحار سريع.
وقال سلطان، إن المعتقل حسن أبلغه بمراسلات عن بعد، أن الأمن
المصري "ضربه بشكل مبرح بعد أسابيع من اعتقاله، وتعرض للتعذيب بالصدمات
الكهربائية خاصة في أعضائه التناسلية، بالإضافة لاغتصابة شرجيا مرتين على الأقل، إحداها بعصا خشبية ومرة أخرى من قبل أحد عناصر الأمن".
يذكر أن أكثر 130 معتقلا في سجن العقرب سيئ السمعة، الذي تفرض
عليه إجراءات أمنية مشددة، أضربوا بشكل جماعي عن الطعام منتصف حزيران/يونيو لعدم
السماح لعائلاتهم ومحاميهم من لقائهم، لمدة وصلت إلى 30 شهرا وفقا لبيانات المنظمة العفو
الدولية "أمنستي".
من جانبها، أنكرت السلطات المصرية أنباء تعرض حسن للتعذيب والاغتصاب
والإخفاء القسري. في حين قالت عائلته إن ضباط جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة
سابقا) مارسوا ضغوطا هائلة عليه، وهددوه بأنه لن يطلق سراحه من السجن.
ومنع حسن بحسب مراسلات من الحديث مع مسؤولي السفارة الأمريكية،
الذين زاروه بشكل شهري كما منعوه من إعطائهم صورا لأطفاله.
ووثقت المنظمة الدولية خلال الأشهر الأخيرة، قيام السلطات المصرية
باعتقال مصريين يحملون جنسيات أجنبية، منهم كندي وأسترالي.