هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لفتت
صحيفة عبرية إلى خطورة تمحور العلاقات المشتركة بين "إسرائيل" والأردن في التعاون الأمني، محذرة من تجاهل الملفات الأخرى المتعلقة بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية.
ونوهت
صحيفة "هآرتس"، في مقال نشرته للكاتب نوعا لنداو، وترجمته
"عربي21" أن التعاون الأمني السري بين الجانبين يمر بمرحلة ازدهار، في
ذات الوقت الذي تهمل فيه العديد من المشاريع المدنية.
واستدلت
على ذلك بقولها: "بعد مرور 25 سنة على التوقيع على اتفاق السلام مع الأردن يراوح
مشروع جسر "بوابة الأردن" المهمل الذي كان يجب استخدامه كمنطقة صناعية
مشتركة بين الجانبين مكانه منذ ذلك الحين، رغم أن وزير التعاون الإقليمي تساحي
هنغبي دشنه مؤخرا بصورة احتفالية".
وأوضحت
أن "تطور هذه القضية يلقي الضوء على مشكلة معروفة، وهي أنه في إسرائيل، توجد
أموال، واهتمام بالحروب والاحتياجات الأمنية، واهتمام أقل بالسلام".
وأضافت:
"قضية "بوابة الأردن" لا تعتبر شيئا بالنسبة لخيبة الأمل التي مع
عمان، فهناك ضمن أمور أخرى تراجع وعود رافقت اتفاق السلام مثل: إقامة مطار مشترك،
وقناة البحرين".
اقرأ أيضا: معاريف: ماذا خلف "ابتزاز الأردن" للسائح الإسرائيلي؟
وتابعت
حديثها: "خلال سنوات وعدوا بأنه سيتم نقل المياه إلى الأردن من إسرائيل، وفي
هذه الأوقات يزداد الجفاف الشديد في الدولة الفقيرة ويتعاظم فقط، والثقة بإسرائيل
حول هذا الأمر آخذة في الزوال".
وقالت
إن "الإحباط الأردني من سلوك تل أبيب، تجلى بإعلان الملك عبد الله، في شهر
كانون الأول/ديسمبر 2018، أنه لن يجدد اتفاق المناطق في سوفر ونهرايم (الباقورة والغمر)".
وكشفت
أنه "تجري مفاوضات سرية حول ترتيبات وصول الإسرائيليين إلى الباقورة والغمر
حتى بعد انتهاء سريان الاتفاق، وهكذا ربما سيواصلون العمل هناك تحت السيادة
الأردنية".
وعددت
الصحيفة، العديد من "العوامل التي تعيق السلام مع الأردن منها: التركيز على
المجال الأمني-السري بدلا من العلاقات العلنية، والتباطؤ في تنفيذ مشاريع مدنية
مشتركة، والجمود السياسي بين إسرائيل والفلسطينيين والإعلان عن نية ضم غور الأردن،
إضافة إلى أن الرأي العام في الأردن ضد سياسة إسرائيل في المناطق".
ونبهت
إلى وجود تآكل في مكانة العائلة المالكة الأردنية في منطقة الحرم القدسي على إثر حادثة
إطلاق النار من قبل الحارس الإسرائيلي في السفارة الإسرائيلية والتي أدت لقتل
مواطنين أردنيين على يد الحارس.
وبالإشارة
إلى الفجوة الظاهرة في العلاقات العلنية والسرية بين عمان و"تل أبيب"، قالت الصحيفة: "معظم الأشخاص المطلعين على ما يجري الآن من وراء
الكواليس، يوافقون على أن التعاون الأمني الاستخباري، الذي بدأ سرا إلى ما قبل
التوقيع على اتفاق السلام، تحسن وتطور جدا مع مرور السنين ووضعه جيد".
وأشارت
إلى أن "الحدود الطويلة مع الأردن تعتبر آمنة نسبيا، وأذرع الأمن المختلفة
توجد في علاقة وثيقة فيما بينها، وهناك تنسيق تكتيكي واستراتيجي بارز"،
مضيفة أنه "بما يشبه العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر، أيضا في محور عمان–تل أبيب يفضلون التعاون الهادئ بين السلطات المسؤولة عن الأجهزة الأمنية".
أما
في المجال الاجتماعي والاقتصادي، فالعلاقات "بعيدة المدى، ومعظم المشاريع
عالقة، ويبدو أنه لا يستثمر فيها ما يكفي من المبادرات الإبداعية والموارد لتحسين
الوضع"، بحسب الصحيفة التي بينت أن "الأمر الشاذ في هذا المجال، هو
مشروع تشغيل العمال الأردنيين في فنادق إيلات".
وبحسب
العديد من أصحاب الرأي، فإن هذا الوضع يوجد نظرية "البيضة والدجاجة" في
العلاقات، فكلما "تدهور الرأي العام الأردني تجاه إسرائيل، صعب أكثر الدفع
قدما بمشاريع دولية مشتركة، كان يمكنها تحسين العلاقات المدنية".
وأكدت
الصحيفة، أن "الاعتماد الحصري للعلاقات السرية على السلطات وغياب الاستثمار
في "القوة الناعمة" المدنية، يمكن أن يضر؛ في حال استبدال القيادة ذات
يوم".