هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشير النتائج الأولية إلى أن الانتخابات الرئاسية في تونس تتوجه إلى جولة ثانية للحسم، حيث لم يستطع أي مرشح الحصول على الغالبية من الأصوات لإنهاء الاقتراع من الجولة الأولى.
وتشترط نسبة معينة مطلوبة من الأصوات لحسم السباق من الجولة الأولى، وهي 50 في المئة زائد واحد.
ووفقا لمؤسستي "سيغما كونساي" و"إيمرود" لاستطلاعات الرأي، فقد حل المرشح قيس سعيد أولا بنسبة 19 في المئة من الأصوات، يليه المرشح المعتقل نبيل القروي بـ15 في المئة.
اقرأ أيضا: مؤشرات: "سعيد" و"القروي" للجولة الثانية لرئاسيات تونس
وتبقى هذه النتائج غير رسمية، إذ إن المقرر أن تعلن الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات النتائج الأولية، الثلاثاء المقبل، إذ يمنح القانون الانتخابي الهيئة مهلة 48 ساعة لإعلان النتائج.
موعد الجولة الثانية
ورسميا، في حال الذهاب إلى جولة ثانية، فإن موعدها سيكون في 29 أيلول/ سبتمبر الجاري.
وكانت نسبة المشاركة منخفضة، إذ بلغت وفق هيئة الانتخابات العليا، 45 في المئة، رغم دعوة سابقة للشباب التونسي للخروج والتصويت.
وأجريت الانتخابات قبل الموعد الذي كان مقررا لها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وذلك بعد وفاة أول رئيس تونسي منتخب ديمقراطيا، الباجي قايد السبسي، في تموز/ يوليو الماضي.
كيف تجرى الانتخابات؟
يحتاج أي مرشح للحصول على أغلبية من الأصوات كي يفوز في الانتخابات. وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية في الجولة الأولى، تُجرى جولة ثانية أخرى فاصلة بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات.
ويعين المرشح الفائز لفترة خمس سنوات.
وينص الدستور التونسي على أن الرئيس بيده شؤون الدفاع والسياسة الخارجية والأمن الداخلي. أما رئيس الوزراء، الذي يختاره البرلمان، فهو مسؤول عن باقي الوزارات.
ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
المستقلون والأحزاب
وجاءت النتائج الأولية صادمة، لا سيما أنها أفرزت تقدم المرشحين المستقلين على مرشحي الأحزاب، لا سيما الحزب الحاكم نداء تونس، وحزب النهضة التونسي.
وذهب محللون إلى القول بأن النتائج تدل على تمرد الشعب على النخبة بكل أطيافها التقليدية، موالاة ومعارضة.
"ترسيخ للديمقراطية"
وينظر للانتخابات على نطاق واسع على أنها اختبار لواحدة من أحدث الأنظمة الديمقراطية في العالم، حيث نالت تونس إشادة باعتبارها الدولة الوحيدة من دول "الربيع العربي" التي شهدت ميلاد نظام ديمقراطي.
وفي ما اعتُبر مؤشرا على نجاح التحول الديمقراطي، أُقيمت في وقت سابق من الشهر الجاري أول مناظرة على شاشة التلفزيون بين مرشحين للرئاسة.
لكن الرحلة لم تكن خالية من الصعوبات، ففي الأعوام القليلة الماضية، عانى البلد من مشاكل اقتصادية، خاصة البطالة.
أين الشباب؟
وأفادت التقارير التونسية المحلية، بأن قليلا ممن شاركوا في التصويت كانوا من الشباب.
وصدرت عناوين لمواقع محلية تقول: "أين الشباب؟".
وذهب نشطاء في "تويتر"، إلى القول إن الذهاب إلى جولة ثانية إلى جانب صعوبة تحديد الفائز وخسارة مرشحي الأحزاب، يعني أن الديمقراطية "ترسخت" لدرجة منعت الدولة العميقة من ذلك.
أبرز المرشحين
قيس سعيد، مرشح مستقل يبلغ من العمر 61 عاما، وهو أستاذ جامعي متخصص في مجال القانون الدستوري، ووفقا لنتائج أولية، فإنه يصعد للجولة الثانية بأعلى نسبة حتى الآن.
اقرأ أيضا: قيس سعيّد.. مفاجأة السباق الانتخابي الرئاسي في تونس
نبيل القروي، قطب الإعلام، البالغ من العمر 56 عاما، ويقبع خلف القضبان حاليا، بعد اعتقاله الشهر الماضي بتهمة غسل الأموال والاحتيال الضريبي، وهو ما ينفيه. والقروي وفقا للنتائج الأولية سيصعد للجولة الثانية.
عبد الفتاح مورو، محام تونسي شارك في تأسيس حزب النهضة، الذي تم حظره لعقود قبل ثورة عام 2011. يعد الرجل، البالغ من العمر 71 عاما، أول مرشح رئاسي من حزب النهضة، الذي يعد الآن أكبر حزب في تونس. إلا أنه -كما يبدو وفق نتائج أولية- لن يصعد للجولة الثانية، لكن "النهضة" أكدت أن من المبكر الحديث عن ذلك قبل النتائج الرسمية غدا الثلاثاء.
يوسف الشاهد، رئيس الوزراء الحالي، الذي أصبح أصغر من يتولى هذا المنصب في تاريخ تونس، في عام 2016. ويبلغ من العمر 43 عاما. وانسحب الشاهد من تحالف سياسي وبعد خلافات مع الراحل السبسي ونداء تونس، وأسس حزبه العلماني "تحيا تونس" في وقت سابق من العام الجاري. ولن يصعد للجولة الثانية.
منصف المرزوقي، كان رئيسا انتقاليا لتونس بعد الانتفاضة، ويرغب الآن في تولي منصب الرئيس مرة أخرى. ولكنه لن يتمكن من الصعود للجولة الثانية.
عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع المستقيل، الذي يبلغ من العمر 69 عاما، مرشح نداء تونس الحزب الحاكم. وهو طبيب عسكري درس في فرنسا، وشغل منصب وزير الدفاع مرتين منذ عام 2011. ووفقا لنتائج أولية فإنه لن يصعد أيضا إلى الجولة الثانية.