نشرت صحيفة "
سفابودنايا براسا" الروسية
تقريرا تحدثت فيه عن ظهور شائعات حول تخطيط الكرملين للإطاحة ببشار الأسد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن هذه الشائعات التي تتمحور حول رغبة الكرملين في الإطاحة
بالرئيس السوري، ظهرت على خلفية اعتقال السلطات السورية لرجل الأعمال السوري رامي
مخلوف، أحد مالكي مجموعة الشام القابضة التي تستثمر في مختلف القطاعات، بما في ذلك
قطاع المالية والطاقة والتجارة والسياحة.
وذكرت الصحيفة أن مجموعة الشام القابضة أسست من
طرف محمد مخلوف، والد رامي مخلوف، الذي عمل بدوره مع حافظ الأسد. وقد وجّه معارضو
الأسد موجة من الانتقادات ضد رامي مخلوف بسبب تورطه في قضايا الفساد، وذلك على إثر
حصول مؤسساته على عقود حكومية لبناء مساكن جديدة في محيط دمشق، في أماكن دمرت في أثناء الحرب بين النظام ومعارضيه.
وفي سنة 2011، فرض الاتحاد الأوروبي
والولايات المتحدة عقوبات على رامي مخلوف بعد أسابيع قليلة من اندلاع الثورة، وذلك بسبب الدعم المالي للنظام السوري، كما جُمدت حساباته الشخصية في
سويسرا. إثر ذلك، صرح مخلوف عن عدم رغبته في مواصلة الأعمال التجارية، وأنه سيكرس
جميع جهوده في سبيل الأعمال الخيرية، ومع ذلك لم تُرفع العقوبات.
وأوردت الصحيفة أن مخلوف أدى دورا مهما خلال
الحرب، على غرار إنشاء جمعية البستان الخيرية. ولكن يبدو أن التأثير المتزايد
لمخلوف بات يثير قلق الرئيس السوري، لذلك وجه الأسد في آب/ أغسطس من السنة الجارية
ضربة قوية ضد مجموعة الشام القابضة، من خلال وضع رامي مخلوف وإخوته إيهاب وإياد
والأب محمد مخلوف قيد الإقامة الجبرية ومصادرة أموالهم. كما وضع مدير عام جمعية
البستان الخيرية، سامر درويش، تحت الإقامة الجبرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المنشورات العربية تزعم
أن موسكو حددت خليفة
بشار الأسد، الذي علم بدوره بأمر محاولة الانقلاب التي يُجهز
لها في قصره عن طريق الجهاز المخابراتي لحزب الله. وقد ألزم الكرملين الأسد بدفع
مبلغ يقدر بحوالي ثلاثة مليارات دولار من الديون المستحقة عليه في وقت قصير، ورأى
الأسد في مخلوف خلاصا له، غير أن الأخير رفض تقديم يد المساعدة له.
وحسب كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية
التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ميخائيل روشين، فإن الإشاعات التي تفيد برغبة
روسيا في الإطاحة بالنظام لا تمت إلى الواقع بصلة، لاسيما أن
سوريا انتصرت على
الإرهاب في ظل قيادة الأسد وحكومته. وأضاف روشين أن تغيير القائد في ظل الظروف
الصعبة وعدم انتهاء الحرب، سيؤدي إلى نشوب فوضى في سوريا، التي حررت نفسها مؤخرا
من تنظيم الدولة.
ونوهت الصحيفة إلى أن بعض الجهات لا ترغب في الأسد
على رأس سوريا، لكن في الوقت الراهن لا يوجد بديل حقيقي له. ولعل هذه الشائعات
ترجع إلى حقيقة أنه في ظل ظروف الاستقرار النسبي للوضع في سوريا، تجمّع خصوم
الرئيس الخفيون وبدؤوا بإطلاق خبر استقالته المحتملة. ولكن تنحي الأسد عن السلطة
لا يخدم مصالح طهران، التي تعتبر الأسد حليفا مخلصا لها منذ توليه السلطة سنة
2000.
ويرى الخبير الروسي روشين أن الهجوم الجوي الذي
نفذته الولايات المتحدة في بداية الشهر الجاري ضد إدلب منتهكة بذلك اتفاقية وقف
إطلاق النار، يفسر استمرار تقاعس تركيا في الدفاع عن المنطقة الواقعة تحت سيطرتها
ومسؤوليتها، ولعل ذلك ما أدى إلى تعرض قاعدة حميميم الروسية إلى هجوم. وفي
المستقبل القريب، ستضطر سوريا وروسيا إلى تعزيز وجودهما في إدلب، والسعي لتوضيح
الخطط الحقيقية لتركيا داخل هذه المحافظة.
اقرأ أيضا: موقع روسي: هذا سبب احتجاز الأسد لمخلوف