هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة الغارديان البريطانيّة مقال رأي للكاتب جاك سومرز تحدث فيه عن تجربته مع النوم بعيدا عن هاتفه الخلوي وكيف أثّر مثل هذا التصرف على جودة حياته.
وقال الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إنّ "إبقاء الهاتف بعيدا عن الفراش خلال ساعات النوم من شأنه أن يساعد على تحسين جودة الحياة. فقد اعتدت على فتح مواقع التواصل الاجتماعي والولوج إلى صفحاتها المختلفة، عندما كنت أواجه صعوبات في النوم. كما أن طبيعة مهنتي كصحفي تجعلني متابعا لجل النقاشات والمحادثات التي تجري في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي حيث أقرأ آخر المستجدّات في عالم السياسة والأخبار، لكنني لم ألاحظ أيّ ارتباط بين الغوص في قراءة الأخبار السلبية وصعوبات النوم".
وأشار الكاتب إلى أنه يتابع التحديثات والمستجدّات من خلال لوحة رقمية صغيرة. وفي الليل، كان يضعها تحت الوسادة ويحاول الخلود إلى النوم، إذ تلعبُ تلك الشاشة الصغيرة دور بوابة جديدة للولوج إلى عوالم أخرى".
وأوضح الكاتب أن سنّ الثلاثين يُعتبر من أصعب فترات العمر حيث يزداد معه حجم المسؤوليات. وكانت العديد من الأفكار تدور في ذهنه ويشعر أن معدل دقات قلبه يرتفع كلّما تساءل عن السبب حول بقائه مستيقظا إلى ساعة متأخرة من الليل. في الأثناء، كان يتصفح رسائل بريده الإلكتروني أو موقع إنستغرام ليتابع أحدث الصور التي ينشرها الآخرون.
وأكدّ الكاتب أن محاولاته للخلود للنوم باءت بالفشل حين كان يُبقي هاتفه بعيدا عنه، ما اضطره إلى تنزيل تطبيق يحتوي على أصوات هادئة ليساعده على الاسترخاء والنوم. وعندما لا ينجح ذلك، كان يرفع الصوت إلى الحدّ الأقصى، ويضع سماعات الرأس في أذنيه.
اقرأ أيضا: دراسة: الأرق يمكن أن يسبب تعطلا لقلبك
وتجدرُ الإشارة إلى أنه في الليلة نفسها التي اقتنى فيها المنبه التقليدي، ترك الهاتف على أريكة غرفة المعيشة، وقضى الليلة متسائلا عن مدى قُدرته على عدم استخدام هاتفه. ومنذ ذلك الحين، أصبح بإمكانه الحصول على قسط جيّد من النوم، إذ أنّ غياب الهاتف ساهم في تهدئة أعصابه.
وأضاف الكاتب أن السباحة الأسبوعية بالنسبة له لم تعد محاولة يائسة لاستنزاف طاقته البدنية للحصول على بضع ساعات من النوم. علاوة على ذلك، تحسّن معدّل مطالعته للكتب حيث أصبح يقرأ كتابًا كلّ أسبوع. وفي الوقت الراهن، أصبحت المجلات منتشرة على فراشي وفوق وسادتي. كما أصبح يحب العثور على تفصيل صغير لا يمكن أن يجده على الإنترنت ليقرأه.
وبيّن الكاتب أنه أصبح يشعر أن المنبه بمثابة صديق يقوم بمهمة بعينها إذ تصبحُ بذلك مهمة الإيقاظ مألوفة وآمنة. ويعتبر مجرد الضغط على الزر الكبير لإسكات المنبه أسهل وأكثر إرضاءً من ذلك الموجود على الهاتف حيث يمنحه شعورا بالسيطرة والاستقرار.
وأفاد الكاتب أنه على الرغم من كل ذلك، ما زال يحب هاتفه. ففي الصباح، يجد ما يستحق المتابعة بعد أن أخذ استراحة طوال الليل. بالإضافة إلى ذلك، تحد متابعة المستجدات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد مُضي ساعات، من حدّة الإحساس بالعزلة.
وفي الختام، أشار الكاتب إلى أن المنبه يساعد على تعلم قبول فكرة أن العالم مستمر، ولا بد من الاستيقاظ ومواصلة عيش يوم جديد في هذا العالم.