هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "كتابا جديدا صدر للتو يتناول أزمة القيادة في إسرائيل بعنوان "مطلوب قائد"، يجري مقارنة بين رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو وسابقيه من رؤساء الحكومات الإسرائيلية، الأمر الذي لا يروق له كثيرا".
وتساءل راتيغ غور في مقاله على موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21": "هل يمكن لإسرائيل أن تعود إلى عصر الزعماء الملائمين، وهو ما يجيب عليه المؤلفان دينيس روس المبعوث الأمريكي السابق لعملية السلام، وديفيد ماكوفيسكي الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في الكتاب الذي يجري تشريحا لكيفية اتخاذ القرار داخل إسرائيل".
وأوضح أن "الكتاب يزدحم بتفاصيل تاريخية وسياسية عن إسرائيل، ويتناول السير الذاتية لأربعة من كبار رؤساء الحكومات الإسرائيلية السابقة، ممن سجلوا إنجازات كبيرة في تاريخ الدولة من جهة، واستطاعوا اتخاذ قرارات تاريخية، ما زالت بصماتها ماثلة حتى هذه اللحظة".
يبدأ الكتاب بـ"ديفيد بن غوريون، الذي اتخذ قرار الإعلان عن إنشاء إسرائيل في نهاية مرحلة الانتداب البريطاني، رغم التطورات التي أتبعت ذلك القرار من عزلة دبلوماسية واستراتيجية في أوائل عهد اسرائيل، ووجود تقديرات شبه مؤكدة عن نوايا الجيوش العربية لاجتياح الأراضي الفلسطينية خلال وقت قصير".
وينتقل المؤلفان إلى "مناحيم بيغن الذي تنازل عن بعض الأراضي المحتلة، وتفكيك المستوطنات، من أجل التوصل إلى سلام مع مصر، رغم القطيعة التي لقيها من رفاقه في معسكر اليمين الإسرائيلي، أما إسحاق رابين فقد عبر عن الحاجة الماسة إلى عملية السلام مع الفلسطينيين، انطلاقا من قناعته بعدم التفوق الأخلاقي للاحتلال، واعتقاده بأن السياسة الفلسطينية السائدة آنذاك تستطيع تقدير الانسحاب الإسرائيلي باتفاق سلام".
اقرأ أيضا: هآرتس: مفاجأتان استراتيجيتان دفعتا لانهيار سياسة نتنياهو
ويصل الكتاب أخيراً إلى "أريئيل شارون، بطل الاستيطان الإسرائيلي خلال عقود طويلة، الذي لم يخف لحظة واحدة، بعد أن قرر الانسحاب من غزة في محاولة للانفصال الإسرائيلي عن الفلسطينيين بعد انهيار عملية السلام".
وينتقل الكتاب للحديث عن "الانتخابات المصيرية لإسرائيل، واعتبر أنها تضع الدولة على مفترق طرق، وعلى إسرائيل أن تقرر حينها بشأن مستقبل الاستيطان في الضفة الغربية، وتحديد الحدود الجغرافية الفاصلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإلا فإن الجانبين سيكونان أمام سيناريوهات كابوسية لعدة أجيال قادمة، ومن المتوقع أن يشرعا بخوض عدد يبدأ ولا ينتهي من المواجهات الدامية".
وختم بالقول إن "غياب الزعيم الإسرائيلي الحقيقي ساهم في اختفاء حل الدولتين، دون بديل جاهز، مما يتطلب من إسرائيل البحث عن زعيم يستلهم تجارب آخرين باتخاذ قرارات مصيرية للمحافظة على خيار الدولتين للشعبين، لأن وجود قائد إسرائيلي شجاع يستطيع الانسحاب من الضفة العربية، ولأنها المصلحة الإسرائيلية الأهم على المدى البعيد، ولأن إسرائيل القوية عسكريا لن تكون محصنة من خطر الدولة ثنائية القومية".