هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلّطت الدعوات الروسية إلى عقد لقاء بين تركيا والنظام السوري، الأضواء مجددا على مستقبل العلاقة بين الطرفين.
وكانت روسيا جددت روسيا، دعمها لعقد لقاء مباشر بين تركيا والنظام السوري، مؤكدة الجمعة على لسان نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف، أنها "تؤيد عقد لقاء بين دمشق وأنقرة، إذا كانت رغبة في ذلك لديهما".
ولم تصدر أي ردود من تركيا بشأن الدعوات الروسية هذه، غير أن مراقبين أتراك استبعدوا في حديثهم لـ"عربي21" أن توافق أنقرة على لقاء النظام السوري، لأسباب عدة.
وأثار الكاتب والمحلل السياسي التركي، جلال ديمير، العديد من الأسباب التي تمنع بلاده من فتح باب الحوار مع نظام الأسد، على رأسها، أن الحوار مع الأخير لا يحل القضايا التي تقلق تركيا، في الملف السوري.
وقال لـ"عربي21"، إن أنقرة لا ترى أن إعادة علاقتها بالنظام السوري، كفيل بوقف التهديدات لأمنها القومي انطلاقا من الحدود السورية، وتحديدا في شرق نهر الفرات، حيث لا يمتلك الأسد أي حضور هناك.
اقرا أيضا: اشتباكات عنيفة بين نظام الأسد وقوات "نبع السلام" برأس العين
ومن بين الأسباب الأخرى التي جاء ديمير على ذكرها، أن أنقرة لا تريد إصباغ الشرعية على نظام الأسد، مشددا على أن "السياسة التركية، رفضت منذ البداية طريقة النظام في مواجهة الشعب السوري، ولن تقبل أن تضع يدها بيد الأسد، اليد الملطخة بالدماء".
وما يتوج كل هذه الأسباب، من وجهة نظر ديمير، هو أن تركيا تعتقد أنه لا حاجة لفتح الحوار مع الأسد، لطالما أنها تنسق مع روسيا، والأخيرة هي التي تمتلك قرار النظام، متسائلا "هل يمتلك النظام قرار تنفيذ أي اتفاق مع طرف ما دون موافقة روسيا"؟.
بدوره، قلل الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، في حديثه لـ"عربي21" من احتمال فتح بلاده باب الحوار مع النظام السوري، مرجعا ذلك إلى أن تركيا لا تريد إعادة شرعنة نظام الأسد، لتفويت الفرصة على المخطط الروسي.
وقال: اكتفت تركيا بالتنسيق الأمني الاستخباراتي مع النظام السوري، وهي لا تريد لهذا التنسيق أن يكون بوابة لعقد لقاءات سياسية بتمثيل سياسي.
اقرأ أيضا: مصادر عسكرية تركية: لن نمدد المهلة ولا لقاءات مع نظام الأسد
غير أن الانسداد في جلسات الدستور، ومحاولات روسيا التي لا تكاد تتوقف، من شأنه تسجيل محادثات أستانا حول الملف السوري القادمة، اجتماعا بين تركيا والنظام السوري، وفق أوغلو الذي أضاف "من الواضح أن تركيا لا زالت تتحفظ في موضوع لقاء مباشر مع النظام السوري".
وأنهى بقوله "قد تستجد ضرورات تحتم على تركيا ذلك، غير أن من السابق لأوانه الجزم بذلك، خصوصا وأن كل التصريحات التركية ترفض فتح باب الحوار مع النظام السوري".