أفكَار

بعد انتخابات تونس.. الجزائر تبحث عن "قيسها"

الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد أعلن أن الجزائر هي أولى وجهاته الخارجية  (أنترنت)
الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد أعلن أن الجزائر هي أولى وجهاته الخارجية (أنترنت)

لا يمكن حصر التأثيرات الهائلة التي أحدثها انتخاب أستاذ القانون الدستوري في الجامعات التونسية قيس سعيد رئيسا لتونس على الجزائر والجزائريين وتحديدا من الناحيتين السياسية والفكرية، خاصة أن انتخابات تونس الرئاسية، جاءت في وقت مازال الحراك الشعبي الجزائري المطالب بالانتقال الديمقراطي مستمرا، وفي ظل وقت متقارب مع انتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة في 12 كانون أول (ديسمبر) المقبل، إلى درجة تحول فيها قيس سعيد إلى أيقونة وبرنامج انتخابي وسند فكري في جل الحركية التي تعرفها الجزائر حاليا، في سبيل أن "يسترشد" بهذا النموذج نحو تحقيق حلم أول رئيس جزائري منتخب بطريقة ديمقراطية لا لبس فيها.

من الناحية الفكرية، أعطى فوز قيس سعيد أملا زاخرا للقوميين العرب في الجزائر لكي يأملوا ويترشحوا، وقد كانوا من قبل منزوين لا يأملون شيئا، وحرك عشرات الأساتذة الجامعيين والدكاترة من الذين رأوا في أنفسهم قيسا جديدا لكي يترشحوا لأعلى منصب في الدولة (تجاوز عدد الراغبين في الترشح 130 لحد الآن )، لتواكب بذلك قرار سلطة الانتخابات، فرض الشهادة الجامعية على المترشحين لقبول ترشيحاتهم، بينما كان الترشح للمنصب من قبل متاحا للجميع، بمن فيهم الأميون، الأمر الذي جعل التجارب الانتخابية السابقة حافلة بنماذج من المجانين والمتخلفين عقليا، وقد طمعوا جميعهم في حكم الجزائر.

 



ليس هذا وحسب، إن زخما هائلا يتحرك حاليا بين عدد كبير من الراغبين في الترشح للرئاسة الجزائرية، يتمثلون برنامج قيس سعيد الذي لا برنامج له، غير الاصطفاف مع الشعب، مع خلفيات فكرية متقاربة للغاية، تؤمن في مجملها بالعروبة وحلم بناء المغرب العربي الكبير، وتؤمن بمركزية القضية الفلسطينية ومعاداة إسرائيل ورفض التبعية للمستعمر القديم فرنسا.

الجزائر وتونس قصة قديمة:

قصة الجزائر مع تونس وقصة تونس مع الجزائر قديمة وقوية، وحجم التأثير والتأثر كبيرٌ إلى درجة يكاد البلدان يكونان بلدا واحدا في الوجدان الشعبي المشترك، ولقد أدى جامع الزيتونة دور الركيزة الفكرية في إخراج نخب فكرية وثقافية ودينية تقريبا واحدة في البلدين، مهدت أولا للمقاومة الفكرية والثقافية ضد منظومة إلحاقية تسعى لمحو دين المنطقة ولغتها وتاريخها، لتكون بعدها تونس هي القاعدة الخلفية لاحتضان الثورة الجزائرية المسلحة ضد المستعمر الفرنسي، ورغم بعض الانحرافات الشخصية التي مارسها بورقيبة في محاولته وقف الثورة بضغط أجنبي، إلا أن الشعب التونسي برمته وقف إلى جانب إخوانه الجزائريين تسليحا وتمويلا، وجعل من المناطق الحدودية مع الجزائر مراكز متقدمة للثورة، حتى انتقمت فرنسا من التونسيين في مجزرة ساقية سيدي يوسف (8 شباط/فبراير 1958) ليمتزج الدم التونسي بالدم الجزائري في ملحمة ما زالت آثارها إلى اليوم. 

 



بعد الاستقلال، ورغم بقاء تأثير البورقيبية على المشهد، بتوجهها الغربي الرأسمالي، في مقابل المنظومة الفكرية والأيديولوجية للدولة الوليدة في الجزائر، ذات الطابع الاشتراكي التقدمي، إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمام الشعبين لترسيخ عرى المحبة المستدامة، إلى أن حدث الزلزال الكبير الذي غير المشهد في البلدين، فقد انقلب زين العابدين بن علي على بورقيبة المريض في تشرين الثاني / نوفمبر 1987، قبل ان تندلع في الجزائر بعدها بسنة واحدة تقريبا أحداث الخامس من تشرين أول / أكتوبر 1988، لتدخل بعدها هذه الأخيرة تجربة التعددية الحزبية وحرية التعبير، الأمر الذي أحدث انزعاجا كبيرا لدى منظومة حكم بن علي البوليسية، خاصة في ما تعلق باعتماد حزب إسلامي راديكالي من نوع الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وتأثيرات ذلك على الوضع في تونس، وعلى قوة انتشار حركة "النهضة" التي كانت تواجه حينها حملات التضييق والاعتقال، وقد أدى رفض الرئيس الشاذلي بن جديد الطلبات المتكررة من نظام بن علي لتسليم زعيم "النهضة" راشد الغنوشي الذي كان يقيم بالجزائر إلى جانب عدد كبير من كوادر الحركة، إلى توتر في العلاقات، قبل أن يقع انقلاب كانون ثاني (يناير) 1992 بالجزائر، لتتلاقى مصالح النظامين وقتها، في مطاردة الأحرار، وممارسة القمع والتعاون على ما بات يسمى وقتها محاربة الإرهاب.  

 



ومثلما فعل "البوعزيزي" فعلته في الجسد العربي، حين أشعل في جسده نيران القهر والغضب ذات جمعة من 17 كانون أول (ديسمبر) 2010، ليشعل معها ثورات شعبية هائلة في مصر (25 كانون ثاني / يناير 2011)، واليمن (27 كانون ثاني / يناير 2011)، ثم ليبيا (17 شباط / فبراير 2011)، والمغرب (20 شباط / فبراير 2011)، وسوريا (15 آذار / مارس 2011)، كان الحريق قد امتد إلى طرفي ثياب الدولة الجارة في الغرب، حيث اندلع ما سمي بأحداث الزيت والسكر التي أدت إلى اضطرابات واسعة في كامل التراب الجزائري، اختلطت فيها مطالب تحسين ظروف المعيشة بمطالب الإصلاح السياسي، قبل أن يتفرغ شباب الجزائر المتأثرون بالبوعزيزي إلى إبداع ألف طريقة وطريقة في حرق أنفسهم؛ احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشونها، فكان أن سقط ما لا يقل عن عشرة من الشباب بهذه الطريقة المؤلمة في الاحتجاج، ومع ذلك لم يتأثر نظام بوتفليقة الذي استغل حالة البحبوحة المالية للبلد بسبب ارتفاع أسعار البترول، لشراء السلم الاجتماعي عبر توزيع الريوع في شكل رشى مجتمعية مختلفة.

غير أن تلك الأحداث التي أدت إلى اضطرار نظام بوتفليقة إلى رفع حالة الطوارئ التي ظلت مفروضة على البلد لأكثر من عقدين من الزمن في 22 شباط (فبراير) 2011، ساهمت في التمهيد لكل الأحداث الجسيمة التي عرفتها الجزائر فيما بعد بما فيها ثورة الـ 22 شباط / فبراير 2019 الأخيرة، ما يؤكد أن حالة التأثير والتأـثر بين البلدين لم تتوقف أبدا.

الخلفيات الفكرية: مثقفون وكتاب يحللون 

منذ الإعلان عن فوز قيس سعيد بالدور الأول من الانتخابات الرئاسية في تونس، لم يتوقف السجال السياسي والفكري حول هذا الحدث المهم بين الكتاب والمثقفين وأصحاب الرأي في الجزائر، بل إنه تحول إلى محور نقاش الطبقة المثقفة، التي كأنها تكتشف نفسها لأول مرة، عندما انتبهت إلى أنه بإمكانها هي أيضا أن تشارك الحكم، وأن تقدم البديل وأن تخرج من دائرة الاتكالية والسلبية التي عرفت بها سابقا، جراء الاعتقاد الفاسد أن السياسة والحكم لا يتوافقان مع المفكر والمثقف، وأنها لعبة خاصة بين العسكر وطبقة المال الفاسد.

 



من ذلك ما كتبه الدكتور سليم قلالة في الشروق الجزائرية أن: "قيس سعيد أقنعني بإدراكه العميق لطبيعة الديمقراطية والصراع الفكري السائد، من خلال تمييزه الواضح بين حرية الفكر وحرية التعبير، وتجاوزه تلك المفاهيم البالية حول الدولة والنظام السياسي والعدالة الاجتماعية، معتمدا في كل ذلك على الله تعالى أولا، وعلى قدرة القاعدة الشعبية من الشباب على الإبداع والابتكار لبناء الدولة الجديدة".
 
وفي مقال أخر يكتب أيضا: "أصبح لزاما علينا تجاوز الصعوبات التي نعرف، لنكون خير عون لهذا البلد الشقيق، خاصة أن رئيسهم المنتَخب لم يخفِ حبه للجزائر ولم يتردد في القول إننا شعبٌ واحد في دولتين، ثم زاد ووعد أنها ستكون أول بلد يتجه إليه خارج الديار". 

وأضاف: "وأكاد أجزم أنه ليس لنا اليوم خيارٌ آخر إلا أن نكون خير سَندٍ لهذا الشعب الشقيق لِنَرُصَّ صفوف بعضنا البعض، ونُقيم الجدار المتين الذي تتكئ عليه الشقيقة ليبيا بعد فترة وجيزة، وندعم أواصر الأخوّة مع الشقيقتين المغرب وموريتانيا. لعلنا نُحيي الأمل في تحقيق الهدف الثاني من أهداف بيان ثورة تشرين الأول (نوفمبر) 1954 على الصعيد الخارجي، أي “تحقيق وحدة شمال أفريقيا في إطارها الطبيعي العربي الإسلامي".

أما الكاتب والأستاذ الجامعي محمد بوالروايح فيقول، "إن القدرة على صناعة الأفكار تمنح صاحبها القدرة على صناعة القرار وهذه الشروط كلها متوفرة في قيس سعيد، ويمكن أن تتوفر في أي رجل معرفة بشرط تحقيق العدل بين المترشحين وهو ما لم يتحقق بالصورة الكافية، لأن فكرة معاداة العلمي واتهامه بالعجز عن ممارسة السياسة وإدارة الدولة، ما تزال قائمة وما تزال بموجبها مقولة أحمد زويل قائمة أيضا؛ “إن الغربيين ليسوا عظماء ونحن أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل".

وأضاف في المقال نفسه: "لقد نجح قيس سعيد الذي لا ينتمي إلى أي حزب سياسي ولا يملك واجهة سياسية ولا يملك دعما من أي جهة، لأنه بالمختصر رمى بأفكاره إلى الشارع فاحتضنها الشعب، وهكذا يجب أن يفعل كل الجامعيين والمثقفين الذين يطمحون إلى الريادة التي حققها قيس سعيد، وأما بقاؤهم في المدرَّجات المكيفة والمخابر الزجاجية المغلقة، فسيدعهم غرباء عن مجتمعهم وستستمرّ غربتهم إلى أن يعلنوا توبتهم ورجوعهم إلى حضن المجتمع".

وضمن هذا التفاعل الفكري والحضاري المشترك، كتب الشاعر التونسي الحضري المحمودي قصيدة بعث بها إلى أحد المترشحين للرئاسة الجزائرية، ومما جاء فيها:

 



أخبرْ شبابَ الوَعْيِ أنْ لا فُرْصة
مثْل التي سنَحَتْ وقُلْ لا تُهْدِرُوا

قَبِّلْ شُيوخَ العِزِّ بيْن عيُونِهم
وامْدَحْ مآثِرَهمْ فهُمْ مَنْ سطَّرُوا

قلْ للبرَانِيسِ التي الْتَحَفُوا بها
أنَّ ابْنَ بَاديسَ المُعلِّمَ يشْكُرُ

واكْتُبْ على الأوْرَاسِ أبْلغَ جُملةٍ
تُحْيِي الرّميمَ لِمنْ سعَوْا فتَحرَّرُوا :

"ما خابَ مَنْ جعلَ الجزائرَ عُهْدةً
يَبْغِي يُحرِّرُها وذاكَ الأجْدَرُ "

لا يمكن استنساخ التجربة التونسية في الجزائر

غير أن هذا التماهي، وهذا التأثر، لم يدفع طبقة واسعة من المثقفين الجزائريين، لرسم خطوط فاصلة بين التجربتين، وتبيان الاختلافات الجوهرية بينهما، ومن ذلك أن الجزائر كانت السباقة في مجال الحريات والديمقراطية، وطرح البدائل وانتخاب الشرفاء والمثقفين (نموذج الانتخابات البرلمانية نهاية العام 1991)، قبل حوالي الثلاثة عقود من الزمن، عندما كانت تونس ترزح تحت الحكم الدكتاتوري بينما تتنفس الجزائر حرية وإبداعا، وإن تم وأد التجربة فيما بعد بانقلاب دموي.

 



ولا يعتقد الكاتب والأستاذ الجامعي معمر حبار أنّه سيكون هناك تأثير على الجزائر بعد فوز قيس سعيد،  باعتبار الجزائر سبقت تونس في السعي نحو العملية الانتخابية في مرحلتين، مشيرا إلى أن الجزائر تمتلك تجربتها الخاصّة بها، التي تفتخر بها ويتابعها باهتمام غيرها ولا يمكن ـ لحدّ الآن ـ أن تتبع التجربة التونسية لعدّة فوارق كالمساحة وعدد السكان والتجاذب والاختلافات والرموز والموارد والشخصيات والجيش والتعليم والمرأة، ووسائل الإعلام والمرجعية والسّاسة والمال ورجال المال، وعدد المترشحين ودرجة الوعي والحدود وأهمية التعليم ومكانة الثقافة والمشاريع والماضي والاقتصاد، وغيرها من النقاط التي تجعل من الجزائري يعجب بالتجربة التونسية ويتمنى ويسعى للمحافظة عليها، لكنّه لا يتأثّر بها للفارق الشّاسع.

ويوضح معمر حبار موقفه لـ "عربي21" أن الظروف الحالية في الجزائر لا تسمح بتكرار تجربة قيس السعيد على أهميتها، والسّبب في ـ تقديره ـ راجع للاختلافات التي ذكرناها، لأنّ هناك فارقا كبيرا وكبيرا جدّا، وفي نقاط كثيرة وكثيرة جدّا بين تونس والجزائر، مشيرا إلى أن الجزائر ستنجح في انتخابات 12 كانون أول (ديسمبر) 2019، لكن وفق المنظور الجزائري والظروف الجزائرية أي بإيجابياتها وسلبياتها لكنّها لن تكون نسخة لتجربة تونس.

وخلص معمر حبار إلى أنه قرأ لمحامين وأساتذة جامعيين جزائريين ينطلقون من المحامي والأستاذ الجامعي قيس سعيد الفائز بالانتخابات التونسية، ويطالبون ويمارسون ضغوطا على أن يكون الرئيس الجزائري القادم محاميا وأستاذا جامعيا، موضحا أن "هذه تبعية مذمومة ممقوتة والرئيس الجزائري لا يكون نسخة لغيره، وقد تكون الوظيفة والرتبة العلمية إحدى العناصر المؤثّرة، لكن لا يمكن الجزم أنّها دوما الفاصلة والحاسمة. ولكلّ مجتمع يختار ما يناسبه من معايير يراها مناسبة في الرئيس الذي سيختاره والجزائر لها كفاءات في كلّ مجال، ولها متنافسون في كلّ الميادين، ومن الظلم أن تحصر الرئاسة الجزائرية وهي أعلى الهرم في ميزة أو ميزتين".

أما الإعلامي الجزائري المهتم بالشأن التونسي عثمان لحياني، فيؤكد بدوره أنه "لا يعتقد مطلقا بإمكانية تكرار ظاهرة قيس سعيد في الجزائر، فالبيئة السياسية والنظام الانتخابي والقواعد التي تحكم المجتمع السياسي لا تسمح بذلك في الوقت الحالي، لأن قيس سعيد يأتي ضمن سياق الظاهرة الماكرونية وتتعلق بعبور مرشحين مغمورين على جثث ماكينات وأحزاب تقليدية وتاريخية، لكن هذا يتطلب أساسا وجود نظام انتخابي شفاف وإمكانية للانتظام الشعبي، وهاتان القاعدتان توجدان في دول مساحة الديمقراطية فيها أوسع كفرنسا أو تجربة مكتملة كتونس، وهذه الظروف غير متوفرة في الجزائر تماما؛ لأن النظام يمارس سياسية تقطير الديمقراطية حسب الحاجة والظرف وليس كمشروع مكتمل".

 



ومع ذلك يعترف عثمان لحياني في حديثه لـ "عربي21" بوجود تأثير لفوز قيس سعيد على الجزائر، لأن هناك تقاسما بين الجزائريين والتونسين للطموح الديمقراطي، لكن هناك أيضا خيبة من قبل الجزائريبن في العلاقة بالتجربة التونسية، لأن الجزائريين يعتبرون أنه كان يمكن أن يكونوا السباقين إلى الانتقال الديمقراطي قبل التونسيين، وهذا سر اهتمام الجزائريين بالانتخابات في تونس، وربما يحفزهم على البحث عن قيس سعيد الجزائري، لكن بروفايل قيس سعيد غير موجود الآن في الساحة الجزائرية، لكني لا أعتقد أنه سيؤثر على صعيد النتائج وتوجهات الناخب؛ لأن الناخب الجزائري مازال كلاسيكيا في سلوكه الانتخابي ويأخذه الازدحام في الاصطفاف الأيديولوجي، بينما الاصطفاف في تونس مرتبط بقاعدة الثورة والمنظومة.

هل تعثر الجزائر على قيسها؟

رغم اختلاف التجربة والظروف والتكوين السياسي والشروط الموضوعية الأخرى بين التجربتين التونسية والجزائرية، الا أن النوستالجيا الحاصلة اليوم في الجزائر، في مفهوم البحث عن قيس سعيد الجزائري، لا تعني الاستنساخ الذي يستوجب الانبهار، بقدر ما تعني الرغبة في التغيير وانتصار الديمقراطية بغض النظر عن طبيعة الشخص الذي سيصل إلى قصر المرادية .

الأمر بالنسبة للجزائريين، وكأنه علاقة حب منذ العصر الجاهلي مع المدعوة "الديمقراطية"، لذلك فهم يستشعرون قيسا ومعه ليلى يدا بيد يؤديان واجبهما الانتخابي، على ألا تنتكس أصواتهما في لعبة "العواذل" المزورين.

سيكون أمرا جيدا لو تمكنت الجزائر من انتخاب رئيس لها في الموعد المحدد بعد أقل من شهرين من الآن، وليس مهما أن يكون اسمه قيسا أو له شكل قيس، إنما الآليات الديمقراطية التي ستجيء به هي المحدد لكي تسجل البلد اسمه رئيسها في المرتبة الثالثة عربيا، بعد محمد مرسي، وقيس سعيد، ضمن قائمة الشرف الديمقراطية.

 


لطالما أثرت تونس في الجزائر وتأثرت بها، ويكفي أن هبة الشعب الجزائري لإنقاذ السياحة التونسية بعد هجوم متحف باردو في آذار (مارس) 2015 لم تكن بحاجة إلى قرار دولة بقدر ما كان قرارا شعبيا تحرك عفويا بالملايين لدعم إخوانه، كذلك سيكون لرياح الديمقراطية التي تهب الآن من الشرق، أن تنزل بعض الغيث في الجزائر، هذه الأرض الطيبة، التي دفعت ثقيلا جدا ضريبة الحرية والديمقراطية، وما تزال تنتظر خراج السماء.

وغدا سنرى شكل الرئيس الجزائري الجديد ونسمع صوته، ونرى طوله ونلمس فكره، عندما يقف إلى جانب شقيقه التونسي قيس سعيد، ونرجو أن يفخر بهما الشعبان في تونس والجزائر معا.

التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الجمعة، 18-10-2019 05:55 م
الجزائر تعاني من حثالة تتحكم في الجزائر بقوة السلاح و قايد صالح احد اوجه الشر و ابرزهم ، لا مقارنة بين تونس الشقيقة التي انتصر شعبها ضد كل المؤامرات الخارجية بدعم و تواطأ داخلي و اقصد الامارات و اذناب نظام بن علي و الشعب التونسي اليوم فخور بثورته و يمكن القول ان استعاد زمام المبادرة و حقق نقلة نوعية في الانتخابات الاخيرة و اتمنى يوما ما ان يرحل العسكر الاوباش من بلدي الجزائري و يصبح المدني الحاكم مراقبا من كل السلطات و تتحقق التنمية المنشودة و لكن سر النجاح يكمن في بقاء الجيش بعيدا عن السياسة