هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتهت الجولة الأولى من المفاوضات بين أحزاب الأغلبية الحكومية في المغرب، دون تحقيق شيء يذكر، في وقت تزيد هذه الأحزاب من ضغطها على رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، من أجل إنجاز التعديل الحكومي مع اقتراب موعد افتتاح البرلمان في الأسبوع الثاني من الشهر القادم، تماشيا مع خطاب الملك.
وكان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قد دعا في خطاب بمناسبة الذكرى 20 لجلوسه على العرش، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إلى تعديل حكومي، يشمل ليس فقط الوزراء، بل حتى المناصب الإدارية، في إطار ما سماه الاعتماد على كفاءات جديدة ونخب جديدة قادرة على تحقيق الإقلاع بالمغرب.
نهاية جولة
اكتفى رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، بجولة واحدة من المباحثات الفردية مع زعماء الأحزاب الخمسة المشكلة لحكومته، دون أن يعلن للرأي العام نتائج هذه الجولة.
ولقد اختار رئيس الحكومة منهجية التعامل مع كل حزب على حدة، وهي اللقاءات التي قال عنها قيادي بأحد أحزاب الأغلبية "أنها كانت تهدف إلى طرح الموضوع أولا بشكل رسمي على الأحزاب".
وزاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لـ"عربي21"، أن "هذه المنهجية التي اعتمدها رئيس الحكومة، تعني إحالة ملف التعديل الحكومي المقبل على أحزاب الأغلبية الحكومية، تفاديا لعدم إطالة أمد المفاوضات".
واعتبر المصدر أن اختيار العثماني هذه المنهجية أثار عليها غضب بعض الأحزاب المتحالفة معه، والتي خرجت قياداتها لتهاجم إما البطء وإما تدعو مباشرة إلى تقليل عدد الأحزاب في الحكومة".
ضغط الحلفاء
وهاجم الأمين العام لحزب الحركة الشعبية (مشارك في الحكومة) امحند العنصر، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
اقرأ أيضا: ملك المغرب يدعو رئيس الحكومة لتعديل حكومي يضم كفاءات جديدة
واعتبر امحند العنصر، في تصريحات صحافية، أن "الانتظار هو سمة الوقت الراهن، وأن غياب النقاش الداخلي مرده إلى غياب تفاعل رئيس الحكومة إلى حدود اللحظة".
وسجل أن "العثماني لم يباشر بعد اتصالاته بخصوص الجولة الثانية من المفاوضات، فالأمر كله بيده، هو من يدرك الأجندة وله المعلومات الوافية بهذا الشأن".
نفس الموقف عبر عنه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، الذي أكد للصحافة، أن رئيس الحكومة لم يتواصل معه بخصوص جولة ثانية من المفاوضات إلى حدود اللحظة.
هجوم على الحلفاء
لم يتردد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، في الهجوم على حلفائه في الحكومة، معتبرا أنها ثقيلة عدديا وسياسيا، ما قرئ على أنه استهداف لباقي أحزاب الأغلبية الحكومية.
وأعلن إدريس لشكر في لقاء حزبي، إن حكومة سعد الدين العثماني ثقيلة عدديا وسياسيا، وقال: "نحن في قيادة الاتحاد بعد أن ناقشنا خطاب عيد العرش بمدينة الدار البيضاء في مقر الجريدة وعينا جميعا بالأهمية الكبرى للأفكار والاقتراحات والتوجيهات".
وزاد لشكر: "نحن نتحمل المسؤولية في حصيلة الحكومة لكننا نعتقد أنها ثقيلة عدديا وثقيلة سياسيا".
سجل أن "على رأس هذه الأفكار والاقتراحات، أن الأوضاع العامة والمشاريع الكبرى المطروحة تحتاج إلى كفاءات أكبر".
وحمل مسؤولية نجاح المشاورات على رئيس الحكومة، قائلا: "الذي سيقدم اقتراحات وخلاصات بخصوص التعديل هو العثماني".
ويسود اعتقاد واسع على أن الجولة الثانية من المفاوضات، قد تنطلق بعد 20 من الشهر الجاري، في وقت يذهب مراقبون إلى أن اجتماع المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، المزمع عقده نهاية هذا الأسبوع، ستكون نتائجه بمثابة خارطة طريق التعديل الحكومي المقبل.