هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجرت "عربي21" مقابلة مع القيادي في الحزب الإسلامي الماليزي، محمد خليل أوانج، اعتبر فيها أن البلاد تعيش منعطفا خطيرا وغير مسبوق في تاريخها.
وأشار السياسي البارز إلى أن الأقليات غير المسلمة، ولا سيما الصينية، تسيطر على الائتلاف الحكومي الحالي، بقيادة الزعيم الماليزي، مهاتير محمد.
وأوضح أن ذلك بحد ذاته ليس إشكالا، لكنه اتهم حزب "العمل الديمقراطي"، الذي يمثل أغلب المواطنين من أصول صينية، والشريك الأساسي في التحالف الحاكم، بأنه يتنكر للهوية المالاوية الإسلامية للبلاد، ويهددها.
منعطف خطير
لفت "أوانج" إلى أن تشكيل "مهاتير" حزبا جديدا وتحالفه مع مجموعة أحزاب أخرى، أبرزها "العمل الديمقراطي" و"عدالة الشعب"، الذي أسسه السياسي البارز "أنور إبراهيم"، تسبب بإسقاط حزب "أمنو" (المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة) من قيادة البلاد لأول مرة منذ استقلالها.
ورغم انتماء مهاتير لـ"أمنو" على امتداد حياته السياسية، وقيادته البلاد من خلاله لأكثر من عقدين (1981- 2003)، إلا أن فضائح الفساد التي لاحقت رئيس الوزراء السابق، نجيب رزاق، دفعته إلى العودة للمشهد، والعمل على إسقاط الأخير، وهو ما حدث في انتخابات 2018.
وأكد "أوانج" أن الحزب الإسلامي يحترم مهاتير محمد ويثق به، لكنه يشكك في قدرة تحالفه الحاكم على الصمود وتحقيق وعوده، بالنظر إلى التباين الشديد بين مكوناته.
وأوضح أن حزبه، الذي يعد من أقدم وأهم القوى السياسية في البلاد، يتحالف حاليا مع "أمنو" استجابة لمخاوف الماليزيين من الخطر الذي يشكله ارتفاع نبرة القومية الصينية.
وتابع بأن "الإسلامي" كان في أغلب فترات تاريخه خارج الحكومة، لتجنبه التحالف مع "أمنو"، الذي يعبّر عن التيار المالاوي القومي، والذي تمكن من البقاء في السلطة لعقود جراء هاجس "الهوية" بالبلاد، بينما فضل حزبه عدم اللعب على هذا الوتر حتى لا يتفاقم.
ووصف "أوانج" رئيس الوزراء، مهاتير محمد، بأنه "رجل وطني وذو مبادئ"، وشدد على تفهمه لدواعي التحالف الذي عقده، لكنه أعرب عن رجائه بأن يتخذ خطوات بشأن المخاطر التي تهدد البلاد حاليا، ولا سيما هويتها وسلمها الاجتماعي.
قمة كوالالمبور
وشدد السياسي البارز، وهو نجل "عبد الهادي أوانج"، رئيس الحزب الإسلامي، على أهمية قمة كوالالمبور، التي تجمع قادة كل من ماليزيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا وقطر، في ظل الحروب والصراعات التي تمزق العالم الإسلامية.
وأشار إلى أن جذور الفكرة تعود إلى "مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية"، التي دعا إليها الزعيم التركي الراحل، نجم الدين أربكان، وعقدت بإسطنبول لأول مرة عام 1997.
وأضاف أن مهاتير محمد كان آنذاك رئيسا لوزراء ماليزيا، وتعاون مع أربكان، الذي كان يرأس هو الآخر حكومة بلاده، لتحقيق تلك الرؤية، وهو مشهد يتكرر مجددا اليوم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتابع بأن عدد الدول التي استجابت لدعوة الاجتماع تراجع إلى خمسة حاليا، معربا عن أمله في أن يتسع نطاق القمة مستقبلا.
ولفت "أوانج" إلى ضرورة ضم إيران بشكل كامل للتحالف الجديد، بهدف التأسيس لجمع صف المسلمين على اختلاف مذاهبهم، في مواجهة "المشاريع الغربية والصهيونية".