هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استبعد خبراء، مشاركة "القائمة العربية المشتركة" في حكومة إسرائيلية جديدة، معتبرين ذلك بمثابة تجاوز للخطوط الحمراء في السياسة الفلسطينية، في حين تتوحد جميع القوى السياسية الإسرائيلية ضد العرب.
تطور إيجابي
وبعد فشل رئيس وزراء الاحتلال المكلف بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة، أعرب رئيس حزب "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس، قبيل تسلمه كتاب التكليف بتشكيل الحكومة من رئيس الاحتلال رؤوفين ريفلين، عن تفاؤله، لافتا إلى أنه سيوجه الدعوة للقائمة العربية، للمشاركة في المفاوضات الائتلافية، بحسب قناة "كان" الرسمية العبرية.
وأكد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، أسامة السعدي، أن إعادة نتنياهو تفويض تشكيل الحكومة للرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، هو "تطور مهم جدا وإيجابي للغاية، وضربة لا يستهان بها لنتنياهو".
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن "القائمة رفعت شعار، إسقاط نتنياهو في هذه الانتخابات، وفشله للمرة الثانية في تشكيل الحكومة، يضعف موقفه ويضعضع مكانته كسياسي بارع ومراوغ من الدرجة الأولى"، مؤكدا عزم القائمة العربية التي تعتبر القوة الثالثة في الكنيست، على "الاستمرار حتى إنهاء فترة حكم نتنياهو السوداء".
وحول توجهات القائمة العربية المشتركة التي حصلت على 13 مقعدا، في التعامل مع دعوة غانتس، بالمشاركة في هذه الحكومة، قال السعدي: "حتى الآن لم نستلم أي دعوة من حزب غانتس، كانت هناك تصريحات فقط بدعوة المشتركة للاجتماع بشكل علني، ونحن ننتظر ذلك".
وأضاف: "قلنا إننا نريد إسقاط نتنياهو، وأن نكون مؤثرين ولاعبين أساسيين في الحلبة السياسية، ونحن في متابعة مستمرة للتطورات"، لافتا إلى أنه "في حال وصلت أي دعوة من "أزرق أبيض" بشكل رسمي، ستدرس القائمة هذه الدعوة، وستتجاوب معها، وتقدم ورقة مطالب تحمل أهداف وغايات القائمة العربية في المجال السياسي العام".
اقرأ أيضا: "يديعوت": 5 سيناريوهات أمام غانتس لتشكيل الحكومة
ونوه إلى أن قائمة المطلب ستشمل على رؤية القائمة في العديد من القضايا منها؛ القضية الفلسطينية، صفقة القرن، الاستيطان، الوضع في القدس المحتلة، إضافة للقضايا الحياتية المهمة مثل؛ العنف والجريمة، البناء والإسكان والتخطيط، هدم البيوت (قانون كامينتس)، قانون القومية، الخطة الاقتصادية ومكانة الجماهير العربية وغيرها.
مناورة لن تنجح
ولفت إلى أن "الاتجاه الأساسي لدى غانتس، هو تشكيل حكومة وحدة مع الليكود وأفيغدور ليبرمان (حزب إسرائيل بيتنا)، ونحن في هذه الحالة سنكون من أشد المعارضين لهذه الحكومة وسياساتها وبرنامجها، وقد نترأس المعارضة داخل الكنيست".
وبشأن مشاركة القائمة العربية في الحكومة الإسرائيلية، في حال فشل غانتس في تشكيل حكومة وحدة مع "الليكود"، بين النائب العربي، أن "كل السيناريوهات مطروحة، وهي على طاولة البحث"، مردفا: "ولكن نحن قلنا؛ أنه من الصعب جدا أن نكون شركاء في حكومة مع غانتس، في ضوء البرنامج السياسي لهذه الحكومة".
من جانبه، استبعد الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن يقوم غانتس بتوجيه "دعوة رسمية مباشرة للقائمة العربية، من أجل المشاركة في الحكومة الجديدة، لأن أقصى ما يطمح إليه، هو تأييد القائمة من الخارج، وليست شريكا في الائتلاف الحكومي".
ونبه في حديثه لـ"عربي21"، أن "الأجواء العامة في إسرائيل، وحتى داخل "أزرق أبيض"، لا تتيح مشاركة الأحزاب العربية في أي ائتلاف حكومي"، مستبعدا في ذات الوقت أن تكون "المشتركة جزء من الائتلاف الحكومي، لأن الأمر لا يتفق معها من الناحية السياسية، ولا بالحد الأدنى مع البرامج السياسية التي يمكن أن تطرحها هذه الحكومة".
ورأى شلحت أن "كل الموضوع لن يكون أكثر من أمر عابر، أو نوع من المناورة التي لن يكتب لها النجاح"، لافتا أن "مجرد التوصية على غانتس، أدى إلى جدال داخل القائمة المشتركة".
انتحار سياسي
ورغم استبعاده للمشاركة العربية في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، إلا أنه نبه "في حال دعمت أجزاء من المشتركة حكومة برئاسة غانتس لإسقاط نتنياهو، فهذا تجاوز لخطوط حمراء في السياسية الفلسطينية بالداخل".
وبرغم أن "إسقاط نتنياهو أمر مهم، لكنه ليست أم المسائل فيما يتعلق بالسياسية الإسرائيلية، ومن المفترض أن لا يكون غاية للقائمة العربية، فهناك غايات أكثر أهمية"، بحسب الخبير الذي رجح "فشل" غانتس في تشكيل حكومة، وتوجه الاحتلال نحو جولة انتخابات ثالثة.
من جانبه، أوضح الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "دعوة غانتس للقائمة العربية المشتركة، هي لذر الرماد في العيون ولتحقيق هدفين؛ الأول؛ إظهار أن الوسط مع العرب في الداخل يشكلون أغلبية في الكيان باستثناء ليبرمان، والثاني؛ هو محاولة الضغط على اليمين الإسرائيلي، بأن هناك إمكانية أمام "أزرق أبيض" الذهاب لحكومة تعتمد على العرب؛ وهذا أمر مستبعد".
اقرأ أيضا: نتنياهو يفشل في تشكيل الحكومة وترجيح بتكليف غانتس
وبين في حديثه لـ"عربي21"، أن "كل القوى السياسية في إسرائيل، لا تريد أن يكون للعرب أي دور، إضافة أن غانتس يدرك أن الاعتماد على العرب في تشكيل الحكومة، يعني انتحار سياسي بالنسبة له، وسيمنع اليمن في المستقبل من الدخول في أي حكومة اعتمدت على العرب يرأسها غانتس، بالتالي لن تصمد سوى أسابيع قليلة وستسقط، وهو الأمر الذي سيعيد الساحة السياسية الإسرائيلية إلى انتخابات جديدة، وربما هذا يضر غانتس وحزبه كثيرا، لأنه اعتمد على العرب، وبالتالي لن يصوت لهم الجمهور الإسرائيلي".
وعن إمكانية دخول العرب الحكومة الإسرائيلية في حال توجيه دعوة رسمية لهم، قال: "العرب لن يدخلوا الحكومة، وحتى وإن دخلت أطراف عربية سترفض أخرى ذلك بالمطلق".
ورأى أبو عواد، أن "ذهاب العرب نحو المشاركة في حكومة إسرائيلية، هي خطوة غير سليمة، والعرب عليهم ألا يظهروا أن هناك خلاف في المجتمع الصهيوني، لأن مجتمع الاحتلال متوحد ضد العرب، والهجمة على العرب أمر ممنهج"، منوها أن "النواب العرب أدخلوا أنفسهم في لعبة سياسية بهدف إسقاط نتنياهو"، متسائلا: "هل القادم سيكون أفضل من نتنياهو؟".