فنون منوعة

هل يلاقي "ممالك النار" الخليجي نجاح "قيامة أرطغرل" التركي؟

لقطة من المسلسل المنتج إماراتيا- يوتيوب
لقطة من المسلسل المنتج إماراتيا- يوتيوب

بإنتاج إماراتي هو الأضخم في تاريخ انتاج المسلسلات والدراما التاريخية العربية، تعرض قناة "MBC" يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، المسلسل التاريخي الملحمي "ممالك النار"، كما تُبث الحلقات على شبكة Netflix.

المسلسل الذي تم عرض البرومو الخاص به السبت الماضي، من إنتاج شركة "جينوميديا" التابعة لدولة الإمارات ولعام 2019، وتم تصويره في تونس بتكلفة بلغت 40 مليون دولار، وتدور قصته حول الأيام الأخيرة من دولة المماليك في مصر والشام وسقوطها على يد الدولة العثمانية بالقرن السادس عشر.

و"ممالك النار"، من تأليف المصري محمد سليمان عبدالملك، وإخراج البريطاني بيتر ويبر، وبطولة لمصري خالد النبوي مجسدا شخصية السلطان طومان باي، ونخبة من نجوم مصر والدول العربية، بينهم محمود نصر، وكندة حنا، ورشيد عساف، ومنى واصف.

وحمل البرومو عبارة "قانون دموي حكم إمبراطورية فأصبح لعنة تطاردهم"، ما أثار اللغط حول ما قد يشهده المسلسل من هجوم على الدولة العثمانية.

 

ورأى متابعون أن الإنتاج الإماراتي الأضخم يأتي في ظل هجوم دول خليجية على تركيا، وأن الهدف منه عرض تاريخ الدولة العثمانية من وجهة نظر خليجية، وأنه يقدم مواجهة فنية مع مسلسل "قيامة أرطغرل"، التركي الذي حقق نجاحا عربيا وعالميا.

وفي رؤية فنية ترى الناقدة إيمان نبيل، أن "برومو (ممالك النار) مبهر جدا من الناحية البصرية"، مضيفة "وبانتظار المحتوى ومدى ما يحمل من مصداقية حول تاريخ تلك الحقبة التي شهدت صراعا بين أكبر قوتين بالعالم الإسلامي العثمانيين والمماليك، حتى نكون موضوعيين".

وأشارت بحديثها لـ"عربي21"، إلى أن "هذا الانتاج الضخم قد يكون غير مسبوق عربيا"، موضحة أنه "قد سبقه مسلسلات ضخمة إنتاجيا مثل (عمر) بتكلفة 200 مليون ريال سعودي. لمركز تلفزيون الشرق الأوسط ومؤسسة قطر للإعلام في 2012".

وأضافت نبيل، أن "هناك سابقة درامية عربية تتحدث عن التاريخ العثماني عبر مسلسل (إخوة التراب)، بإنتاج سوري ضخم وبطولة الفنان أيمن زيدان، وتسببت أحداثه بغلق تركيا الحدود مع سوريا 3 أيام بعد حلقة عن مجازر الأرمن وتعذيب الخازوق".

وتوقعت أن "يسبق هذا الانتاج الكبير وحشد نجوم من الدول العربية إنتاج مسلسل أرطغرل ماديا وفنيا بشرط أن تكون صناعة المسلسل جيدة وخالية من المبالغة التي طالت أرطغرل أيضا".

وأكدت الناقدة الفنية، أن "أبطال العمل جميعهم نجوم وقدراتهم الفنية تضاهي نجوم أرطغرل، وأعمالهم الفنية ومشاركتهم السابقة ونجوميتهم كبيرة".

وقالت إن "وجود هوس بالرجل التركي في العالم العربي، وإسناد البطولة لأنجين ألتان أعطت أرطغرل ميزة كبيرة حيث إكملت عناصر العمل مع الهوس بالشكل التركي".

وتعتقد نبيل، أن "أبطال ومخرج ممالك النار قادرين على توصيل الصورة الفنية للمشاهد العربي بما فيه من اختلافات سياسية وعرقية إذا لم يقعوا بفخ المبالغة والخوارق"، مضيفة أن "أبطال العمل لا جدال على موهبتهم وجمال اللغة العربية لديهم كالعملاقين رشيد عساف ومنى واصف".

وتعجبت نبيل من عدم إسناد المسلسل لأحد كبار مخرجي مصر وسوريا مثل المبدع حاتم علي، متوقعة أن "يكون لشركة الإنتاج هدف سيظهر مع المشاهدة، وربما يأتي المخرج البريطاني بجديد".

وترى نبيل، أن "إحدى مفاتيح نجاح (أرطغرل) للوصول للعالمية كان عبر الترجمة والدوبلاج وأن (ممالك النار) لابد أن يسير بنفس الطريقة وإلا سيبقى محدودا".

من جانبه يقول الكاتب الصحفي محمد عبدالشكور: "الإمارات تحاول بأموالها فرض نفوذها الثقافي والفني بمختلف المجالات وتعمل جاهدة للاستحواذ على الأكبر والأضخم والأطول سواء بالمباني وغيرها".

عبدالشكور، أضاف لـ"عربي21"، أنها "بإنتاج أضخم مسلسل تاريخي تم إنفاق مبلغ كبير جدا يقارب 40 مليون دولار؛ هي محاولة لفرض تاريخ مزور نكاية بالدولة التركية الحالية بإظهار الفتح العثماني لمصر باسم دولة الخلافة كونه احتلالا".

ويعتقد أنها "محاولة لمنافسة (أرطغرل) الذي حاز نسبة مشاهدة عالية بالوطن العربي والعالم"، مضيفا: "وربما لا يكون للمسلسل الإماراتي نصيب من شهرة المسلسل التركي".

واستدرك بقوله: "ولكن في نظام المكايدات السياسية سوف ترى الميديا والإعلام يؤكد أن المسلسل نجح نجاحا باهرا"، مضيفا: "ولم لا والإمارات تمتلك أموالا طائلة تساعدها وفضائيات تتبعها؛ ولكن تبقى الحقائق التي سيكتبها التاريخ لاحقا ولن يكون لها دور فيه سوى محاربة ثورات الربيع العربي".

ويعتقد الكاتب والباحث محمد مرسي، أن "ممالك النار هو رد مباشر على أرطغرل ولكنه رد سلبي"، موضحا أن "من يقفوا خلف هذا الإنتاج الضخم بدلا من أن يصنعوا شيئا يفتخروا به يصنعوا شيئا يشوه الآخر".

وحول ما قد يحمله المسلسل من تعبير عن حالة الصراع التركي الخليجي السياسية، أكد أن الطريقة التي سيقدم بها المسلسل تلك الحقبة من التاريخ ستؤكد أو تنفي ذلك الأمر.

وأشار إلى أن "السعودية والإمارات يرون تركيا عدو في إطار زعامة العالم الإسلامي، وبسب الحكومة الإسلامية هناك، ومساندة أنقرة للربيع العربي، وقوتها الإقليمية وتوسيع نفوذها وما يمثله ذلك من منافسة للخليج وخصم من نفوذه".

وفي تقديره لما قد يلاقيه المسلسل من نجاح، قال إنه "يقدم المماليك كمن يحاول منع احتلال العثمانيين لمصر، ويعرض بعض الملاحم الشعبية للصمود أمام الغزو التركي ما قد يلقى قبول المشاهد العربي، ولكن لو واجهته دعاية مضادة فقد يفشل".

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أكد الصحفي في "تي آر تي" سمير العركي أن المسلسل يأتي ردا على "قيامة أرطغرل".


ويرى الإعلامي طارق مهنى، أنه يضرب بكل خبث وكذب بالاسلام في شكل الدولة العثمانية.

التعليقات (23)
جوجو
الثلاثاء، 05-11-2019 01:11 م
الخلافة العثمانية استطاعت ان تصد اكثر من 25 حملة صليبية عن العالم الإسلامي ووضعت أقدامها بقوة للدفاع عن الأراضي المقدسة وما فعلته كذلك مع دول المغرب العربي بطرد الإسبان وإنقاذ المسلمين بعد سقوط الأندلس بإختصار كانت الحامي لكل الشعوب الإسلامية بعد نهاية العهد المملوكي
فاشل
الثلاثاء، 05-11-2019 12:34 م
الإمارات مابتصرف هذا المبلغ الا لهدم المبادئ ، مصيره الفشل
Sam Mosee
الثلاثاء، 05-11-2019 11:09 ص
المهم ألا يشوهوا التاريخ بدافع الحقد والخصومة. ومن حيث المبدأ يعني لا المماليك مصريين ولا الأتراك ال وبل هناك جزء من المماليك أصلهم تركي بحت
غازي الفواعره
الثلاثاء، 05-11-2019 10:55 ص
مهما شوهت التاريخ نحن نعرف أين الصح وأين الغلط شعب واعي ويعرف أنه لا تقوم اي دوله بدون إسلام وهي تركيه تنهض إسلامنا يا رب يرجع الإسلام الى الدول العربيه ويكون العدل أساس الحكم وليس مثل دول الخليج الذين باعو الدين والعرب والاسلام ربي يحرقهم في نار جهنم بي مال العرب تجاربنا كل الغرب
عبد الرحمن
الثلاثاء، 05-11-2019 09:54 ص
في رأيي لن يلقي نجاحا يحسد عليه كقيامة أرطغرل.. 1.لأن مموليه ممقوتون من قبل المسلمين عامة.. في العالم العربي والعالم الإسلامي لتدخل شؤونهم الداخلية، ولأنفاقهم كل نفيس لإضعافهم أي المسلمين أينما كانوا، فلا يؤمن أن يَصدقوا بتاريخ من شوَّهو حاضرهم. 2. لمعاصرته قيامة عثمان التي ستنطلق قريبا. 3. لعلمنا مسبقا علي أنهم لم ينتجوه مصادفة ولتنبيه المسلمين ببعض تاريخهم بل بغضا وحقدا علي تركيا الحاضرة والدولة العثمانية ولتصويرها علي أنها كانت دولة استعمال لا خلافة اسلامية، وهذا ممالا يقبله مسلم عاصره مماليك السعودية والإمارات اليوم. 4 ولأن ما بني علي حسد وكراهية لن يفلح ولن ينجح. .
الأكثر قراءة اليوم