هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تولى الدبلوماسي الأرجنتيني "رافايال غروسي"، الاثنين، منصبه كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ يتوقع أن يشغل ملف برنامج إيران النووي الحيز الأكبر في مهمته.
و"غروسي"، مندوب الأرجنتين لدى الوكالة، هو أول مدير لها من أميركا الجنوبية، منذ تأسيسها عام 1957. ويتولى المنصب خلفا للياباني يوكيا أمانو الذي توفي في تموز/يوليو عن عمر يناهز 72 عاما.
سبق أن شغل غروسي مناصب رفيعة في الوكالة بين عامي 2010 و2013، ما وضعه على تواصل مع المسؤولين الإيرانيين حينما تكثفت المفاوضات الدولية حول الأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن سفير باريس السابق لدى طهران، فرانسوا زيكولاد إنّ غروسي سيكون بوسعه الاستفادة من "خبرة كبيرة في مسائل الانتشار" النووي.
يد أمريكية؟
وفي حين يعتقد أن الولايات المتحدة ضغطت لصالحه، إلا أن دبلوماسيين يقولون إن غروسي شدد على إيمانه بأهمية حيادية الوكالة.
والوكالة الدولية مكلّفة مراقبة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة التي أبرمت في العام 2015 وتبدو على شفا الانهيار.
ودون ذكر إيران بالاسم، أشاد غروسي في أول خطاب له أمام الدول الأعضاء في الوكالة الاثنين بـ "نظام التفتيش الدقيق وغير المتحيز" الذي تقوم به الوكالة.
اقرأ أيضا: وفاة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو
وأكّد "لا أحد يستطيع أن يفعل ما يمكننا القيام به، ولا يمكن لأي شخص آخر أن يقدم هذا التأكيد الموثوق بأنه لا أحد يحوّل المواد النووية لصنع أسلحة نووية". والجمعة المقبلة، يجتمع دبلوماسيون من إيران والأطراف الأخرى المتبقية في الاتفاق، بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، في فيينا لمناقشة سبل المضي قدماً في الاتفاق المتداعي.
ومنذ أيار/مايو الفائت، بدأت طهران في اتخاذ سلسلة من الخطوات التي تنتهك التزاماتها بموجب الاتفاق، مع إجراء آخر محتمل في أوائل كانون الثاني/ يناير.
وتصر إيران على أن لها الحق في القيام بذلك ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في العام 2018 وإعادة فرض عقوبات تكبل الاقتصاد الإيراني.
اقرأ أيضا: إيران تمنع مفتشة دولية من دخول منشأة نووية.. لهذا السبب
ويتضمن الاتفاق آلية لتسوية المنازعات تنقسم بين عدة مراحل. ومن شأن مسار قد يستغرق أشهراً أن يقود إلى تصويت مجلس الأمن الدولي على إمكانية أن تواصل ايران الاستفادة من رفع العقوبات الذي أقر إبان توقيع الاتفاق.
من جانب آخر، فقد حدثت مواقف خلافية أخرى بين إيران والوكالة خلال الأشهر الأخيرة.
وكانت الوكالة حضّت إيران على تفسير وجود آثار لليورانيوم في موقع لم تعلن عنه طهران من قبل.
وفيما لم تكشف الوكالة عن اسم الموقع، إلا أن مصادر دبلوماسية ذكرت سابقا أن الوكالة تطرح أسئلة على طهران تتعلق بموقع ذكرت إسرائيل أنه جرت فيه نشاطات ذرية سرية سابقة.
كما وقع حادث نادر أواخر تشرين الأول/أكتوبر مع منع طهران مفتشة لفترة وجيزة من مغادرة البلاد.
ولاحقا سمحت طهران للمفتشة بالعودة إلى فيينا، لكنّ الوكالة اعتبرت ما جرى انذاك بأنه "غير مقبول".
وقررت إيران سحب اعتماد المفتشة التي وجد بحوزتها آثار مادة متفجرة، بحسب سفير إيران لدى الوكالة كاظم غريب عبادي.
وقال دبلوماسي مقيم في فيينا إنّ إيران تلقت دعما قليلا في هذه المسألة "حتى من الدول التي تتعاطف معها عادة".