هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجه وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، الأحد، دعوة إلى دولة مصر بإعادة التعاون الأمني من جديد مقابل التغاضي عما فعلته في دعمها للواء المتقاعد، خليفة حفتر ومن أجل تحقيق الأمن القومي للبلدين.
وقال "باشاغا" إن "مصر دولة جارة ومهمة جدا، ومستعدون لإعادة التعاون الكامل سواء الأمني والاستراتيجي معها، كون أمن مصر من أمن ليبيا، مؤكدا استعداد حكومته وبلاده التغاضي عن التدخلات التي قام بها نظام السيسي في ليبيا، كونه لايمكن تجاهل مصر ومكانتها"، وفق تصريحات تلفزيونية.
احتقان
وشهدت العلاقة بين حكومة الوفاق الليبية والنظام المصري حالة احتقان وتباعد، خاصة بعد زيارة "حفتر" إلى القاهرة ولقاء "السيسي" مرتين خلال استهدافه العاصمة طرابلس، وبعد تأكيدات من قبل النظام المصري على دعمه المستمر لقوات حفتر واعتباره "جيشا شرعيا يحارب الإرهاب".
كما تسببت كلمة السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة بخصوص ليبيا والتي وصف الوضع هناك بأنه بعيد عن العدالة مطالبا بعدالة توزيع الثروة هناك، بردود فعل غاضبة.
لكن تصريحات "باشاغا" جاءت بمثابة "مغازلة" لنظام السيسي، بحسب مراقبون، وهو ما طرح تساؤلات حول مدى احتمالية تعاطي القاهرة معها.
تطمينات ونفوذ مصري
ورأى الكاتب والمدون الليبي فرج فركاش أن "تصريحات باشاغا تأتي في سياق إعطاء تطمينات لمصر لمرحلة ما بعد حفتر، وهذا غير وارد حاليا، لكن مع استمرار وجود حفتر في المشهد فعلى مصر استخدام نفوذها وثقلها لجمع مجلس النواب للمساهمة في توحيد البلاد سياسيا".
وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "عليها أيضا الابتعاد عن مشروعات لن يكتب لها النجاح وفتح قنوات مع مجلس الدولة في الغرب الليبي وربما السعي بجدية لإحياء ملف توحيد المؤسسة العسكرية وإعادة زرع الثقة بين الأطراف المتخاصمة"، وفق تقديراته.
وتابع: "العلاقات الجيدة مع ليبيا ككيان موحد سياسيا ومؤسساتيا سينعكس بصورة إيجابية على استقرار مصر داخليا واقتصاديا خاصة مع توفر فرص إعادة الإعمار والعمالة الأجنبية في ليبيا، وفي الأمد البعيد ستكون ليبيا أقرب رافد لمصر من بعض الدول الخليجية التي نرى لها تأثير في السياسة الخارجية المصرية"، كما قال.
"دور سلبي"
المحلل السياسي الليبي، إسماعيل المحيشي أشار إلى أن "النظام المصري قام بدور سلبي في المشهد السياسي الليبي، ويتحمل كل ما حدث في ليبيا باعتباره طرفا في الصراع، لكن مع كل ما حدث تظل أهمية هذه الدولة الجارة في تحقيق الاستقرار في ليبيا وذلك سيخدم مصر سياسيا واقتصاديا بحكم الجوار والمصالح".
وبخصوص تصريحات "باشاغا"، قال المحيشي لـ"عربي21"، إنها "قد تكون رسالة من حكومة الوفاق للدولة المصرية حتى يكون هناك مسلك أو فتح طريق مع الجانب المصري في حالة توفر تغيرات محلية وإقليمية ودولية في الاتجاه الإيجابي لدعم الاستقرار في ليبيا"، حسب رأيه.
"توجه صحيح"
الناشطة نور عمر قالت لـ"عربي21"، إنه "في عالم اللعبة السياسية ومن أجل المصالح يتم عادة التخلى عن بعض القيم والمبادئ، ومصلحة "مصر" حاليا مع حكومة الوفاق والتي لم تنجح في تقوية العلاقات مع الحكومة المصرية وبغض النظر عن "السيسي" وما يفعله".
وأضافت: "ولو تعامل السراج بالطريقة الصحيحة مع مصر كان يمكنه قطع الطريق على حفتر والذي لن تستفيد منه مصر كونه مجرد "قاطع طريق"، وكان يمكنه تفعيل الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية وجلب ما يقارب من مليون عامل مصري، لو حصل كل هذا لترك السيسي التوجه إلى الخليج واتجه إلى ليبيا، وإعادة التعاون هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء الحرب فى ليبيا"، وفق تصريحاتها.