هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذا إنترسيبت" مقالا للمعلق المعروف مهدي حسن، تحت عنوان "عزيزي مارك زكربيرغ: (فيسبوك) هو آلة كراهية ضد المسلمين حول العالم، ألا تهتم؟".
وجاء المقال، الذي ترجمته "عربي21"، على شكل رسالة، يسأل فيها حسن مدير "فيسبوك" قائلا: "ماذا حدث لك؟"، ويذكره بأنه تحدث في عام 2015 بشكل صريح عن الكراهية ضد المسلمين، وقال: "أريد إضافة صوتي لدعم المسلمين في مجتمعنا وحول العالم"، في رد على تصريحات المرشح الجمهوري في حينه دونالد ترامب، الذي وعد بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وقال بعد هجمات باريس: "أستطيع تخيل الرعب لدى المسلمين من الملاحقة بسبب أعمال آخرين"، وكان عنوان "نيويورك تايمز": "مارك زكربيرع مدير (فيسبوك) يطمئن المستخدمين المسلمين".
ويقول الكاتب: "بعد سنوات قمت أنت و(فيسبوك) بتضخيم الكراهية والتعصب ضدنا بدلا من طمأنتنا، وسمحت باستخدام ما وصفه الممثل ساشا بارون كوهين (أعظم آلة دعائية في التاريخ) لاستهداف واضطهاد المجتمعات المسلمة الضعيفة حول العالم".
ويتساءل حسن عن شعور زكربيرغ عندما يكون متواطئا مع الإبادة الحقيقية، ويعني حسن بها جريمة إبادة المسلمين الروهينغا في ميانمار، ففي آذار/ مارس 2018 قال رئيس لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة مرزوقي دارسمان للصحافيين إن منصات التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك"، أدت دورا "مهما" في العنف، وساهمت بشكل جوهري في "مستوى الكراهية والانشقاق والنزاع".
وينقل الكاتب عن المقررة الخاصة لميانمار يانغهي لي، قولها: "كل شيء تم من خلال (فيسبوك) في ميانمار.. أخشى أن (فيسبوك) تحول لوحش وليس كما قصد منه في البداية".
ويقول حسن: "يعرف زكربيرغ هذا الأمر، واعترفت به شركته في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، واعترف مسؤول السياسة أليكس واروفكا بأن زكربيرغ والمسؤولين معه لم يعملوا ما فيه الكفاية (لمنع استخدام منصتنا لإثارة الانقسام والتحريض على العنف) في ميانمار".
ويستدرك الكاتب بأنه رغم ما يقوله واروفكا عن تحسين سبل الرصد لخطاب الكراهية في ميانمار، إلا أن ماثيو سميث مؤسس فورتيفي رايتس"، وهي منظمة غير ربحية تركز على ميانمار، يرفض هذا الكلام، قائلا إن "أمام فيسبوك الكثير لعمله"، صحيح أن الشركة قامت بتعيين أكثر من 100 شخص لمتابعة المنشورات التي تنشر في ميانمار، لكن هناك أكثر من 20 مليون حساب في ذلك البلد، و"الجهود الحالية ليست كافية لمعالجة إساءة استخدام المنصة".
وأضاف سميث أنه "من غير الواضح لماذا لم تفهم القيادة خطورة الوضع.. على الشركة أن تفكر في طرق إعادة الروهينغا ومبادرات أخرى لإصلاح الضرر".
ويتساءل حسن: "ماذا عن المسلمين الهنود؟ هل يبقيك مصيرهم مستيقظا في الليل؟ وإن لم يكن فلماذا؟ هناك تقرير نشرته الشبكة غير الربحية (أفاز) واتهمت فيه فيسبوك بالتحول (لمكبر صوت للكراهية) ضد المسلمين في ولاية أسام، في شمال شرق الهند، التي تم قيها تجريد مليوني شخص، معظمهم مسلمون، من جنسيتهم على يد الحكومة المتطرفة لناريندا مودي".
ويشير الكاتب إلى أن هناك تقريرا آخر أعدته منظمة "إيكواليتي لاب"، وهي مجموعة حقوقية في جنوب آسيا، وجاء فيه أن "المحتوى المعادي للمسلمين هو المصدر الرئيس لخطاب الكراهية على فيسبوك في الهند، وتصل نسبته إلى 37% من مجمل المحتوى المنشور".
ويتهم حسن زكربيرغ بأنه "لم يفعل شيئا لوقف هذا بل التقيت مرارا بمودي، الزعيم الذي لديه أكبر عدد من المتابعين على (فيسبوك)، وقدمت والديك إليه، وأتساءل: هل ستقدم والديك لأي من المسلمين الهنود الذين قامت شركتك بوقف حساباتهم الـ(واتساب) في أعقاب حصار مودي لكشمير؟".
ويتساءل الكاتب قائلا: "ماذا عن مسلمي سيرلانكا؟ فعندما جاء أفراد من منظمة اسمها (سنتر أوف بوليسي أولتيرنتفز) إلى مكتبك، وقدموا لك عددا من الأمثلة التي لا تحصى عن لقطات الفيديو النارية المحرضة ضد المسلمين والمنشورات التي نشرت على (فيسبوك)، وتقول: (اقتلوا المسلمين ولا تتركوا الأجنة)، وقالت (نيويورك تايمز) إن الشكاوى التي تقدموا بها كلها كانت الجواب عليها واحدا: المحتوى لا يخرق معايير (فيسبوك)".
ويتساءل حسن عن السبب الذي لا يعبر فيه زكربيرغ عن صدمته من الدعوات التي تدعو لقتل المسلمين في سيرلانكا، وتنشر عبر منصته.
ويقول الكاتب: "علينا ألا ننسى المسلمين الإيغور في الصين، فقد تم احتجاز أكثر من مليون مسلم في معسكرات اعتقال في إقليم تشنجيانغ حيث تعرضوا للضرب والتعذيب والاغتصاب، ونشر موقع (بازفيد) في آب/ أغسطس تقريرا أشار فيه إلى أن الإعلام الصيني المملوك من الدولة يقوم بنشر إعلانات على (فيسبوك) والهدف من هذا كله هو التشكيك في تعذيب واضطهاد المسلمين، فهل أنت مرتاح لاستخدام (فيسبوك) للمساعدة فيما يصفها الخبراء (إبادة ثقافية) في تشنجيانغ؟".
ويلفت حسن إلى أن "في الولايات المتحدة أيضا أمثلة على نشر الكراهية، ففي أيار/ مايو 2018 وضح تقرير مفصل من (ساثرن بافرتي لو سنتر) كيف وجدت المحتويات المعادية للمسلمين مكانا في (فيسبوك)، وفي تقرير جديد أعدته منظمة (ريفيل) وجد أنه في الوقت الذي حذف فيه (فيسبوك) الجماعات المؤيدة لمنظمات التفوق الأبيض المتطرفة، إلا أن المنصة لا تزال تسمح لجماعات معادية وبشكل صريح للمسلمين، مثل (الموت للمسلمين، سري)، ويعلم زكربيرغ هذا كله ولا يمكنه التجاهل، فقد استقبل فرحانة خيرة، من جماعة حقوق مدنية في مكتبه في كاليفورنيا، وأخبرته خيرة عن (المعاناة والألم اللذين يتسبب بهما فيسبوك للمسلمين في الولايات المتحدة وحول العالم)".
وينوه الكاتب إلى أن زكربيرغ استقبل مذيع "فوكس نيوز" الشهير تاكر كارلسون، الذي وصف العراقيين ذات مرة بالقرود شبه الأميين البدائيين"، وكذلك دان شابير من "ديلي واير"، الذي زعم أن غالبية المسلمين هم من المتشددين، وفي الشهر الماضي حضر عشاء خاصا مع دونالد ترامب.
ويذكر حسن أن صحيفة "الغارديان" كشفت هذا الأسبوع عن أن النائبتين رشيدة طليب وإلهان عمر كانتا هدفا لحملة دولة استغلت فيها جماعات اليمين المتطرف "فيسبوك" للتحريض وتحقيق المال، مشيرا إلى أن تقرير الصحيفة يكشف المدى الذي فشلت فيه شركة "فيسبوك" في وقف اللاعبين السريين الذين يحاولون استخدام المنصة للقيام بحملات كراهية، وكيف عملت هذه الجماعات دون خوف من الملاحقة.
ويحذر الكاتب صاحب شركة "فيسبوك" من مخاطر نشر الكراهية، في إشارة إلى باتريك كارلنيو، الذي قضى سنوات وهو ينشر الكراهية ضد المسلمين عبر المنصة، وقد اعترف في تشرين الثاني/ نوفمبر باستهداف عمر والتهديد بقتلها، لافتا إلى أن المراقبين لمحتويات "فيسبوك" في أمريكا لم يقوموا بأي شيء لوقف حملته، وتقول عمر إن زكربيرغ ساعد في جعلها هدفا.
ويختم حسن مقاله بالقول إن "الأقليات المسلمة يتم استهدافها وشيطنتها، سواء في العالم المتقدم أم النامي، والمحزن أن القوميين المتطرفين يجدون العون من شركات يديرها من يدعون الليبرالية في سيلكون فالي، فهل يريد زكربيرغ أن يتم تذكر ليس بالرجل الذي ساهم بوضع ملياري شخص على (فيسبوك)، لكن بمن أنشأ آلة دعائية تستخدم لقتل ملايين المسلمين، وماذا حدث لزكربيرغ الذي أخبر الموظفين المسلمين أنه (سيقاتل لحماية حقوقهم وبناء مناخ آمن وسليم لكم) من أخبرنا أنه (أنا كوني يهوديا علمني والدي بأنه يجب الدفاع عن المجتمعات كلها ضد أي هجوم)".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)