هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للكاتبة إيمي ماكينون، تتحدث فيه عن حملة المسلمين الإيغور للاحتجاج عبر منابر التواصل الاجتماعي من خلال رسائل صامتة.
وتقول ماكينون في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، معلقة على شريط فيديو لفتاة بدا كأنه درس في كيفية وضع المكياج، "لكن في اللحظة التي جلست فيها وعلى وجهها بابتسامة عصبية انهمرت الدموع على خديها، وكانت خلفها صورة لرجلين يعتقد أنهما قريبان لها اختفيا في سجون السلطات الصينية في منطقة تشنجيانغ في شمال- غرب الصين، ومع أنها لم تتفوه بكلمة، إلا أن اللقطة التي استمرت 15 ثانية كانت بيانا قويا".
وتشير الكاتبة إلى أن "هذه اللقطة هي جزء من عشرات لقطات الفيديو التي انتشرت على منابر التواصل الاجتماعي، ويظهر فيها أشخاص يقفون صامتين أمام صور أعزاء على قلوبهم اختفوا، وظهرت على (دوين) وهو التطبيق الصيني على الهاتف، وهو الأصل للتطبيق (تك توك)".
وتفيد ماكينون بأنه "في رسالة أخرى هادئة، ترافق الفيديو أغنية (دونميك)، التي تعني باللغة التركية (عودة)، وقال أرسلان هدايت في تغريدة كتبها: (هناك شهادات) تأتي من تشنجيانغ أو تركستان الشرقية، ولا تتحدث بشيء، لكنها مكتوبة على وجوههم، وترسل رسالة إلى العالم الخارجي بأن الاوضاع ليست جيدة)".
وتورد المجلة نقلا عن وزارة الخارجية الأمريكية، قولها إن هناك ما بين 800 ألف إلى مليوني شخص من الإيغور والقزق وبقية الأقليات المسلمة، سجنوا في معسكرات اعتقال في إقليم تشنجيانغ، مشيرة إلى أن الوزارة اعتمدت على تقارير صحافية وحقوقية في تقدير عدد المعتقلين في الإقليم، الذي أصبح مغلقا أمام العالم الخارجي، حيث تقوم السلطات الصينية بتطبيق تقنيات التجسس والتعرف على الوجوه والهواتف النقالة لمتابعة كل حركة للسكان هناك.
وتلفت الكاتبة إلى أن "الإيغور الذين يعيشون خارج الصين لم يفلتوا من ملاحقات السلطات لهم ومحاولات استفزازهم، إلا أن عددا كبيرا منهم خرجوا عن صمتهم وباتوا يتحدثون علنا، ففي شباط/ فبراير، أطلق طبيب إيغوري يعيش في فنلندا هاشتاغ على وسائل التواصل بعنوان (هاشتاغ: أنا أيضا إيغوري)، لمطالبة الصين بتقديم أدلة على أن المختفين في السجون لا يزالون أحياء، فيما تقوم قاعدة بيانات ضحايا تشنجيانغ بجمع شهادات من الأقارب".
وتستدرك ماكينون بأنه "رغم أنه لم يتم التحقق من هذه الأشرطة، إلا أن حقيقة ظهورها على تطبيق موجود في المنطقة، بالإضافة إلى التعليقات التي تشمل عليها تشيران إلى أنها جاءت من المنطقة، ما يجعلها أول فعل للمقاومة ضد معسكرات الاعتقال والوصول إلى العالم الخارجي".
وتنقل المجلة عن الباحث في التاريخ المتخصص في شؤون المنطقة ريان ثام، قوله: "هذه أول مرة نلاحظ فيها أشكال المقاومة تخرج إلى العالم الخارجي منذ بداية الاعتقالات والإدارة الديكتاتورية".
وتنوه الكاتبة إلى أن شركة "بايتدانس" الصينية قامت بإنشاء تطبيقي "دوين" و"تك توك"، وتسمح للمستخدمين بمشاركة مقاطع فيديو مضحكة، مشيرة إلى أن تطبيق "تك توك" وصل في العام الماضي للمرتبة الأولى من بين تطبيقات "أبل" في الولايات المتحدة.
وتذكر ماكينون أن تطبيق "تك توك" على منابر التواصل الاجتماعي ظل بعيدا عن السياسة؛ نظرا لعدم وجود مساحة فيه لكتابة النصوص، ولهذا السبب ظل متوفرا في إقليم تشنجيانغ، الذي يتم التحكم في الاتصالات فيه، مشيرة إلى أن غياب النص أو الصوت يعقد على السلطات مهمة مراقبته، مثل تطبيق "ويتشات"، حيث تضيفه الرقابة لقائمة المواد الممنوعة.
وتفيد الكاتبة بأن التعليقات المرافقة للفيديو تعطي إشارة إلى أنها قادمة من تشنجيانغ، مستدركة بأنه رغم الموضوع إلا أن التعليقات مقصوصة وغير عاطفية، وفي لقطة تحاول امرأة التربيت على وجه رجل في الصورة خلفها، فيما هناك تعليق: "هل زوجك حي؟" وترد: "حي".
وتورد المجلة نقلا عن ثام، قوله: "أكد التعليق أنها قادمة من داخل المنطقة"، مشيرة إلى قول الناشط في حقوق الإنسان في أستراليا أرسلان هدايت، الذي جمع العشرات من لقطات الفيديو ووضعها على "تويتر"، إن الطريقة التي تمت فيها كتابة حروف لهجة الإيغور بالحروف اللاتينية متناسقة مع الطريقة التي يكتب فيها سكان المنطقة.
وتنقل ماكينون عن ثام، قوله إنه مع أن لقطات الفيديو تظهر أن الأشخاص صامتون إلا أنهم عرضة للخطر الكبير، وأضاف: "أي تلميح بعدم الرضا عما يجري كاف لإثارة شك السلطات، وأي شك كاف لإرسالهم إلى المعسكرات".
وتشير الكاتبة إلى أن هدايت لاحظ وجود هذه اللقطات على "فيسبوك" و"تويتر"، حيث يتشارك فيها أصدقاؤه ولهذا قرر تجميعها، لافتة إلى أنه تردد في البداية خوفا من تعريض حياة الأشخاص في الفيديو للخطر، لكنه لاحظ تصميمهم، ولهذا قرر توصيل الرسالة.
وتختم ماكينون مقالها بالإشارة إلى أن هدايت شبه هذه اللقطات برسالة في زجاجة تم وضعها تحت وسم "هاشتاغ نحن نسمعكم".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)