طرح
تعيين
سفير أمريكي جديد إلى
ليبيا ردود فعل وتساؤلات حول دلالة الخطوة وتوقيتها وعلاقتها
بموقف الولايات المتحدة من الأزمة الليبية، وخاصة العدوان الذي يشنه اللواء خليفة
حفتر
على العاصمة "طرابلس" منذ عدة أشهر، وما إذا كانت الخطوة ستغير من هذا الموقف.
وقدم
السفير الأمريكي الجديد لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية
بحكومة الوفاق الوطني الليبية، محمد سيالة للبدء في ممارسة مهمته الدبلوماسية من دولة
تونس.
"تفاوض وحل وسط"
وفي
أول تصريحات له، أكد نورلاند في رسالة وجهها لليبيين أن "بلاده ستشارك بقوة في
الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، من خلال التفاوض
والحل الوسط، وأنه يريد توسيع اتصالاته بين الليبيين كافة، وخاصة الشباب.
وأوضح
السفير الجديد أن "مهمته في ليبيا هي العمل مع الأطراف كافة، من الغرب والشرق والجنوب
لتشكيل دولة موحدة، يمكنها تحقيق الاستقرار والرخاء في أنحاء البلاد كافة".
وجاءت
خطوة تعيين سفير جديد بعد سنتين من اكتفاء واشنطن بتعيين "قائم بالأعمال"
في ليبيا، ليطرح تساؤلات من قبيل: هل تغيرت نظرة واشنطن الدبلوماسية للملف الليبي؟
وما خطوات السفير الجديد؟
"موقف غير واضح"
من جهته،
أكد وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى التويجر أن "تعيين سفير بدلا من قائم بالأعمال
يعني اهتمام الولايات المتحدة بالملف الليبي أكثر، إلا أنه لم يتضح بعد موقف واشنطن
من اعتداء حفتر على طرابلس ورؤيتها لمعالجة الوضع في ليبيا بعد انتهاء الحرب".
وأوضح
في تصريحات لـ"
عربي21" أن "موقف الولايات المتحدة سيتضح بعد دحر العدوان
بشكل كامل، وقيام حكومة الوفاق بتقديم مشروع لبناء الدولة والسيطرة على الوضع الأمني
هناك"، وفق تقديراته.
"قناعة أمريكية"
عضو
البرلمان الليبي والمؤيد لحفتر، جبريل أوحيدة أشار إلى أن "الكل يعلن عن قناعته
بأنه لا حل عسكريا في ليبيا تماشيا مع المنطق الدبلوماسي، وتأتي خطوة تعيين سفير أمريكي
جديد في ليبيا في هذا السياق".
واستدرك
قائلا لـ"
عربي21": "لكن الكثيرين ومنهم أمريكا وصلوا مؤخرا إلى قناعة
بأن الحل في ليبيا لن يكون إلا أمنيا بزوال "المليشيات" وقيام دولة المؤسسات"،
مضيفا: "لكنهم يلعبون على الحبلين".
"تغير ودور محوري"
بدوره
قال المدون الليبي فرج فركاش، إن "ما صدر من حديث وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره
المصري، وما أكدته نائبة المبعوث الأممي، الأمريكية ستيفاني ويليامز في لقائها مع نشطاء
ومسؤولي مصراتة مؤخرا، يوحي بأن هناك تغيرا في الموقف الأمريكي وإدراك استحالة الحسم
العسكري في ليبيا".
وأشار
إلى أن "المعضلة تبقى في آلية الوصول إلى مرحلة المفاوضات؛ هل سيكون قبل أم بعد
وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن "دور واشنطن سيكون محوريا في إقناع حلفائها
من الداعمين للطرفين، بوضع ضغوطات عليهما للجلوس والاتفاق على الآلية والكيفية للوصول
لوقف إطلاق نار دائم".
وتابع
لـ"
عربي21": "في الوقت نفسه يضمن هذا الضغط مصالح هؤلاء الداعمين، وكذلك
حفظ ماء وجه الطرفين خاصة الطرف المعتدي على العاصمة، وهذا الدور يتماشى مع ما يسعى
له المبعوث الأممي، غسان سلامة في الوقت الحالي".
"مرونة واغتنام
الفرصة"
ورأى
الإعلامي الليبي عاطف الأطرش، أن "الملف الليبي بدأ العمل عليه في كواليس السياسة
الأمريكية، وتصريح السفير الجديد يبدو أنه انطلق من النفوذ القوي للولايات المتحدة
على الأطراف الفاعلة في ليبيا المحلية منها والإقليمية".
وأضاف:
"ستكون مهمة السفر الأمريكي الجديد أكثر مرونة من المبعوث الأممي، حيث تسعى تلك
الأطراف إلى كسب ود الولايات المتحدة، بحكم أنها اللاعب رقم واحد في القرار السياسي
الدولي، وعلى الليبيين اغتنام هذه الفرصة التاريخية لرأب الصدع فيما بينهم، من خلال
استغلال هذه المساحة السياسية المتاحة حاليا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، وفق تصريحه
لـ"
عربي21".